في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، بات من الضروري أن يعيد اليمنيون النظر في ثقافة الإنجاب القائمة على المباهاة.
المباهاة بعدد الأطفال لا تعكس قوة الأسرة، بل عادة ما تؤدي إلى تفاقم أزمات المعيشة والأزمات المعاشة التي تعاني منها البلاد.
التأمل في خيارات الإنجاب، كأن يحدد الأزواج عدد أطفالهم بولدين أو ثلاثة كحد أقصى، يمثل خطوة نحو توفير حياة كريمة للأطفال.
سيسهم تقليل عدد الأطفال في تعزيز جودة الرعاية والتربية، مما ينعكس إيجابًا على بناء شخصياتهم وتحقيق طموحاتهم.
إنجاب الأطفال هدية الإله، نعمته العظيمة لأجلنا، سر الحياة، وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة. ومن المهم أن يتم ذلك في إطار من الوعي الاجتماعي والثقافي، مع مراعاة الظروف المتغيرة التي تمر بها البلاد.
الإعداد الجيد والاهتمام بالتربية الصحيحة يتطلبان توفير البيئة المناسبة لتنمية الفرد، وعادة ما يتطلب هذا الجانب موارد واهتمامًا أكبر.
حتى في حال تحسن الأوضاع مستقبلًا، يظل من المجدي بقاء حدود الأسرة عند هذا المستوى، مع الأخذ في الاعتبار الاستثناءات النادرة.
المباهاة ليست بالتكاثر، بل بتقديم حياة أفضل للأطفال والأجيال القادمة.
السعي لتوفير مستقبل مشرق لهم هو ما يستحق الفخر، حيث تُبنى المجتمعات القوية من خلال الأفراد المُعززين بالمعرفة والقيم.
دعونا نعيد تعريف النجاح في حياتنا الأسرية، ليس بمدى كثرة الإنجاب، بل بجودة الحياة التي نقدمها لأبنائنا، وبالإعداد الجيد لهم ليكونوا مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم.