آخر تحديث :الأربعاء-27 نوفمبر 2024-03:01ص

النساء أكثر شاعرية وقدرة إبداعية من الرجال

الجمعة - 25 أكتوبر 2024 - الساعة 01:53 ص

د. قاسم المحبشي
بقلم: د. قاسم المحبشي
- ارشيف الكاتب


(يحرمونهن من التعليم والتفكير والكتابة والكلام

ثم يتهمونهن بعدم القدرة على الخيال والإبداع)


أفلاطون في اثيناء قبل 2500 عاما طرد الشعراء من جمهوريته الذكورية الصارمة لاغراض سياسية خالصة والمليشيات الحوثية في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين ومن على منبر جامعة صنعاء يحرمون النبوة والشعر على أمهات الانبياء وملهماتهم والتين لولاهن لما ظهر نبي ولا كتب شاعر ؟! أما جواب سؤال ندوة جامعة صنعاء المصاغة بطريقة يراد منها إنكار قدرة النساء على الخيال والإبداع فيمكن الرد عليه بالتالي: مضى زمن طويل منذ أن بدأت حياة الكائن الإنساني على كوكب الأرض, لم تكن فيه المرأة "حواء" شيئاً مذكوراً أو جدير بالاعتبار بذاته ولذاته ومن أجل ذاته, بل كان الرجل الذكر هو سيد الموقف, وصانع التاريخ وخليفة الله سبحانه وتعالى في الأرض, ومبدع الثقافة وباني الحضارة وحامل الأمانة المقدسة, وحافظ الأسرار والمعارف والعلوم والفنون ومروض الوحوش, وصاحب الحكمة والعقل والخلق والدين والملاحم والبطولات إذ كانت كل الصفات الايجابية التي تدل على الفعالية والقوة والنشاط والإنتاجية والانجاز والانتصار والعنف والحرب تلصق بالرجل الذي ظل يتربع على مسرح التاريخ الإنساني حتى وقت قريبا وظل مفهوم الإنسان يطلق على الرجل فقط, وكانت كل الكائنات والأشياء والطيبات بما في ذلك الكائن الإنساني الأخر الشبيه به تماماً- أي المرأة الأنثى- تدور حول فلكه الذكوري وتسخر لخدمته وتخضع لمشيئته البطريركية1, وعلى مدى ملايين من السنين من تجربة العلاقة الاجتماعية والممارسة التاريخية لحياة الرجل والمرأة ترسخت الهيمنة الذكورية والقيم البطريركية عند مختلف الشعوب والمجتمعات حتى اكتسبت صورة الضرورة الطبيعية البيولوجية والمسلمة البديهية التي لم تعد تثير الشك والتساؤل عن حقيقة مشروعيتها. رغم أننا نعلم أن قصة استبعاد المرأة وتهميشها وقمعها وإقصائها وتحقيرها وسحقها وقهرها وإخفائها من عالم الإنسان "الرجل" يعود إلى جملة من الأسباب والشروط التاريخية والاجتماعية في الأزمنة البدائية جداً, إلا أن استمرار هذه الحالة المؤسفة حتى العصر الحديث يثير الحيرة والعجب. وهذا يعود في نظرنا إلى