آخر تحديث :الجمعة-20 سبتمبر 2024-01:20ص
اخبار وتقارير

واشنطن تطالب بردع الحوثيين دولياً والأمم المتحدة تبدأ الإجراءات في مناطق الجماعة

واشنطن تطالب بردع الحوثيين دولياً والأمم المتحدة تبدأ الإجراءات في مناطق الجماعة

الجمعة - 13 سبتمبر 2024 - 12:12 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - وكالات

طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بتقليص البرامج والعمليات الإنسانية التي تنفذها الوكالات الأممية وشركائها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، شمال اليمن، لضمان سلامة وأمن موظفي الإغاثة.

جاء ذلك في كلمة الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، أمام اجتماع مجلس الأمن، يوم الخميس قال فيها: "مع استمرار احتجاز جماعة الحوثيين للعشرات من موظفي الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين منذ أكثر من ثلاثة أشهر، نعتقد أن الوقت قد حان الآن لكي تنفذ المنظمة الدولية تعديلات على برامجها وعملياتها غير المنقذة للحياة في اليمن لضمان سلامة وأمن جميع الموظفين".

وأضاف وود أن العاملين في المجال الإنساني في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يشعرون بقلق متزايد بشأن سلامتهم، مع استمرار الجماعة في ممارسات التهديد والترهيب "غير المبرر" لموظفي الأمم المتحدة وغيرهم ممن يقومون بعملهم الإنساني في تقديم المساعدة المنقذة للحياة للشعب اليمني.

وأكد وود أن إصدار الحوثيين ما يسمى "مقاطع فيديو الاعترافات" لعدد من الموظفين الإنسانيين المحتجزين في سجونها، هو "استغلال للمعتقلين لدعاية وقحة ومروعة" يهدفون من خلالها إلى "تخويف الموظفين اليمنيين المتبقين في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية".

وجدد وود دعوة واشنطن للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، بما في ذلك أحد عشر موظفاً دبلوماسياً أمريكياً محتجزين منذ عام 2021.

وأشار وود إلى أن استمرار الحوثيين في شن الهجمات على السفن في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة به يهدد السلام والأمن الإقليميين، وحرية الملاحة الدولية، وينذر بخلق كارثة بيئية جراء الأضرار التي تلحق بناقلات النفط وغيرها من السفن التي تحمل مواد خطرة، الأمر الذي يؤكد "أنهم لا يهتمون إلا بأنفسهم، وهم على استعداد لتدمير صناعة صيد الأسماك والنظم البيئية الإقليمية التي يعتمد عليها اليمنيين والمجتمعات الأخرى في المنطقة في معيشتها".

وانتقد المسؤول الأمريكي موقف بعض أعضاء مجلس الأمن إزاء استمرار هذه الهجمات وعدم إدانتهم لانتهاكات إيران لقرار حظر الأسلحة المفروض على الحوثيين، وقال: "من المقلق أن يظل بعض أعضاء المجلس صامتين في مواجهة مثل هذه التهديدات الواضحة للمصالح العالمية المشتركة، هذا أمر غير مقبول، يجب إدانة التصعيد البحري من قبل الجماعة، والإطراف التي تنتهك القرارات الأممية".

وشدد وود على ضرورة أن يسارع المجتمع الدولي إلى تقديم تمويلات إضافية لمواجهة التحديات الإنسانية في اليمن، والتي تفاقمت جراء الفيضانات الأخيرة، مؤكداً استعداد بلاده "للمساعدة بشكل أكبر لضمان العودة الآمنة والكريمة للنازحين داخلياً".

وفي سياق متصل، قال مسؤولو المساعدات في الأمم المتحدة ، الخميس، إن المنظمة الدولية قلصت أنشطتها في اليمن ردا على حملة قمع شنها الحوثيون على الموظفين العاملين في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان والتنمية والتعليم.

وقالت القائمة بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جويس مسويا لمجلس الأمن الدولي إن الأمم المتحدة اتخذت خطوات "للحد من تعرض الموظفين للخطر في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".

وأضافت أن الأمم المتحدة ضيقت تركيزها على "الأنشطة الأساسية المنقذة للحياة والمستدامة"، وتعمل على خفض أولوية الأنشطة الأوسع نطاقا لتطوير أفقر دولة في العالم العربي.

وفي يونيو، احتجز الحوثيون أكثر من 60 شخصا يعملون مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وبعد أيام، قال الحوثيون إنهم اعتقلوا أعضاء ما أسموه "شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية". ولم يتسن التحقق من مزاعم الحوثيين بشكل مستقل.

وقالت مسويا إن الأمم المتحدة ترفض بشدة "الادعاءات الكاذبة" التي أطلقها الحوثيون ضد العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك المزاعم الأخيرة حول تدخل الأمم المتحدة في النظام التعليمي في اليمن.

وأضافت بأن "هذه الادعاءات تهدد سلامة الموظفين، وتعيق قدرة الأمم المتحدة وشركائها على خدمة الشعب اليمني ويجب أن تتوقف على الفور".

وكررت مسويا والمبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج مطلب الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بما في ذلك موظفي الأمم المتحدة وأعضاء المجتمع المدني وموظفي البعثات الدبلوماسية وموظفي القطاع الخاص والأفراد التابعين للطوائف الدينية الأقلية.

وقال جروندبيرج إنه مر أكثر من 100 يوم منذ أن شن الحوثيون موجة من الاعتقالات "تستهدف اليمنيين المنخرطين في جهود حاسمة تتعلق بالمساعدات الإنسانية".

وقد سجن المتمردون الحوثيون آلاف الأشخاص أثناء الحرب. وفي الأشهر الأخيرة كثفوا حملتهم على المعارضة في الداخل، بما في ذلك الحكم مؤخراً على 44 شخصاً بالإعدام .

وحذرت مسويا من أن الوضع الإنساني في اليمن "يتدهور بشكل مطرد" حيث أفاد 62% من الأسر التي شملها الاستطلاع أنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام، قائلة إن هذا رقم "مرتفع تاريخيا".

وأضافت أن "ثلاث مديريات -اثنتان في الحديدة وواحدة في تعز- تواجه لأول مرة على الإطلاق مستويات حرجة للغاية من سوء التغذية - المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، حيث توجد مجاعة. "ومن المتوقع أن تصل أربع مديريات أخرى إلى هذا المستوى بحلول أكتوبر/تشرين الأول".

وقالت مسويا إنه بحلول نهاية ديسمبر تشير التقديرات إلى أن أكثر من 600 ألف طفل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة سيعانون من سوء التغذية الحاد، وسيعاني حوالي 118 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد - بزيادة قدرها 34% منذ عام 2023.

وأضافت أن "الوقت هو جوهر الأمر إذا أردنا منع الكارثة"، مؤكدة أن النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة لجمع 2.7 مليار دولار لليمن هذا العام لم يتم تمويله سوى بنسبة 28%.

وأكدت أيضًا أن العاملين في المجال الإنساني يحتاجون إلى الوصول. وقالت إن التدخل المباشر من جانب الأطراف في الأنشطة الإنسانية خلال الأشهر السبعة الأولى من العام كان مسؤولًا عن 217 حادثة - وهي زيادة كبيرة عن 169 حادثة تم الإبلاغ عنها طوال عام 2023.

وقالت مسويا "عندما يتم استيفاء الحد الأدنى من المتطلبات المتعلقة بسلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني، فإننا نأمل بصدق أن نتمكن مرة أخرى من توسيع نطاق البرامج".