آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-06:26م
اخبار وتقارير

إيران تهدد باستهداف دول الخليج بالتزامن مع زيارة هذا المسؤول للسعودية

إيران تهدد باستهداف دول الخليج بالتزامن مع زيارة هذا المسؤول للسعودية
الخميس - 10 أكتوبر 2024 - 02:10 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

هددت طهران باستهداف دول الخليج في حال سمحت بمرور “طائرات معادية”، في إشارة إلى هجوم إسرائيلي متوقع على إيران. لكن المثير للتساؤلات هو تعمد إطلاق هذه التهديدات في الوقت الذي يقوم فيه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بجولة خليجية بدأها بالسعودية، والتقى خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.


وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اجتمع الأربعاء مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الرياض وناقشا التطورات في المنطقة.


وحضر اللقاء الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان.


ويمثل استقبال ولي العهد السعودي لعراقجي دليلا على اهتمام الرياض بتطوير علاقتها مع طهران والحفاظ على نسق الحوار الذي شرع فيه البلدان قبل عامين، لكن التسريبات الإيرانية بشأن مهاجمة دول الخليج في حال بدء الحرب توجه رسالة عكسية وتظهر أن الإيرانيين لم يكونوا جادين في الحوار وليست لهم رغبة حقيقية في بناء علاقات متينة مع دول الجوار.


وما يثير الاستغراب أن التهديد الإيراني، الذي نسب إلى مسؤول كبير دون ذكر اسمه، يشمل دول الخليج دفعة واحدة ولا يفرق بين الدولة التي ستعبر عبرها الطائرات أو التي لم تمر عبر مجالها الجوي أو تلك التي لم تسمح بذلك، ولماذا تسعى طهران إلى تحميل جيرانها تبعات أجندتها الإقليمية وتسليحها الحلفاء ودفعهم إلى الاشتباك مع إسرائيل، بدلا من تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن نفسها وحماية حلفائها عوض التفرج عليهم كما حصل في غزة ويحصل في لبنان.


وذكر مسؤول إيراني كبير أن طهران أبلغت دول الخليج بأنه سيكون “من غير المقبول” أن تسمح باستخدام مجالها الجوي أو قواعد عسكرية ضد بلاده، وأن أي تحرك من هذا القبيل سيستدعي ردا.


وقال لرويترز “أوضحت إيران أن أي تحرك لأي من دول الخليج ضد طهران، سواء باستخدام المجال الجوي أو قواعد عسكرية، ستعده طهران فعلا صادرا عن المجموعة بأكملها، وسترد طهران وفقا لذلك”. وأضاف “شددت الرسالة على ضرورة الوحدة الإقليمية في مواجهة إسرائيل، وعلى أهمية تحقيق الاستقرار”.


وأوضح أن “أي مساعدة لإسرائيل، مثل السماح باستخدام المجال الجوي لأي دولة في المنطقة من أجل تحركات ضد إيران، غير مقبولة”.


وتأتي التصريحات أيضا عقب محادثات بين إيران ودول الخليج الأسبوع الماضي على هامش القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي في قطر، والذي سعت دول الخليج خلاله إلى طمأنة إيران بشأن حيادها في أي صراع بين طهران وإسرائيل.


وتقاربت السعودية مع طهران سياسيّا في السنوات القليلة الماضية، وهو ما ساعد على تخفيف التوتر الإقليمي، لكن العلاقات لا تزال بين أخذ وردّ.


وفي وقت سابق قال مسؤول إيراني كبير إن عراقجي سيناقش القضايا الثنائية وجهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة أثناء زيارته. وأضاف أنه سيزور قطر أيضا.


وقال المسؤول إن طهران لم تبحث مع دول الخليج المنتجة للنفط مسألة زيادة الإنتاج إذا تعطل الإنتاج الإيراني خلال أي تصعيد.


وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي الأسبوع الماضي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل أثناء ردها قد تستهدف منشآت لإنتاج النفط داخل إيران.


ولدى دول أوبك بقيادة السعودية ما يكفي من القدرة الإنتاجية الإضافية لتعويض أي نقص في الإمدادات من إيران إذا تسبب رد إسرائيلي في تعطيل بعض منشآتها.


وأغلب القدرة الإنتاجية الفائضة تلك في دول الخليج. ولم تهدد إيران بمهاجمة منشآت نفط في الخليج لكنها حذرت سابقا من مغبة تدخل “أنصار إسرائيل” بشكل مباشر قائلة إن ذلك سيعرض مصالحهم في المنطقة للاستهداف.


وتتحسب السعودية لاحتمال توجيه إيران ضربة لمنشآتها النفطية منذ الهجوم الذي استهدف عام 2019 مصفاة كبيرة في بقيق، ما أوقف لفترة وجيزة أكثر من خمسة في المئة من إمدادات النفط العالمية. ونفت إيران ضلوعها في ذلك الهجوم.


وقال دبلوماسي غربي في الخليج إن إيران أوضحت الخميس الماضي، خلال اجتماعها مع دول الخليج في الدوحة على هامش القمة، أنها تدعو إلى الوحدة الإقليمية في مواجهة أي هجوم إسرائيلي، وتعد حياد دول الخليج أقل ما يمكن فعله.


وذكر الدبلوماسي أن طهران أوضحت أنها ستراقب عن كثب كيفية استجابة كل دولة من دول الخليج في حال شنت إسرائيل هجوما، وأيضا كيفية استخدام القواعد الأميركية الموجودة في تلك الدول.


وتستضيف قطر والكويت والبحرين والإمارات والسعودية منشآت أو عسكريين أميركيين.


ويترقب الشرق الأوسط رد إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني الخميس الماضي. ولم يؤد الهجوم في نهاية المطاف إلى مقتل أحد في إسرائيل ووصفته واشنطن بأنه غير فعّال.


وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بأنها ستدفع ثمن هجومها الصاروخي، في حين قالت طهران إن أي رد انتقامي سيُقابل بدمار على نطاق واسع، وهو ما يثير مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة المنتجة للنفط، والتي قد تُستدرج إليها الولايات المتحدة.


وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء إن الرد على إيران بعد هجومها الصاروخي سيكون “فتاكا ودقيقا ومفاجئا”.


وأضاف غالانت في مقطع مصور نشرته وسائل إعلام إسرائيلية “من يهاجمنا سيتعرض للأذى وسيدفع ثمنا. هجومنا سيكون مميتا ودقيقا وقبل كل اعتبار فتاكا، لن يفهموا ما حدث وكيف حدث، سيرون النتائج”.