خطورة الاعتقادات والتصورات والآراء والأوهام والعادات التي تترسخ في حياة الناس ويتوارثوها جيل بعد جيل كأنماط ونماذج للسلوك, أو " الهابيتوسات"2 حسب عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو, يقول عالم النفس التربوي الأمريكي " أرثر كوفر" في كتابه " خرافات في التربية" "يسلك الناس وفقاً لما يعتقدون. فإذا اعتقدت أن شخصاً أمين فسوف أثق به, وإذا اعتقدت أنه غير أمين فلن أثق به. إننا نسلك وفقاً لما نعتقد .وحينما تكون معتقداتنا صحيحة وصادقة, نستطيع أن نحدث قدراً كبيراً من التقدم. أما إذا كانت معتقداتنا خاطئة فإنها تعوق هذا التقدم وتحبط آمالنا, وتعرض الحياة الإنسانية ذاتها إلى الخطر" ولقد ذهب كل جيل ضحية لمعتقداته ولخرافاته وأوهامه وأساطيره, فحينما اعتقد الصينيون أن الكون ينقسم إلى الين واليانج, أي الأنوثة والذكورة الـyang يرمز إلى مبدأ الذكورة والعنصر الايجابي الفعال المنتج السماوي وعنصر الضوء والحرارة والحياة, والـ yin ويرمز إلى الأنوثة العنصر السلبي المنفعل, الأرضي عنصر الظلمة والبرودة والموت. والحقائق كلها يمكن ردها إلى تعارض واتحاد العاملين الأساسيين في الكون, الذكورة الأنوثة أي اليانج والين. كان من شأن هذا الاعتقاد الأسطوري, أن يعمق الهوة بين الرجل والمرأة ويمنح الرجل الذكر مكانه أرفع من مكانة المرأة الأنثى. وحينما اعتقد أهل اليونان أن العقل يحكم الكون, وان الرجل هو الكائن العاقل الوحيد, وان المرأة كائن حسي غير عاقل, برروا النظرة الدونية للمرأة. وحينما اعتقد العرب قبل الإسلام بان الأنثى كائن يجلب العار ويضعف الرجال, شرعوا عادة وأد البنات... وحينما يعتقد بان جسد المرأة وصوتها ووجهها من العورات فلابد أن نختفي عن الأنظار وتحتجب عن الغرباء من الرجال.هذا معناه أن سلوك الناس وتفاعلاتهم وعاداتهم وتفضيلاتهم وأفعالهم وردود أفعالهم ومؤسساتهم ونظمهم وتقاليدهم لا يمكن تفسيرها وفهمها من خلال تمظهراتها المباشرة, بل لابد من الذهاب إلى ما ورائها, من المنطلقات والأسس العقيدية واللاهوتية أو الفلسفية, كما أن اعتقادات الناس في أي زمان ومكان ليس مجرد أفكار أو تصورات معنوية وكلمات ومفاهيم معرفية مجردة, بل هي نتاج قوى اجتماعية وسياسية وثقافية نشأة وترسخت عبر مسار طويل من الخبرات والتجارب والممارسات في أنماط سلوك وعادات وخبرات أو هابتوس((Habitus)) عادة أو طبع أو نسق الاستعدادات والتصورات اللاشعورية.


