آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-05:06م

الوطن.. الوقف في الفقه الإسلامي

الإثنين - 21 أكتوبر 2024 - الساعة 01:21 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


الوقف في الفقه الإسلامي تخصيص عين معينة، غالبًا من العقارات أو الأراضي، لتكون محبوسة عن التصرف الشخصي وتخدم غرضًا خيريًا أو عامًا.

هذا المفهوم لا يمكن تطبيقه أبدًا على الوطن؛ لأن الوطن ليس ملكًا لفرد أو جماعة ليتم تخصيصه لفئة معينة.

هذه ثقافة منتمية لعصور ما قبل التاريخ، أقرب ما تكون لثقافة القبيلة في بعض مناحيها.

وإذ يُفهم الوطن على أنه وقف -يا للصدمة!- فهو فهم متخلف على نحو مريع؛ إذ يعرقل تمامًا التقدم الاجتماعي.


تعريف فلسطين في ميثاق الحركة المصنفة بأنها "وقف إسلامي" يتجاهل حقائق تاريخية ودينية.

فلسطين ليست خاصة بالمسلمين فقط، بل مهدٌ لليهودية والمسيحية قبل وصول الإسلام، وبالتالي لا يمكن اقتصار علاقتها الحضارية على دين واحد.

تعريف الوطن على أساس ديني كهذا يعني استبعاد غير المسلمين وتجاهل تاريخ الأرض قبل الإسلام، ما يؤدي إلى تقسيم المجتمع وتعزيز الانعزال الديني.

كيف يصح هذا؟


الوطن في مفهومه الحديث مساحة تشمل جميع أبنائه بمختلف انتماءاتهم، وهو قائم في جوهره على مبدأ المواطنة الذي يمنح الحقوق والواجبات بشكل متساوٍ.

المواطنة –التي لا تعرفها أبدًا هذه الثقافة على ما يبدو- تتجاوز الحدود الدينية، وهي مبنية أساسًا على التعايش والتعدد والتنوع.

فلسطين، أو أي أرض أخرى، ليست ولن تكون "وقفًا" لجماعة معينة، بل هي وطنٌ يضم الجميع.

مفهوم الوطن يقوم على الانتماء للأرض والعيش المشترك، حيث يتمتع كل فرد بحقوق وواجبات، بصرف النظر عن دينه أو عرقه.

تقليص مفهوم الوطن إلى تعريف ديني ضيق يتعارض مع قيم المواطنة التي تقوم على حقوق الأفراد في ظل دولة تكفل الحرية والمساواة للجميع.