في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيا الحوثي حرمان مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين من مرتباتهم الشهرية، تواصل القيادات الحوثية استنزاف المال العام والإيرادات الضخمة التي تجنيها تحت مسمى مشاريع إنسانية وخيرية.
وخلال الأيام الماضية، نشرت الهيئة العامة للزكاة التابعة للميليشيات الحوثية الحوثي في صنعاء، خبر تدشين مشاريع الإحسان لهذا العام، وبتكلفة تجاوزت10 مليارات ريال. وهذه المشاريع شماعة تستغلها القيادات الحوثية المسيطرة على هيئة الزكاة المستحدثة من قبلهم لنهب الأموال واستنزاف ما تم جمعه إجبارياً خلال الأشهر الماضية من المواطنين والتاجر من أموال الزكاة.
ووفقاً لمنشور الهيئة الحوثية على حسابها بـ “فيسبوك” أن المشاريع تشمل عدة مسارات أبرزها الجانب الصحي والأيتام والمكفوفون وغيرهم من المستحقين. من بينها مشروع زراعة الكلى لـ 100 حالة بتكلفة 550 مليون ريال، وعمليات قسطرة وتركيب دعامات وعمليات قلب مفتوح لـ 500 حالة بإجمالي 220 مليون ريال، ومشروع المساعدات العلاجية عبر الديوان العام “عمليات كبرى وسفر للخارج” لألف حالة بقيمة 500 مليون ريال.
كما تشمل دعم مراكز إيواء المتشردين بالأمانة لـ 200 مستفيد بمبلغ 200 مليون ريال، ودعم مستشفى إسناد الحالات النفسية بمبلغ 118 مليون ريال، والمساعدات النقدية لأبناء الجالية الفلسطينية لـ 402 مستفيدين بإجمالي 120 مليوناً، ومساعدات نقدية لـ 3 آلاف نازح من أبناء حيس والخوخة وجبل رأس بالحديدة بمبلغ 140 مليون ريال.
بالإضافة إلى دعم المراكز العلمية والجامعات وأكاديميات العلوم الشرعية بمبلغ 500 مليون ريال، ودعم سبيل الله بإجمالي ملياري ريال، ومشروع صرف الزكاة العينية من المحاصيل النقدية لـ 20 ألف مستفيد بتكلفة 500 مليون ريال ومشروع دعم الأسر المنتجة بمبلغ 95 مليون ريال، ومشروع الدمج المهني في سوق العمل لـ 1,395 مستفيداً بإجمالي 190 مليون ريال.
واستغرب الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من استمرار رفض الميليشيات الحوثية صرف مرتبات الموظفين بالرغم من وجود إيرادات ضخمة تجنيها بشكل متواصل. موضحين أن تسليم مرتبات الموظفين المنقطعة منذ العام 2016 أفضل إحساناً ستقدمه الميليشيات الحوثية وليس المشاريع الوهمية التي تقوم بالترويج لها كل عام لتغطية عمليات النهب الضخمة التي تمارسها القيادات الحوثية المسيطرة على ملف أموال الزكاة.
وتدعي الميليشيات الحوثية أن صرف هذه الأموال الضخمة يأتي تزامناً مع احتفالات المولد النبوي الذي تقيمه الميليشيات كل عام منذ سيطرتها على صنعاء واجتياحها للمحافظات اليمنية. حيث تخصص الميليشيات لهذه الاحتفالات أموال طائلة يتم نهبها من المواطنين والتجار والقطاع الخاصة وإيرادات حكومية.
ويقول الناشط الصحفي ياسر هادي على صفحته في منصة "إكس": الاحتفال بالمولد النبوي يافطة يعلقها الحوثي من أجل نهب أموال الناس وسلب مرتبات الموظفين وجزء من نوافذ الإستغلال الديني الذي تمارسه عصابة الحوثي لكسب عاطفة العامة تحت دعوى حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم بينما الواقع نهب وسلب ومصادرة ثروة الشعب.
وقال علق ناشط أخر: "ترفض ميليشيا الحوثي سداد مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها بحجة شح الموارد، بينما تنفق بسخاء وبذخ عشرات المليارات لإحياء البدع كالمولد النبوي..!!"
وأضاف الناشط محمد صالح العوذلي على صفحته في "إكس": الحوثية الارهابية لم تكتفي بنهب مرتبات الموظفين ونهب موارد الدولة. هذه العصابة تنهب في كل زمان ومكان ليس في قاموسها وقت محدد للنهب
في الحرب: تنهب الناس تحت مسمى المجهود الحربي، وفي السلم: تنهب الناس بالقوة تحت مسمى دعم الاحتفالات.