ويرتبط التمييز و العنف ضد المرأة في مجتمعاتنا العربية التقليدية بالتمييز الجندري، الذي يضع هوة سحيقة بين ذكور وإناث النوع الإنساني ضدا على الفطرة الطبيعية التي وهبها الله للكائن البشري بالتساوي؛ إذ يبدأ التمييز العنيف ضد المرأة منذ لحظة الإخصاب الأولى في رحم الأم، حيث ترفع الأيدي بالدعاء لله بان يكون الجنين ذكراً لا أنثى، وتظل الأم الحامل في حالة قلق وتوتر طوال مدة حملها بشأن هذا الكائن الذي بدأ يتحرك في رحمها! خشية من غضب الزوج وذويه، ولا يزول القلق إلا في لحظة الولادة، حيث يبلغ التمييز أوجه، بانشراح الأسارير وإطلاق الزغاريد بالقادم الجديد إذا كان ذكرا، بينما تعبس الوجوه وتذرف الدموع ويعم الحزن والغضب والتجهم إذا كان المولد الجديد أنثى، وبهذا تواجه الأنثى منذ لحظة ميلادها أول صدمة عنيفة في حياتها، صدمة تتمثل برفض المجتمع لوجودها بوصفها كائنا غير مرحبا به ولابد من وأدها بالمهد، كما كان يفعل العرب قبل الإسلام، غير أن العقلية الذكورية المهيمنة ابتكرت طرق شتى لممارسة وأد البنات بعد الإسلام الذي حرمه؛ الوأد الرمزي، إذ يتم وأد الجنين الأنثى بعدم الترحيب بميلادها وبإخفاء خبر مجيئها، بعكس المولد الذكر الذي يعد ميلاده في العائلة العربية موسم احتفال مستمر منذ الصرخة الأول والختان والتهاني والهدايا والزيارات التي تستمر مدة أربعين يوما وأكثر! منذ ذلك الحين يتم وأد أنثى الإنسان بالمزيد من الإخفاء عبر التمييز الجنوسي باختيار الملابس والألعاب والإهمال، والقسوة في التربية والتحقير والتخجيل من جميع أفراد العائلة، ومن ثم الحرمان من اللعب الحر في الشارع والفضاء العام كما هو حاصل في بعض الدول العربية الأشد تخلفا التي تحرم على البنات الخروج للعب في الشارع والكلام مع الغرباء، والحرمان من التعليم وإجبار الفتيات على البقاء في البيت حتى يأتي العريس الذي يتم تدبير أمره برغبة أهلها دون علمها وبغير إرادتها، قبل بلوغها سن النضج، وقد شهدت اليمن ودول الخليج حالات لا تحصى من زواج الصغيرات وبعضهن يتم ربطهن منذ الولادة فيما يعرف بزواج المبادلة. هذا التمييز يصاحبه دائما حالة من العنف والقسوة في التعامل مع الإناث بالضرب والتوبيخ والتحقير والاستعباد من قبل الأمهات والإباء والإخوان الذكور، ومن قبل الأزواج والمجتمع كله.وتتعدد أنماط العنف والتمييز ضد المرأة في مجتمعاتنا العربية، في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحقوقية والأخلاقية .. الخ بحرمانهن من حرية اختيار ابسط خصوصيات حياتهن، الكلام والزى واللعب والألعاب والدراسة والزواج والعمل والمشاركة في الشأن العام والسفر والسياحة، وما يصاحب ذلك من أنماط العنف المادي والرمزي، عنف جنسي الخطف والاتجار والاغتصاب والقتل خارج القانون، والعنف الاقتصادي بحرمانهن من العمل وجعلهن جواري يخضعن لشهوات الذكور وخدمتهم في المنزل وخارجه، والعنف السياسي، بحرمانهن من حقوق المواطنة والانتخاب وتقلد المسؤوليات القيادية، والعنف القانوني والأخلاقي، بوجود تشريعات تنقص من حقوقهن وكرامتهن.والعنف الأخلاقي والجمالي، في النظرة إلى المرأة بوصفها موضوعا للرغبة والمتعة فقط في البيت أو الشارع أو المدرسة أو الجامعة ، أو العمل، أو السوبر ماركة، إذ يتم التحرش بهن ومطاراتهن بالعيون والأيدي والأرقام والسيارات وعبر وسائط التواصل الاجتماعية..الخ دون أن يجدن من يحميهن. وفي ضوء ما تقدم يمكن الاستخلاص أنماط العنف والتمييز ضد المرأة في المجتمعات العربية الإسلامية.

