آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-02:30م

أخطأت السعودية.. تهديد حوثي جديد

الجمعة - 04 أكتوبر 2024 - الساعة 01:49 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


“سنضرب المصالح الإمريكية في دول الخليج”، تهديد حوثي جديد طرأ على مشهد التلويح بقصف إسرائيلي لإيران والحوثي وسائر الأذرع، عله بهذا الوعيد يجبر واشنطن على ممارسة الضغط على إسرائيل، لإجراء تعديلات على الجهات المستهدفة وتقليص رد الفعل إلى أضيق نطاق.
إيران تستقوي بالحوثي لجغرافيته المتماسة مع معقل المصالح الإمريكية الغربية، وتحديداً في مجال النفط والطاقة، والتجارة الدولية.
خطر الحوثي غير قابل للإحتواء ، وتبعيته لإيران خارج الترويض، وإعادة الهيكلة على أساس الإنتماء للمنطقة والعروبة ودول الجوار ، الحوثي الولاء المذهبي لديه فوق كل إنتماء.
أخطأت السعودية ،حين قررت تجريب نهج المساومات ،وتليين التشدد الحوثي بإغداق الجوائز عليه ، حد صياغة تسوية يكون فيها عمود الخيمة ،وصرة مكاسبه منها هي الأوفر، ومع ذلك ما أن يُمس نفوذ إيران ،حتى يرمي كل مشاريع التسوية خلفه ويعود إلى المربع الأول حرب، ويجر معه السعودية والإمارات إلى إلى إتون المواجهة.
خطأ المنطقة والمجتمع الدولي ،في محاولة إحتواء الحوثي وسلخه عن حاضنته، المذهبية يتكشف اليوم مرة أُخرى، بالتهديد بنسف جسور الحل السياسي ومعاودة زعزعة الأمن الإقليمي ومصالح الدول وقبلهما اليمن.
تقوية الداخل المعارض للحوثي هو الخيار الوحيد في ظل المتغير الدولي الجديد ، ومحاولة إنضاج معادلات جديدة في المنطقة ، والكف عن الرهان على عزل الحوثي عن حاضنته ، والإقرار إنه ليس خطراً عابراً ، يمكن إحتواءه بالرشى السياسية والتمكين من حكم اليمن ، بقدر ماهو شرطي مصالح لايملك قراره ويخضع لتوجيهات وحسابات المصالح الإيرانية، على حساب المصالح الوطنية والعلاقات التبادلية التشاركية مع محيطه العربي ودول المنطقة.
الراجح أن الخارطة التي تشتغل عليها عواصم القرار ، هي إخراج الحوثي من معادلة القوة كجزء من المعركة مع إيران قبل أن يتجذر حضور روسيا ، وتقوية خصومه السياسيين عسكرياً بعد تجسير هوة الخلافات وتعظيم التفاهمات بينهم ، وتجهيز الأرض لمعركة الحسم.