آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-05:20م

قالوا عن اليمن


عدالة تحت النار.. إخوان اليمن يواصلون ترويع قضاة تعز

عدالة تحت النار.. إخوان اليمن يواصلون ترويع قضاة تعز

الجمعة - 26 أبريل 2024 - 01:22 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - عدن

العين الإخبارية:

مجددا، تجد عدالة القضاء بتعز اليمنية نفسها أمام هجمات لعصابات مسلحة تابعة لحزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان، بهدف ترويع القضاة.

وتمادت العصابات الإخوانية المسلحة في التهجم على موظفي السلطة القضائية والقضاة في تعز، وذلك منذ سيطرة التنظيم الإرهابي على المدينة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية بهدف تسخير القضاء لخدمة أجندته العابرة.

وأحدث هذه الاعتداءات جرت قبل أيام قليلة، حيث تعرض منزل رئيس نيابة استئناف محافظة تعز القاضي محمد سلطان لهجوم من قبل عصابة مسلحة تابعة للجناح العسكري لحزب الإصلاح، يقودها قيادي إخواني ميداني يدعى "صابر الخليدي"، بحسب مصدر مطلع لـ"العين الإخبارية".

وسجلت مصادر حقوقية تنفيذ الإخوان لأكثر من 25 جريمة اعتداء ضد القضاء ومنتسبيه من قبل عصابات مسلحة تتبع الجناح العسكري لحزب الإصلاح الإخواني الحاكم للمدينة المصنفة عاصمة ثقافية لليمن.

وتبرر العصابات المسلحة المحسوبة على الإخوان هجماتها ضد القضاء بأنه بات أداة في يد نافذين محسوبين أيضا على التنظيم نفسه، ويحكمون المدينة، فيما يفسر هذه الاعتداءات ضمن صراعات أجنحة الإخوان العسكرية والأمنية.

وفي حادثة أخرى رفضت السلطات الأمنية الإخوانية في تعز تنفيذ حكم قضائي يقضي بإطلاق سراح معتقل يدعى "عبدالباسط قاسم أحمد الشرعبي" ، عقب أسبوع من اعتقاله دون مسوغ قانوني أو تهمة، في حيثيات تكشف تشجيع العصابات المسلحة لهدم هيبة القضاء.

وتعد تعز، ذات الثقل السياسي الكبير، إحدى محافظات اليمن التي يتقاسمها الحوثيون والإخوان، حيث تخضع حاضرتها لعبث الإخوان، فيما تطوقها المليشيات من أريافها وتفرض عليها حصارا جائرا منذ 9 أعوام.

إدانة سلوك إجرامي
أدان نادي القضاة في محافظة تعز تهديد رئيس نيابة استئناف المحافظة من قبل مسلحين يتبعون الجناح العسكري لحزب الإصلاح وينضوون بالمؤسسة العسكرية، معتبرا ذلك "فعلا أرعن" يأتي ضمن سلسلة التعدي على السلطة القضائية.

وقال نادي القضاة، في بيان له اطلعت "العين الإخبارية" على نسخه منه، إن "مسلحين بقيادة المدعو صابر الخليدي التابع لأحد الألوية العسكرية الموالية للإخوان بتعز، وعلى متن دورية عسكرية، حاوطوا (حاصروا) منزل رئيس نيابة استئناف المحافظة القاضي محمد سلطان، وقاموا بتهديده".

وأوضح البيان أن التهديد تمثل بـ"طلب المسلحين بوقف حكم القصاص بحق أحد المحكومين عليهم بالإعدام، وإلا فإنهم سيتصرفون في الشارع" -حسب زعمهم-.

وتابع أنه "أمام هذا الصلف اللامتناهي من قبل المدعو الخليدي، الذي وصل لتهديد أعلى سلطة قضائية في المحافظة بغية وقف تنفيذ الأحكام والقرارات القضائية، يعد سلوكا إجراميا، وتعديا صارخا على القضاء ومنتسبيه".

انتهاك خطير
نادي القضاة بتعز أكد أن التهجم والتهديد الإخواني يعد "انتهاكا خطيرا لسلامة القضاة، وتهديدا مباشرا لاستقلالية القضاء ولنظام العدالة وسلامة المجتمع بأسره".

وطالب "بسرعة القبض على المتهمين وعلى رأسهم الخليدي وإحالتهم إلى النيابة المختصة"، محملا السلطة المحلية والجهات الأمنية والعسكرية الخاضعة للإخوان بالمحافظة مسؤولية التخلف على ذلك.

كما طالب نادي القضاة بضرورة اتخاذ إجراءات جدّية من قبل جهات الضبط القضائي والأجهزة الأمنية، في ملاحقة المتهمين والقبض عليهم لينالوا جزاءهم والحد من ظاهرة الاعتداءات المتكررة ضد منتسبي القضاء بالمحافظة.