والخلاصة هي ؛ حينما يتكرر السلوك يصير عادة وحينما تترسخ العادة تصير ثقافة لا تكمن مشكلة العنف في اضرار الواقعية المباشرة التي يحدثها في الاجساد والنفوس بمستويات مختلفة بما يتركه وينمّيه من أثار غائرة في القلوب والأذهان وخطر موجة العنف الذي تعيشها المجتمعات العربية الإسلامية اليوم بمختلف أنماطها واشدها قسوة وهمجية ووحشية التي تفتك بحياتنا أمتنا العربية العظيمة المستمرة منذ عقود بما لم يشهد له تاريخ مثيل تعد بكل المقاييس أسوأ كارثة في تاريخ الإنسانية على الإطلاق.

ويذهب المفكر السعودي عبدالله الغذامي صاحبة كتاب المرأة واللغة إلى التأكيد التالي " حضور شعر المرأة وإبداعها بعامة لم يكُ يتم إلا عبر وسطاء، إما رواة أو مدونين، في حين يظل صوتها واسمها تحت الظل، على أن الوسطاء، رواة ومدونين، يتحكمون بالمنشور، ثم تدهور الوضع ليصبح الاسم نفسه من الممنوعات، ولا نعرف على اليقين متى أصبح اسمها عورةً، فلم يكُ ذلك في الجاهلية مع شيوع الوأد، ولا في عصور الإسلام المبكرة، وإنما جاء متأخراً، وربما يكون ثقافة مدنية وليست بدوية ولا ريفية في الأصل، وقد أمعنت الثقافة في احتكار الصوت والمعنى الشعريين على الرجل دون المرأة، وتخصص الرجل بمصطلح الفحولة مع حرمان المرأة من هذه الصفة حتى لقد ورد في معنى (الفحلة) أنها تعني سليطة اللسان، بينما الفحل هو فصيح اللسان، ما يعني أن تحريك لسان المرأة بالصوت هو إثم ثقافي تجب المحاذرة منه وتوقيه، وحين عمت الكتابة في العصر العباسي جاء الصوت الفحولي ليمنع المرأة من تعلم الكتابة وجاء كتاب (الإصابة في منع النساء من الكتابة) للفقيه البغدادي نعمان بن أبي الثناء الألوسي، وذلك لمنعها من التحايل على قوانين الحجب الثقافي عبر استخدام الكتابة التي لا تحتاج لصوت، ولكنها تحتاج لاسم، وقد حدث أن اعتبر اسمها عورةً، ومن ثم تضافر منعها من الكتابة مع حجب اسمها ليقمع إبداعها، ولكنها لم تنقطع عن الإبداع قط، وقد روى لي أحد الأفاضل مرةً أن في عائلته الكبيرة أكثر من أربعين شاعرةً، وحين لمته على عدم تدوين هذا التراث العائلي الضخم امتعض وجهه وقال: لا لا، عيب عيب، وتعمد قطع الحديث معي وكسر سيل أسئلتي. وهذه ليست قصةً فرديةً، وإنما هي موروث ثقافي متأصل.”

( ينظر، عبدالله الغدامي، منع النساء من الكتابة، موقع صحيفة الاتحاد، 4 مايو2024)

واليكم الرد الشافي والكافي على من من يريد أثبات عجز النساء على الألهام والإبداع والشعر والفن والأدب والعلم والفلسفة


يعد التعليم أهم المؤسسات الحيوية المخولة بإعادة إنتاج المجتمعات وتمكينها وتطويرها بما تقوم به منوظيفة تكوّن الأجيال الجديدة بتربية وتنمية العقول ونقل الخبرة وحفظ المعرفة وتداولها، وذلك بحسب رؤيةفلسفية مدركة أو مضمرة عن النخبة المعنية بأمر تسويس المجتمع وتدبيره. والمؤسسة التربوية التعليمةهي تكوينية بالأساس، إذ تنهض بمهمة تصميم وتشكيل وتمكين النمط الثقافي المرغوب في مجتمعٍ منالمجتمعات وقد كان سؤال التعليم في كل زمان ومكان هو ماذا نريد أن نكون؟ والمرأة هي مصدر ومحوركل تنمية اجتماعية وثقافية ممكنة ولا تنمية مستدامة بدون تمكين المرأة وإشراكها الفاعل في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية فالتنمية شراكة مجتمعية والمرأة هي وطن الأوطان كلها إذ هي أول منازل الكينونة المشمول بالأمن والأمان والرعاية والرضاعة والحب والحنان والحبيبة والحضن الدافئ والسكن الحميم ثاني منازل الحب والإشباع والاستقرار والإنجاب هذا فضلًاعن مكانتها المحورية في تشكيل الخلية الاجتماعية الأولى للمجتمعات أي العائلة وما تنهض به من ادواراجتماعية متعددة منها: دور الزوجة ودور الأم ودور الجدة ودور الأخت ودور البنت ودور الحفيدة ودورربة البيت ودور المربية ودور المعلمة ودور الراعية و دور المهندسة ودور المزارعة ودور المديرة ودور الاستاذةودور الباحثة ودور العالمة ودور العميدة ودور الطبيبة وغير ذلك من الادوار الاجتماعية التي تضطلع بهاالمرأة في المجتمعات الحديثة واهميتها التنموية المستدامة. وقد كان التعليم هو المجال الذي منح المرأة مكانتها المستحقة في العصور الحديثة. وفي ذلك يمكن فهم معنى قول حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعبًا طيب الأعراق


