عقيدة الولاء والبراء، التي تُعد من أصول الدين في جل المدارس الفكرية الإسلامية، تعني بشكل واضح الولاء للمسلمين والبراء من غير المسلمين. وبناءً على هذا الأساس، يُعتبر كل من لا ينتمي للإسلام كافرًا يجب البراءة منه. هذه الفكرة تفسر ليس فقط قلة، بل انعدام التعاطف أو التضامن من قبل الغالبية العظمى من المسلمين مع الأقليات والشعوب غير الإسلامية التي تتعرض للاضطهاد.
نرى هذا الانعدام جليًا في مواقف المسلمين من اضطهاد الأيزيديين، ومعاناة البهائيين على يد المسلمين، سواء كانوا سنة أو شيعة. كذلك، عندما تعرض شعب بأكمله في جنوب أفريقيا للتمييز، لم نشهد أي تضامن من جانب المسلمين. هذه الأقليات والشعوب، وفقًا لهذا المنهج، تقع تحت حكم الكفار الذين يجب البراءة منهم، ومن ثم فإن التضامن معهم غير موجود. أي محاولة لتبرير هذا السلوك ليست سوى ترقيع لا يغير من الواقع شيئًا.
بالنسبة للمسلمين، أي اعتداء على مسلم هو اضطهاد وجريمة، بينما المعاناة التي تقع على غير المسلمين لا قيمة لها. الحقيقة الصارخة هي أن المسلمين لا يهتمون إلا بالقضايا التي تخص المسلمين فقط، ولا شيء غير ذلك. إذا تعرض الملايين من غير المسلمين للاضطهاد أو الإبادة، فالموقف المعتاد هو: "كفار، لا يعنينا أمرهم." لكن أي استهداف أو اضطهاد لمسلم في أي مكان يُعد جريمة كبرى يجب أن يُدان.