آخر تحديث :الثلاثاء-26 نوفمبر 2024-12:49ص

بذرة الإيديولوجيا الإمامية السيئة… وسيكلوجية أتباع أئمة السلالية!

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - الساعة 12:21 ص

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


يتمايز الأفراد والجماعات والشعوب بمصفوفة صفات تُعد بمثابة خصائص فردية أو جماعية أو مجتمعية، وقد يٌشكلها تاريخ الأرض وحضارتها، أو جغرافية المنطقة وثقافتها، وقد تٌكتسب تلك الصفات بواسطة محاكاة من يمثل لهم الأسوة أو يُعدّ في نظرهم القدوة. والتأسي بالقدوة تتأتى عبر اقتداء المتأسي بـ الصفات والتصرفات والسلوكيات الخاصة بـ النموذج المُحتذى به، وممارستها وتكرارها؛ حيث تنعكس تلك الصفات على عاداته واتجاهاته وميوله وطريقة تفكيره وأسلوب تعامله، وتصبح سِمَة ملازمة له.


ومصدر اكتساب معظم مصفوفة الصفات السيئة والخصائص القبيحة والعادات البشعة والتقاليد الدميمة، التي يمارسها "العكفة" المصابين بداء مذهب الأئمة السلالية، مستمدة من قدوتهم وأسوتهم ومعلميهم وأسيادهم المتمثلين بـ الكهنوتية السلالية، سواءً كان ذلك الاكتساب بوعي أو دون وعي. حيث غدت بعض تلك الصفات المكتسبة أما صفات إدراكية أو صفات سلوكية أو صفات نفسية أو صفات ذهنية أو صفات عكسية أو عادات مترسخة أو تقاليد متجذرة أو غيرها. كما أن الإصابة المرضية بالداء، أثرت تأثيرًا بالغًا في أدمغة العكفة المصابين، ونحتت في شخوصهم، وغرست في أذهانهم وسواس قهري على هيئة "صنم داخلي كهنوتي سلالي ذات شخصية ثنائية متناقضة"، شخصية بصفات محددة للتعامل مع أسيادهم السلالية، وشخصية أخرى بخصائص مختلفة للتعامل مع أبناء جلدتهم.


وعند مطالعة خارطة مصفوفة صفات الدخلاء والغرباء والشظايا من الكهنوتية السلالية، ستجد أنها تتمثل بـ: الكذب والخداع والمخاتلة، والخيانة، والحيلة والمكر، والعنصرية، واِدّعاء قداسة التّمركز العرقي والتمّيز السلالي (كمصدر للرزق والسلطة والثروة)، والتلون المستمر، والتقية والمراوغة والباطنية، والحسد والحقد، وكراهية أبناء الأرض ومَقَتَ المحيط العربي، والتزوير والتحريف، وظاهر اللسان المعسول والباطن المسموم، واِدّعاء أحقية السلطة، والرُكون على ما يتحصل من الثروة المنهوبة وأموال المكوس (الخُمس والإتاوات والجبايات والنهب والسلب وتزوير البصائر، وغيرها)، و‎اِدّعاء الأفضلية، وتعظيم القوة والبطش والقتل (بين أتباعهم)، وزعم المظلومية، وتبادل وتوزيع الأدوار، وتزييف الوعي، وتعدد الأقنعة، وإيجاد المبررات، واِدّعاء العلم والمعرفة، والاعتقاد أنهم أذكياء ودونهم أغبياء، وبث الشائعات، ونشر الفتن، والتظاهر بالتدين والاستقامة، و‎اِدّعاء حماية بيضة الدين والأخلاق، والقدرة العجيبة على التملق والمداهنة، والتهرب وعدم المواجهة، واستخدام الآخرين وتوظيفهم، واستغلال حاجة الناس، والقذف والتشكيك، ونكث العهود والتفاهمات، وخلف المواثيق والمعاهدات، وعدم الثقة، والارتياب والتخفي، والشعور المزمن بعدم الأمان، وانعدام ماء الوجه، وانعدام الشعور(مسوخ بشرية)، وغياب المروءة والنخوة، ومحاربة عقول أبناء الأرض وتشويهها والتخلص منها بشتى السبل، وممارسة النهب والسلب والقتل بأيدي قفازاتها القذرة، وغيرها العديد من الصفات الذميمة!. وإذا تأملت جيدًا بتلك الصفات القبيحة، وتفحصت في طيّاتها، فستجدها نابعة من موروث جذورهم الممتدة لـ جغرافيا أرض أخرى!.


