آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-05:06م

خارطة الطريق اقتلاع الحوثي من جذوره وليس سلام يُمكنه من السلطة !

الإثنين - 29 يوليه 2024 - الساعة 01:23 ص

نزار الخالد
بقلم: نزار الخالد
- ارشيف الكاتب


يخبرنا واقع الحال الكثير عن الخنوع الذي تشهده الشرعية، ويخبرنا أن السلاليين الحوثيين مستمرون في تحقيق أهدافهم المشبوهة على نار هادئة دون أن يلقوا مقاومة حقيقية من القوى الوطنية الجمهورية التي تنازل الكثير منهم عن وطنيتهم من خلال أدائهم السياسي والعسكري والاقتصادي على مدى سنوات حرب استعادة الدولة المسلوبة بانقلاب عسكري.

للأسف ، يبدو أن القوى الجمهورية لم تستوعب الدرس بعد ، ولا تدرك بشكلٍ كافٍ أن أي مشروع سياسي لا يهدف إلى إسقاط الحوثي واقتلاعه من جذوره بالتأكيد سيكون مشروعًا فاشلًا. فاليمن ليس بحاجة لخارطة طريق بقدر حاجته إلى مشروع واضح يُسقط المشروع الإيراني في اليمن ونفوذه الطائفي الخبيث.

لا بد أن تدرك القوى السياسبة أن المشروع الحقيقي الذي يجب أن تتبناه هو تحرير اليمن من السرطان الإيراني الذي ينمو داخله يومًا بعد آخر بدلًا من الاكتفاء بالتصريحات الرنانة والخطابات السياسية ، التي منحت الحوثي القوة وأظهرت الشرعية أكثر ضعفًا وغير قادرة على تحديد بوصلتها نحو الهدف النبيل المتمثل بتخليص الشعب اليمني والمنطقة من آفة إرهابية زرعتها إيران لزعزعة الأمن والاستقرار بين شعوب المنطقة خدمةً لمشروعها الفارسي .

الوضع الراهن في اليمن يتطلب تحركًا سريعًا وجادًا لوضع حد لنفوذ الحوثي، واستعادة الدولة اليمنية وفرض سيادتها على أراضيها، وإذا لم تتحرك القوى السياسية الآن ، فإن النتائج قد تكون وخيمة على اليمن والمنطقة بأسرها بسقوطها تحت مخالب المجوس .

ولمواجهة هذا التهديد ، يجب أن نكون حذرين في اتخاذ القرارات الصائبة التي تحفظ مصلحة اليمن والمنطقة بأسرها ، ولهذا فإن الذهاب للحوار مع القوى الوطنية الجمهورية هو خطوة ضرورية في مواجهة مشروع الحوثي، إذا ما كنا واضحين في تحديد موقفنا، هل نسعى لإسقاط الحوثي أم نبحث عن خارطة طريق تسلّم السلطة لهم؟

هذا هو السؤال الذي يجب علينا الإجابة عليه بوضوح وحزم قبل أي حوارات أو خارطة طريق تتبناها دول الإقليم والأمم المتحدة .

أعتقد أن الحوثي غير جاهز لخوض فرضيات الحل النهائي باعتبار أن المشروع الفارسي ما زال يُطبخ في مطابخ أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ، ويحتاج إلى وقت طويل حتى ينضج، ولهذا نقول، لا خيار أمام عقلاء ووطنيين وقوميين سوى القضاء على مشروع الحوثي ، وعدم السماح له بالسيطرة على اليمن والمنطقة بأسرها لأن تسليم السلطة للحوثي سيكون كارثيًا، ليس علينا فحسب، بل وعلى المنطقة بأسرها.

وبالتالي، فإن الوحدة والتضامن هما السلاح الأقوى في مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية، وعلى القوى الوطنية الجمهورية أن تعمل بوحدة وتضامن لحماية اليمن والمنطقة من أي تهديد لأمنها واستقرارها..

وعليه، فإن المطلوب بهذه المرحلة التي تبدو أنها فاصلة ، أن تدعم القوى العربية والوطنية الشعب اليمني في سعيه لإفشال المخطط الفارسي الذي يستخدم اليمن منطلقًا نحو تأجيج الصراع بمنطقة الشرق الأوسط ، وقبل كل ذلك يجب أن تكون هناك خطة وطنية جمهورية تضمن عودة اليمن إلى الوحدة والاستقلال والازدهار.. إذا تمكن الشعب اليمني من تحقيق هذا الهدف، فسيكون ذلك بمثابة نجاح للقوى الوطنية والعربية التي دعمته في رحلته نحو السلام والتقدم من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن عودة اليمن إلى مسار التقدم والازدهار في هذه الظروف الصعبة.