(إنتاج يوم في عالم المعرفة الرقمية أكثر
ما أنتجته البشرية طوال تاريخها كله)
يستهويني كل شيء يتصل بالمستقبل وتلك عادة ترسخت في حياتي منذ طفولتي إذ كنت وأنا طفلا مغرما في الأشياء الجديدة( أماكن، أغذية، ادوات، لعب، هدوم، وجوه أشخاص، عادات وتقاليد وممارسات واعياد .الخ) ذلك الشغف المستبطن في كياني هو الذي دفعنا إلى دراسة الفلسفة المعاصرة تحديدا وجعلني أهتم بفلسفة التقدم التاريخي والتحول الحضاري والعولمة وحضارة الموجة الثالثة والثورة الرابعة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي إذ بات التفكير بالحاضر المربك جدا المستقبل المعتم هو الذي يحفزني على المزيد من القراءة إلا حد إنني اشعر كل يوم بمدى جهلي بعالمي المعاصر إما الماضي فلم يعد يستهويني إلا للتذكر والمقارنة فقط. إذ إن استشراف المستقبل والبحث فيه لم يعد اليوم من باب الرجم بالغيب أو التنجيم أو التنبؤ أو التخمين و الظن و الشطح الصوفي، بل غدا اليوم ضرورة حيوية وجودية وإستراتيجية للبقاء والعيش في عالم تعصف به الأحداث و المتغيرات بخطى سريعة الايقاع) فلا مستقبل لمن فقد موقده و ضيع بوصلة اتجاهه (ويرى توفلر أن الأمم التي تجعل ماضيها هو مستقبلها تشبه ذلك الذي راح يبحث عن روح أجداده في رفات الرماد، فأيهما يحكم الآخر عندنا الماضي أم المستقبل ؟! وبدون تحرير المستقبل من الماضي لا يمكن لنا أن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بينما نتراجع خطوات كثيرة إلى الخلف، لقد أصبحنا اليوم نهرب إلى الماضي ونقرأ فيه مستقبلنا، فأضعنا الحاضر والماضي والمستقبل ولفظنا التاريخ في زوايا الهامش المنسي. السنا بحاجة إلى الفلسفة اليوم أكثر من إي وقت مضى؟ إنَّنا نحتاج إلى الفلسفة لكي نستطيع رؤية الاشياء التي نعيشها كل لحظة في حياتنا بحسب (روسو).وبهذا المعنى تظل الفلسفة هي حكمة العقل الذي يعرف حدود علمه وجهله. ومفتاح الحكمة هو الاعتراف بالجهل، وحينما يعتقد المرء بإنه مكتفي بما لديه من معرفة فأعلم أنه يعاني من فقدان ملكتي الحلم والحكمة وهكذا سُمي سقراط بحكيم أثينا لانه الوحيد الذي فهم الرمز الذي نطقت بِه عرافة دلفي إذ قال يومها: (لعلها اختارتني لانني الوحيد الذي اعرف بانني لا اعرف شيئاً) بهذه الحكمة الخالدة عرّف سقراط فضيلة الفلسفة التي تعلمنا جهلنا! وهذا هو فحوى حكاية الحكيم الياباني مع تلميذه الجديد إذ جاء فيها: ذهب احد المريدين إلى شيخ بوذي من معلمي يوغا الزّن في طوكيو فاستقبله الشيخ بابريق الشاي فأخذ يسكب إلى الكوب الذي وضعه أمام الضيف بدون توقف حتى فاض الشاي على الطاولة، فصرخ المريد ماهذا أيها المعلم توقف الكأس ممتلىء، فابتسم الشيخ قائلا: هذا هو الدرس الأول يا فتى، الكأس الممتلىء لايتسع لشيء اخر غير ما فيه وكذلك هو العقل الذي لا يشعر بالجهل وبالحاجة إلى المعرفة لا سبيل إلى تعليمه.