ونتيجة لبذرة الأيديولوجيا الإمامية الدخيلة السيئة، فإن اِدّعاء قداسة التّمركز العرقي لدى السلالية، ولَّدت شعور الدونية وعقدة النقص واحتقار الذات عند أتباعهم العكفة المصابين بالداء، ولتعويض عقدة النقص تلك، أنعكس ذلك الشعور سلبيًا بتعاملهم مع أبناء جلدتهم، فأصبحت الشخصية الأولى خاضعة خانعة مسلوبة الإرادة تجاه أسيادهم، بينما الشخصية الأخرى مضطربة عدائية ضد أبناء جلدتها!. وسمة اِدّعاء الكهنوتية السلالية بأحقية الحكم والسلطة؛ ولَّدت إحساس لدى العكفة بأنهم الأحق بالمكانة الوظيفة والزعامة والرتبة والسلطة حتى ولو كانت كفاءتهم ومهاراتهم ومؤهلاتهم شبه منعدمة، شريطة ألّا يكون بتلك المكانة الشاغرة أحد أسيادهم!. ومزاعم أحقية الثروة لدى الكهنوتية والركون على ما يتحصل من الخٌمس وأموال المكوس؛ ولَّدت صفة الكسل والفشل واحتقار المهن وعدم العمل والمثابرة لدى العكفة المصابين بالداء، حيث أصبحوا يعتمدون على بقايا الفتات التي يعتمده لهم أسيادهم نظير خدماتهم المقدمة من تحشيد وسلب ونهب وبطش وقتل ضد أبناء جلدتهم!. وعنصرية الكهنوتية السلالية المتجذرة؛ ولَّدت تعصب لدى العكفة المرضى ضد أبناء جلدتها بناءً على هوية مذهب الأئمة السلالية، والتمييز على أساس المنطقة والمهنة ووصولاً لـ الهجة. وصفة التلون المستمرة وتبادل الأدوار المتجذرة في الكهنوتية السلالية، ولَّدت خصلة التلون لدى أتباعها العكفة، حيث أصبح العكفة إماميين في الصباح وجمهوريين في المساء، وولَّدت كذلك سمة تبادل الأدوار، حيث غدت الأسرة المصابة بـ العكفوية لها أرجل متعددة موزعة مع جميع الأطراف!. وخصائص التقية وتزييف الوعي والقدرة العجيبة على التملق والمداهنة واللسان المعسول بين فكي الكهنوتية السلالية؛ ولَّدت لدى العكفة المصابين (من القيادات العليا) شعور متمثل أنهم لا يستأنسوا ولا يرتاحوا ولا يثقون إلا إذا كان من حولهم كهنوتية والمحيط بهم سلالية!. وخاصية تعدد الأقنعة وإيجاد المبررات لدى الكهنوتية السلالية؛ جعلت من العكفة المصابين يجمعون أبناء مناطقهم ويحشدونهم أطفال قراهم لحتفهم، ويعملون ليل نهار لأسيادهم بشكل علني وسري، ويخلصون إلى تبرير ذلك بحجج واهية متمثلة بأنهم غير مقتنعين بالجماعة الظلامية ولكنه نوع من الاضطرار!. وسمة انعدام ماء الوجه، وانعدام الشعور(مسوخ بشرية) لدى الدخلاء والشظايا والغرباء؛ ولَّدت لدى العكفة المصابين خاصية البيع والشراء بدماء أبناء الأرض، وتبلد الشعور، وتخدر الإحساس، وفقدان الوعي، وشلل الإدراك، تجاه كلّما يحصل لأبناء جلدتهم!.


وليس ذلك وحسب، بل إن الصفات القبيحة أصبحت صفات عكسية في أذهان المصابين بداء العكفوية المتأسيين بأسيادهم من الكهنوتية السلالية؛ حيث أصبح النهب والسلب نوع من الشكيمة، والكذب والخداع شكل من أشكال الفطنة، والمكر والخيانة أحد أساليب الحصافة، والغدر ونقض العهود نوع من الذكاء، والمخاتلة طريقة من طرق الدهاء، وغياب المروءة ضرب من ضروب البَصِيرَة، واستغلال الدين ونشر الشائعات وبث الفتن نمط من أنماط النباهة، واستخدام الآخرين واستغلال حاجة الناس صورة من صور الرجولة، والحقد والحسد صنف من أصناف المهارة، واِدّعاء حماية الدين والتظاهر بالاستقامة نموذج من نماذج السياسة!.