إذ لايمكن تغيير شيء يذكر في في المجتمع والاقتصاد والإدارة والسياسة والثقافة والأخلاق مالم يتحققتغيير تربوي تعليمي سيكولوجي عميق في بنية الشخصية البشرية ومالم تتكون الرغبة والقدرة علىالتفكير والعمل بطريقة جديدة ورؤية واضحة وهذا هو ما قامت ولازالت تقوم به المرأة المتعلمة فهي المربيوهي الراعي وهي المنمي ، فإن كانت متعلمة وواعية ومثقفة، سينعكس ذلك على الأبناء فقلما نجد أبناء جهلة لأم هي في الأصل واعية ومتعلمة ، وإن حدث ذلك فهي حالات فردية وقليلة، وإن نظرنا إلى المجتمع - وكماذكرنا سابقًا - بأنه المكون الأساسي للمجتمع- وجمعنا الأمهات الواعيات المستنيرات العقل، فإننا سنجدأبناءهن قد أخذوامنهن الخصال نفسها، وإذا جمعنا هؤلاء الأبناء فإنهم سيشكلون المجتمع فالمعادلةتقول: أبناء الأم “أ” مع أبناء الأم “ب” مع أبناء الأم “ج”، إذن، فالمحصلة النهائية هي: أبناء واعونوجيل واع ٍتربى على يد أمهات مستنيرات العقل والفكر، فلدينا إذن مجتمع واع منفتح يرقى إلى مصافالشعوب المتطورة والمتقدمة. فكيف شقت المرأة طريقها إلى الحضور بعد أن غيبتها الهيمنة الذكوريةالالف السنين؟ إذ مضى زمن طويل منذ أن بدأت حياة الكائن الإنساني على كوكب الأرض، لم تكن فيهالمرأة "حواء" شيئًا مذكورًا أو جدير بالقيمة والاعتبار بذاته ولذاته ومن أجل ذاته، بل كان الرجل الذكرهو سيد الموقف، وصانع التاريخ وخليفة الله سبحانه وتعالى في الأرض، ومبدع الثقافة وباني الحضارةوحامل الأمانة المقدسة، وحافظ الأسرار والمعارف والعلوم والفنون ومروض الوحوش، وصاحب الحكمةوالعقل والخلق والدين والملاحم والبطولات؛ إذ كانت كل الصفات الإيجابية التي تدل على الفعالية والقوة والنشاط والإنتاجية والإنجاز والانتصار والعنف والحرب تلصق بالرجل الذي ظل يتربع على مسرحالتاريخ الإنساني حتى وقت قريب، وظل مفهوم الإنسان يطلق على الرجل فقط، وكانت كل الكائنات والأشياء والطيبات بما في ذلك الكائن الإنساني الآخر الشبيه به تمامًا - أي المرأة الأنثى - تدور حولفلكه الذكوري وتسخر لخدمته وتخضع لمشيئته البطريركية، وعلى مدى ملايين من السنين من تجربة العلاقة الاجتماعية والممارسة التاريخية لحياة الرجل والمرأة ترسخت الهيمنة الذكورية والقيم البطريركيةعند مختلف الشعوب والمجتمعات حتى اكتسبت صورة الضرورة الطبيعية البيولوجية والمسلمة البديهيةالتي لم تعد تثير الشك والتساؤل عن حقيقة مشروعيتها...