أن الفلسفة تقوم بوظيفة مزدوجة؛ وظيفة الفهم العقلاني للعالم ووظيفة التطهير الذاتي للعقل من الأوهام والاوثان التي تكبله وتعميه عن رؤية عالمه بعيون ذكية واقعية وايجابية. وفي عالم شديد التعقيد والتداخل تزداد حاجتنا الى الجشطالتية اقصد النظرة الكلية إلى الكون بكل كائناته الواقعية والمتخيلة( الله والحياة، والإنسان والتاريخ والحضارة) والمشهد الراهن للعالم الذي بات أشبه بالقرية الكونية الصغيرة بفضل ثورة المعلومات والاتصال التي أنجبت العولمة بعد إنكماش الزمان والمكان وتقارب الناس وتداخل المصالح وتزايد الاتصالات والارتباطات بين البشر افرادا وشعوبا ودولا وثقافات وحضارات وتشابك المجالات المحلية والأقليمية والعالمية والتفاعل والتأثير والتأثر بين الجميع في خضم هذا العالم المعولم. هذا التحدي الوجودي التاريخي يستدعي استجابة عقلانية في تغيير البارادايم أي نمط الرؤية الكلية للعالم بتشابكاته. والبشر الذين عجزوا عن تغيير نظرتهم الكلية للعالم والتاريخ بالأتساق مع الباراديم الراهن مكتفين بالنظرة التقليدية القديمة الضيقة التي لا تتجاوز أرنبة أنوفهم سيجدون انفسهم خارج السرب والسياق والتاريخ والعصر .فما معنى باراديم رؤية العالم؟ منذ اكتشاف الفلكي البولندي كوبرنيكوس (1473-1543م تبدلت الصورة العقلية لموطئ الانسان على الارض ومكانته في الكون. إذ تعد نظرية كوبرتيكوس أهم ثورة علمية في العالم وربما كان ثورة كوبرنيكوس هي لا غيرها مفتاح السر في فهم مشروع الحداثة الغربية. وهذا ما يراه فيلسوف العلم المعاصر توماس كون في كتابه المهم ( بنية الثورات العلمية) الذي اوضح فيه معنى الباراديم بوصفه رؤية كلية للعالم. فكم هو الفرق بين نظرية بطليموس عن مركزية الأرض ونظرية كوبرنيكوس عن مركزية الشمس التي فتحت باب السماء وسيعا لرؤية الكون كما هو عليه في الواقعه لا كما نحب أن يكون؟ مركز أم هامش؟ نقطة أم كتلة؟ شابة أم كهلة؟ أرنب أم بطة؟ حياة أو موت؟ جنة أم جحيم، فرصة أم ورطة ؟ ماذا ترى؟ وماذا يعني أن ترى فتاتا أو عجوزا ، أرنبًا أو بطة؟ في ذات الصورة موضوع الروية؟! أنها تعني الكثير في علم نفس الإدراك والفلسفة. ويعد فيلسوف العلم الأمريكي المعاصر توماس كون أهم من تأمل وفسر تلك الظاهرة المعرفية الهامة. وذلك في كتابه بنية الثورات العلمية ونظرية الباراديم ويمكن ترجمة مصطلح (بارادايم) paradigm بأنه (النموذج الفكري الإرشادي) أو النموذج الإدراكي، وقد ظهرت هذه الكلمة منذ أواخر الستينات من القرن العشرين في اللغة الإنجليزية بمفهوم جديد ليشير إلى أي نمط تفكير ضمن أي تخصص علمي أو موضوع متصل بنظرية المعرفة أو الإبستيمولوجيا. وقد كانت الكلمة في أول الأمر قاصرة على قواعد اللغة، حيث كان تعريف قاموس ميريام ويبستر للكلمة من ناحية الاستخدام المتخصص لها في قواعد اللغة أو الكتابة الإنشائية كتشبيه أو حكاية. وفي علوم اللغة أيضا استخدم فرديناند دو سوسور Ferdinand de Saussure كلمة باراديم لتشير إلى طائفة من العناصر ذات الجوانب المتشابهة. المحتويات 1- النموذج الفكري العلمي 2- نقلات النماذج الفكرية 3- استخدامات أخرى 4- النموذج الفكري كصيغة أساسية لرؤية العالم 5- الأصل اللغوي 6- اقتباسات 7- مراجع وروابط التي تعني نموذج روية أو مثال أو منهج إدراكي للعالم. وقبل توماس كون استخدم الفيلسوف النمساوي «لودفيغ فيتغنشتاين» صورة الأرنب والبطة في كتابه الذي نُشِرَ بعد وفاته، «تحقيقات فلسفية» (1953)، لتوضيح ما يسميه الفلاسفة «الإدراك الظاهري».