ولتوضيح السطور أعلاه بأمثلة بسيطة، ووضع صورة مصغرة واقعية عن العكفة المصابين بداء مذهب الأئمة السلالية، ستجد أن العكفة يتباهون بتعظيم القوة ويتفاخرون بالبطش ضد أبناء جلدتهم إرضاءً لأسيادهم، وقد يقتلوا أبناء جلدتهم لأبسط وأتفه الأسباب؛ ولكن عندما يقوم أسيادهم (السلالية الكهنوتية) بأخذ الغالي والنفيس منهم، ومصادرة كل حقوقهم واِمْتِهان كرامتهم، فإنهم لا يدافعون عن حقوقهم ولا يقاومون لصون كرامتهم، وتتحول القوة إلى ضعف والبطش إلى استجداء، بل قد يقٍدمون على "حرق" أنفسهم الرخيصة التي تظهر مكنون شخوصهم المائعة!. وكذلك في نفس الوقت، تجد "العكفي" الخانع للكهنوتية والمنفذ لأجندة السلالية، الذي كان بهمجية منقطعة النظير يهدد ويرعد ويتوعد بوجوه أبناء جلدته في محافظات أخرى، هو نفسه اليوم من يٌضرب عن الطعام ويقوم بـ مسيرات راجلة إلى معقل زعيمه وسيده لـ المطالبة بإنصافه؛ على الرغم من انتهاك حرمة منزله، واعتقال والده الطاعن في السن من عقر داره؛ وكل ذلك بسبب وجود ما أسلفنا ذكره (صنم داخلي كهنوتي سلالي ذات شخصية ثنائية متناقضة)!.


ولا بد هنا من الإشارة إلى أن السطور أعلاه مرتبطة فقط بالمرضى بداء الأئمة السلالية، وذلك المرض مرتبط بالأفراد المصابين أو المجموعات الملوثة (لا بالمنطقة الجغرافية كاملة)؛ علمًا أن التعميم مغالطة منطقية، وصبغ المنطقة الجغرافية كاملة بالصفات السيئة دون التمييز، يُعد نوع من المناطقية المقيتة!. والدليل على ذلك، رغم محاولة الكهنوتية السلالية صبغ بعض المناطق الجغرافية صبغة إمامية تحت مسمى معقل او كرسي مذهب الأئمة؛ إلا أن هنالك الكثير والكثير من الأحرار ممن لم يصابوا بداء العكفوية، أو ممن تعافوا من ذلك البلاء المُهْلِك، وهم من خيرة أبناء اليمن في الكفاءة والمروءة والشجاعة والكرم والأنفة والإباء والشهامة والاعتزاز بالذات، وكانوا من ضمن أحرار الحركات الوطنية التاريخية السابقة، وهم في وقتنا الراهن من أوائل الوطنيين الأحرار المجابهين والمناوئين للكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة.


ختامًا، الوقاية خير من العلاج، ولكن عند إصابة بعض أبناء اليمن بداء أئمة السلالية، فإنه ينبغي تشخيص العوامل المسببة للمرض، وحصر بيئة انتقال العدوى، وتقييد الجراثيم والبكتيريا المتوغلة؛ حتى يٌسهل تحديد العلاج المناسب، وإعادة تأهيل الأجزاء المعطوبة الفاسدة التي تعاني من معضلة الدونية واحتقار الذات، وعزل المريض كليًا عن ناقل العدوى (السلالية الكهنوتية). لذا، لا بد من إزالة الدم الفاسد من شرايين وأوردة المصابين بداء العكفوية، وتغيير مصفوفة الصفات السيئة لديهم المكتسبة من الكهنوتية السلالية، وتحطيم الصنم الداخلي ذو الشخصية الثنائية المتناقضة، واستبدال كل ذلك بـ مصفوفة القيم السبئية الحِميّرية. وكل ذلك لن يتأتى إلا بواسطة التوعية والتعبئة على مستوى الفرد والأسرة والقبيلة وفي أوساط المجتمع، وهنا يكمن جزء بسيط من دور القومية اليمنية.