وكان مصدر قضائي بتعز قال لـ"العين الإخبارية"، إن المدعو صابر الخليدي الموالي للإخوان قام قبل أشهر باختطاف القاضي أحمد عبدالله عقلان اليوسفي، وتهديده والاعتداء عليه، دون أن تتخذ السلطات الأمنية والعسكرية الخاضعة للتنظيم بالمحافظة أي إجراءات رادعة ضد المتهم.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الخليدي هو أحد قادة عصابات الإصلاح بمدينة تعز، والذي ينتمي للواء 17 مشاة التابع لمحور تعز الإخواني، مشيرا إلى أن قيادات الإخوان تقف خلف عدم ضبطه أو اتخاذ إجراءات قانونية ضده، وهو ما أدى إلى كل هذا التمادي ضد منتسبي السلطة القضائية.

اعتداءات تتكرر
تكررت الاعتداءات ضد منتسبي السلطة القضائية بتعز من قبل عصابات تابعة لحزب الإصلاح الإخواني، كان أبرزها في يناير/كانون الثاني الماضي، عقب تعرض القاضي فضل الكمالي رئيس محكمة التعزية لاعتداء من قبل عصابة مسلحة للحزب، غربي المدينة.

وسبق ذلك، في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعرض القاضي عبدالرحمن الحميري لاختطاف وتعذيب والشروع بالقتل من قبل ضابط يدعى أسامة القردعي التابع للواء 170 دفاع جوي الخاضع لحزب الإصلاح.

كما قام المدعو القردعي في الشهر ذاته بالاعتداء والشروع باختطاف القاضي سفير الوتيري، أحد قضاة محكمة غرب تعز، الذي أفلت من قبضتهم بعد تدخل مرافقيه.

وفي 4 فبراير/شباط الماضي، أعلن قضاة تعز الإضراب عن العمل بالمحاكم والنيابات احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة والسافرة ضد أعضاء السلطة القضائية، وتنصل الجهات الأمنية والعسكرية عن القيام بواجبها وضبط المعتدين، قبل أن يعودوا لاستئناف العمل تحت ضغط مجلس القضاء الأعلى.

"تحت النار"
في تعقيبه على الموضوع، يرى الباحث اليمني السياسي صلاح عبدالواحد أن "ما يتعرض له قضاة تعز من انتهاكات واعتداءات له آثار كثيرة على سير النظام القضائي، حيث يبقي العدالة بشكل مستمر تحت خط النار ما يسقط هيبتها".

ويقول الباحث اليمني لـ"العين الإخبارية" إن "هذه الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا للقانون، لأن القضاة يتمتعون بحماية وحصانة قانونا، فهم أساس العدل، والانتصار للمظلومين".

وحث عبدالواحد المجلس الرئاسي على "التدخل وحماية منتسبي السلطة القضائية، وعدم تركهم فريسة لعصابات الإخوان التي تريد تحقيق أهدافها، وحماية أتباعها وعدم محاسبتهم أو ضبطهم، من خلال ترهيب القضاة والاعتداء على القضاء".

وتتقاسم مليشيات الحوثي مع إخوان اليمن السيطرة على محافظة تعز، حيث يسيطر الإخوان على قلب المدينة فيما تخضع الضفة الشرقية للحوثيين، وتقوم الجماعتان بتسخير المحافظة لخدمة أجندتهما وتحقيق أطماعهما.



قديس شبح” يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة والان مشاهدة التفاصيل.

في تحليل صادم، اعتبر السياسي والباحث اليمني المستقل سامي الكاف أن الحوثية، بقيادة زعيمها "القديس الشبح" عبدالملك الحوثي، لا يمكن أن تكون جزءًا من أي حل سياسي سلمي في اليمن.

وأوضح الكاف في تدوينات مهمة بعنوان "القديس الشبح" على موقع التواصل الاجتماعي إكس، أن تركيبة الحوثية البنيوية كجماعة دينية مسلحة تمنعها من التعايش مع الآخر وتدفعها نحو الإقصاء والسيطرة المطلقة.

ووصف الكاف زعيم الحركة عبدالملك الحوثي بـ "القديس الشبح" لحجبه عن الأنظار واتخاذه إجراءات أمنية مشددة، معلقًا: "لا يمكن لأحد مهما كان اللقاء به، بل ولا أحد لديه علم عن مقره أو مكان تواجده وكأنه مجرد شبح."

كما أشار الكاف إلى خطابات الحوثي المُسجلة مسبقًا والتي تتجاوز الساعة، مشددًا على أن "الصورة الإرهابية المفزعة التي تظهر بها الحوثية وزعيمها المُدان بقرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦" تُجسد رفضها للحوار والسعي للهيمنة على اليمن بشماله وجنوبه، "وفق نظام ولاية الفقيه كتجسيد لدولتها الثيوقراطية، ولا شيء سواها."

واختتم الكاف مؤكدًا أن الحوثية، "لا يمكن أن تجنح إلى السلام عبر عملية سياسية تقوم على حوار"، بل ستظل "حركة دينية مسلحة قامعة لحريات الناس."