يمكننا رؤية الصورة بطريقتين: أرنب أو بطة. ونستطيع تحديد ما نود أن نراه. إذ يمكننا أن نقول: «لو نظرنا إليها من هذه الزاوية، فهي بطة، ولو قررنا النظر من الزاوية المعاكسة، فسنرى الأرنب». الصورة على الورقة تبقى كما هي، ولكن الصورة التي تظهر أمام عقلك هي التي تتغير. ومن المعلوم أن الناس يدركون العالم وهو واحد للجميع من زوايا نظر مختلفة نابعة من انماط علاقاتهم الاجتماعية التي تشكل رؤيتهم الكلية للعالم.إننا نشكل معتقداتنا بناءً على ما نستقبله في العالم من خلال نافذة إدراكنا. لكن هذه المعتقدات تعمل كعدساتٍ، إذ تركز فقط على ما تريد رؤيته.كذلك، فإننا ننظر إلى عملية اتخاذ القرارات باعتبارها موضع التحيز الرئيسي، لأننا إذا فكرنا في جوانب الإدراك التي تسبق قراراتنا، سنجد أننا أولًا ننتبه، وعملية الإنتباه هي التفكير في ما تسمح لعينيك بالنظر إليه. نعيش في عالمٍ ملئ بالاحتمالات، وأي شيء ننظر إليه يمكن أن نفسره بطرائق مختلفة. لذلك، في واقع الأمر، نكون بين خيارين طوال الوقت: أن نرى البطة أو الأرنب. يقترح «يورغن كورمنير»، من معهد فرونتير إيريز لعلم النفس والصحة العقلية في ألمانيا، أننا حتى لو لم نلاحظ البطة والأرنب، فإن أدمغتنا سجلت وجود حيلة بصرية في الصورة دون وعي، وقررت عدم إخبارك بذلك. وبحسب هذه الفكرة، فإن عقولنا مشاركة في الخدعة هي الأخرى، بينما تظل أنت وحدك مخدوعًا. وما دام الله واحد والكون واحد والأرض واحدة وآدم أبو الناس جمعهم وحواء أمهم فلابد لهم من التساؤل المستمر بشأن اختلاف إدراكم للصورة ذاتها أحدهم يراها بطة والأخر يراها أرنب أحدهم يراها فرصة حياة والأخر يراها فرصة موت أحدهم يراها فتنة والآخر يراها نعمة أحدهم يراها شابة والأخر يرها عجوز ..الخ وهكذا كل يوم تزداد حاجتنا الى الجشطالتية اقصد النظرة الكلية للكون والله والعالم والتاريخ والحضارة والمشهد الراهن للعالم الذي بات أشبه بالقرية الكونية الصغيرة بفضل ثورة المعلومات والاتصال التي أنجبت العولمة بعد إنكماش الزمان والمكان وتقارب الناس وتداخل المصالح وتزايد الاتصالات والارتباطات بين البشر افراد وشعوبا ودول وثقافات وحضارات وتشابك المجالات المحلية والأقليمية والعالمية والتفاعل والتأثير والتأثر بين الجميع في خضم هذا العالم المعولم. هذا التحدي الوجودي التاريخي يستدعي استجابة عقلانية في تغيير البارادايم أي نمط الرؤية الكلية للعالم بتشابكاته. والبشر الذين عجزوا عن تغيير نظرتهم الكلية للعالم والتاريخ بالأتساق مع الباراديم الراهن مكتفين بالنظرة التقليدية القديمة الضيقة التي لا تتجاوز أرنبة أنوفهم سيجدون انفسهم خارج السرب والسياق والتاريخ والعصر .أنا شايفها شابة وأنتم كيف شايفينها؟! تلك هي الحكاية التي يرويها كتاب (فجر العلم الحديث؛ الصين، ألعرب، الاسلام) إذ كتب توني هب قائلا: كان العرب في كل حقول العلم .. في طليعة التقدم العلمي …إذ أن ما حققه العرب يثير الإعجاب إلى حد يدعو للتساؤل عن السبب الذي منعهم من اتخاذ الخطوة الأخيرة باتجاه الثورة العلمية الحديثة ؟ ويضيف” كان العرب قد وصلوا إلى حافة أعظم ثورة فكرية حدثت في التاريخ، ولكنهم رفضوا الانتقال من العالم المغلق إلى الكون اللانهائي) حسب تعبير(Koyre كويري). وبما أنهم عجزوا عن اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة في بداية العصر الحديث، فإن البلاد الإسلامية لا تزال تتمسك بالتقاويم القمرية”وبين الحضور والغياب، الاختفاء والتجلي، المرئي واللامرئي تحتدم الرغبة في البحث عن المعنى فيما وراء الظواهر وتزدهر الفلسفة والعلوم والآداب فإذا كان باطن الأشياء مثل ظاهرها لانعدمت الحاجة إلى العلم والمعرفة والخيال والإبداع. وهذا هو ما يميز الكائن الإنسان عن سائر الكائنات الحية التي لا تجيد التخفي إذ هي مكشوفة ومنكشفة للحواس المجردة على الدوام . وحده الإنسان الكائن بين الكينونة والمظهر بحسب اريك فروم إذ مكنته اللغة بوصفها ثقافة من حجب الكينونة والمعنى في هذا العالم فهو بوصفه الكائن العاقل الوحيد يمتلك وظيفة مزدوجة؛ التخفي والتجلي. فليس بمقدور الإنسان أن يفهم إنسانا آخر بضمير مطمئن كما يفهم الحيوان الذي يرقد بجانبه هنا والآن. وهذا هو سبب سوء التفاهم في عالم متعدد اللغات والثقافات والأفكار إذ أن اللغة والثقافة تحجبان المعنى دائما. ومن رحم الجهل ولد العلم ومن رحم الغيب تولد الدين ومن رحم اللامرئي يزدهر الخيال والإبداع. فلا نكتشف الا موجودا ولا نخترع الا ممكنا. والواقع واحد بالنسبة للجميع والاختلاف يكمن فقط في زواية الرؤية وقدرة العقل على فهم ما يراه. تكلم حتى أراك وأكتب حتى أعرفك أما الفهم والتفاهم فيحتاج إلى شيءٍ آخر. نعم العقل هو اعدل الأشياء قسمة بين الناس كما قال ديكارت الفرنسي ولكن الناس تختلف في استخدامه.
ففي النظر إلى العالم يمكننا رؤية الصورة بطريقتين: أرنب أو بطة؟ ونستطيع تحديد ما نود أن نراه. إذ يمكننا أن نقول: «لو نظرنا إليها من هذه الزاوية، فهي بطة، ولو قررنا النظر اليها من الزاوية المعاكسة، فسنرى الأرنب» الصورة على الورقة تبقى كما هي، ولكن الصورة التي تظهر أمام عقلك هي التي تتغير. هذا معناه أن الناس يدركون العالم بطرق مختلفة رغم انه واحدا لجميع كائناته؛ أنهم ينظرون اليه من زوايا نظر مختلفة، نابعة من انماط علاقاتهم الاجتماعية التي تشكل رؤيتهم الكلية للعالم بحسب ماكس فيبر .إننا نشكل معتقداتنا وأفكارنا بناءً على ما نستقبله من محيطنا الاجتماعي الذي نعيش وسطه ونتفاعل معه بحواسنا وإدراكنا. لكن هذه ثم تتحول تلك المعتقدات والأفكار في اذهاننا إلى عدسات رؤية، إذ تنتبه وتركز على ما تريد رؤيته وكيف تراه؟ لأننا إذا فكرنا في جوانب الإدراك التي تسبق قراراتنا، سنجد أننا أولًا ننتبه، وعملية الإنتباه هي التفكير في ما تسمح لبصرك وبصيرتك بالنظر إليه ومنحه المعنى. أننا نعيش في عالمٍ ملئ بالاحتمالات، وأي شيء ننظر إليه يمكن أن نفسره بطرائق مختلفة. لذلك، في واقع الأمر، نكون بين خيارين طوال الوقت: أن نرى البطة أو الأرنب. يقترح «يورغن كورمنير»، من معهد فرونتير إيريز لعلم النفس والصحة العقلية في ألمانيا، أننا حتى لو لم نلاحظ البطة والأرنب، فإن أدمغتنا سجلت وجود حيلة بصرية في الصورة دون وعي، وقررت عدم إخبارك بذلك. وبحسب هذه الفكرة، فإن عقولنا مشاركة في الخدعة هي الأخرى، بينما تظل أنت وحدك مخدوعًا. وما دام الله واحد والكون واحد والأرض واحدة وآدم أبونا كلنا وحواء أمنا فلابد لنا من التساؤل المستمر بشأن اختلاف سبب اختلف أدركنا وفهمنا لعالمنا وظواهره المختلفة كما تبدو في الصورة ادناه👇🏾وهي صورة واحدة بالنسبة لكل من ينظر اليها😳 أحدهم يراها بطة🦩 والأخر يراها أرنب🐇 أحدهم يراها فرصة حياة والأخر يراها موت وهلاك؛ أحدهم يراها فتنة والآخر يراها نعمة أحدهم يراها شابة🙍🏻♀️ والأخر يرها عجو👩🏻🦼➡️ ..الخ