آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-08:00ص

سؤال يؤرق صانع القرار.. دلالات يحملها صاروخ الحوثي لإسرائيل

الإثنين - 16 سبتمبر 2024 - الساعة 02:00 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


صاروخ حوثي يتخطى القبضة اليقظة لأنظمة تعقب الصواريخ، يفلت من سلطة رقابتها ويصل تل أبيب، على بعد عدة كيلومترات من مطار بن جوريون، دون أن يصيب أحداً كالعادة أو يحدث دماراً في المنشآت ، بإستثناء خمس إصابات طفيفة جراء التدافع نحو الملاجئ.
السلطات العسكريةوالسياسية الإسرائيلية شكلت لجان تحقيق ، عن أسباب هذا الخرق التقني الخطير ، والبحث عن إجابات لماذا لم يتم كشف الصارخ الحوثي خارج الأجواء، وإسقاطه قبل أن يصل إلى هدفه في تل أبيب ، المحاطة بثلاثة أنظمة تعقب بتقنية عالية، ناهيك عن الأساطيل المتواجدة في البحرين الأحمر والمتوسط لحماية أمن إسرائيل.
السؤال الذي يؤرق صانع القرار هناك ،الدلالات التي يحملها هذا الحادث ، ويفرض إعادة قراءة ترسانة الحوثي هذه المرة بجدية أكبر ، وخارج التبسيط والإستخفاف بقدراته العسكرية ، ويذهب البحث عميقاً في علاقات الحوثي بمجمل الملفات والصراعات الدولية المتداخلة، وما إذا كانت روسيا قد شرعت في رفد الحوثي بصواريخ كاسرة للإنذار المبكر كما سبق وهددت ، رداً على مضي واشنطن وبريطانيا وعموم الغرب ، بإعطاء أوكرانيا الضوء الأخضر لقصف العمق الروسي ، الأمر الذي أعتبر بوتين أن ذلك يعد إعتداءً عسكرياً مباشراً للناتو وإعلان حالة حرب ، ومن حق روسيا أن تدافع عن نفسها بخلق بؤر توتر وإستنزاف للقدرات الغربية في أكثر من مكان، بتسليح الكيانات المعادية للسياسة الأمريكية ، والإشارة المباشرة بإعطاء الحوثي صواريخ متطورة ، أو كما صرح أمس ميدفيديف الرئيس الروسي السابق والمسؤول الأمني الكبير حالياً ، أن روسيا ستخوض حرباً ضد واشنطن دون المستوى النووي ، وكأننا أمام إعادة إنتاج وإستدعاء لحروب الوكالة إبان الحرب الباردة .
طبعاً لن تقبل موسكو بقصف إسرائيل، ولكن في حال تلقى الحوثي أسلحة من روسيا، فإن هذه الجماعة المنفلتة غير المنضبطة، يمكن لها أن تقصف حيث ما ارادت ،دون حساب التداعيات وردود الأفعال والمخاطر.
وصول الصاروخ مرة ثانية إلى عمق إسرائيل ، يضع الحوثي بقدراته التسليحية ومصادر تمويله من إيران إلى موسكو، على طاولة البحث المعمق للكيان، وقطعاً وصوله إلى هذا المستوى يفتح على قلق متنام من الترسانة التسليحية لحزب الله، وما إذا كان لديه مئات الصواريخ المماثلة ، و في حال المواجهة ستتخطى منظومة الردع، وتصل إلى كل مدن إسرائيل وتحصد آلاف المستوطنين.
الآن بات الحوثي في نظر دوائر صناعة القرار في تل ابيب، ليس خطراً ثانوياً مؤجلاً ، بل خطراً رئيساً جارٍ رسم خطة مواجهته ، ببنك أهداف مختلف أكثر إيلاماً ، لايقف عند قصف البنية التحتية، بل ويضرب بالعمق والقسوة مصادر قوته العسكرية، مصانع ومعامل وشبكات تهريب ، وتحييد العناصر القيادية السياسية العسكرية عبر مسلسل الإغتيال.
لهذا الصاروخ الحوثي ما بعده ، ليس أقل من ضربات مستمرة، تستهدف كل مفاصل وعناصر القوة الحوثية.
سابق قصف ميناء الحديدة سيتحول إلى مجرد لعبة أطفال ومجرد مناوشة وقرصة اذن ، مقارنة بما هو قادم على مسرح المواجهة .