آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-04:44م

التنازلات للحوثي تنهي آمال السلام في اليمن

الخميس - 25 يوليه 2024 - الساعة 01:05 ص

نزار الخالد
بقلم: نزار الخالد
- ارشيف الكاتب


حقيقة لا يختلف عليها اثنين وهي أن عصابة الحوثي الايرانية أخطر الجماعات الإرهابية التي تمثّل تهديدًا كبيرًا للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بأسرها ، ولا يمكن الاستهانة بتداعيات تحقيقها لبعض المكاسب السياسية على حساب الشعب اليمني.
إلغاء القيادة الرئاسية لقرارات البنك المركزي اليمني في عدن وفتح مطار صنعاء لا يعني سوى تعزيز قدرة الحوثيين على تمويل أنشطتهم الإرهابية باستغلال الموارد الاقتصادية لصالح أجندتهم الخبيثة ،وبالتالي فإن أي تهدئة في سلوك المليشيا لا يمكن أن تكون إلا مؤقتة ومرتبطة بمصالح إيران الاستراتيجية في تحويل الشرق الأوسط إلى بؤرة نار مشتعلة من الصراعات والحروب الطائفية.

هناك حديث لبعض السياسيين والصحفيين أنه من المتوقع أن يوقف الحوثيون أعمالهم العدائية ضد الاخرين خصوصًا بعد صفقة إلغاء قرارات البنك المركزي بعدن، وهذا من المستبعد أن يتم، وإن فرضنا جدلًا أنه سيتم، فإنه لن يكون، إلا بتوجيهات إيرانية للامساك بالعصا من النصف والتي لا يمكن لأي شكل من أشكال البناء عليها بأي تسوية مستدامة مع الحوثيين دون تغيير جذري في سياسات إيران العدوانية ودعمها للإرهاب وتمكنها من تحويل اليمن إلى مسرح عمليات للحرس الثوري الإيراني على حساب السيادة اليمنية.

ما يحدث في اليمن ليس سوى استغلال لهذا البلد الذي دمرته الحرب والمؤامرات الاقليمية والدولية ولكننا على ثقة من أن نهاية هذه العصابة الحوثية الإيرانية لن تكون إلا بانتفاضة شعبية، تقودها القوى الوطنية التي ترفض الاستعباد الفارسي وتناضل من أجل استعادة السيادة والكرامة من الرجس الفارسي .
بالرغم من محاولات الوساطة والحوار لحل الأزمة في اليمن، إلا أن العصابة الحوثية الايرانية تستمر بارتكاب الجرائم وانتهاك حقوق الإنسان، مما يجعل الحل العسكري والقضاء عليها هو الخيار الوحيد لاستعادة الدولة من الانقلابيين، فلا خيار آخر لعودة اليمن الى ما قبل 2014 . وعلى الدول العربية ادراك هذه الحقيقة ويكون لها موقفًا واضحًا من هذه العصابة متمثلًا بالعمل بكل قوة لمواجهتها من خلال تقديم الدعم العسكري للشعب اليمني لاستعادة سيادته واستقراره.

وفي المقابل ، فإن سياسة تقديم التسهيلات والتنازلات لهذه العصابة سيكون بمثابة تشجيع لمزيد من الانتهاكات وتوسيع نفوذ ايران في المنطقة التي سوف يطالها خطر المد الفارسي وتصبح دولها عبارة عن عواصم لطهران مثلها مثل سوريا والعراق ولبنان وصنعاء المحتلة .

ومن المؤسف أن الشقيقة تتحمل المسؤولية التاريخية عن ما حصل ويحصل من تمكين عصابة الحوثي الإيرانية للوصول إلى السلطة وحمايتها حينما تركت الشرعية اليمنية تتلاعب بها القوى الإقليمية او موظفين لديها، وهذا أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وتأزم الأزمة الإنسانية كورقة ضغط تستخدم ايران لوقف اي تحركات للقضاء على سرطان الحوثي بعملية جراحية وبلغة الحرب التي تفهمها وتجعلها تقبل بالسلام وإنهاء الاقتال ، وغير ذلك يُعد إضاعة للوقت وإفساح المجال للحوثي لفرض اشتراطاته على الساسة وتحقيق مكاسب تجعله الأقوى على حساب الشرعية التي تتآكل يومًا بعد يوم ولم يتبق لها الكثير حتى تختفي عن المشهد اليمني اذا ما تصدت الحكومة الشرعية بقوة لهذا التهديد الإيراني، بالوقوف صفًا واحدًا ضد الحوثيين بكسرهم عسكريًا، والتحرك سريعا لاستعادة السيطرة على اليمن وتحريره من هذا الاحتلال الإيراني.

ورغم كل هذه التحديات ، لم نفقد الأمل، و مازلنا نعوّل على الشرعية في القضاء على العصابة المارقة التي تمثل مصالح إيران الخبيثة، وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الفوضى وإعادة اليمن إلى طريق الاستقرار والسلام في الوصول الى الحل الحقيقي للأزمة في اليمن.