في مشهد يعكس حالة الهلع والتخبط، شنت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، اليوم الإثنين، حملة مطاردات واعتقالات واسعة في العاصمة المحتلة صنعاء، استهدفت عشرات المواطنين الذين وثّقوا بالصوت والصورة لحظة سقوط صاروخ حوثي على سوق سكني، كاشفين زيف الرواية التي روّجت لها الجماعة عن "غارات أمريكية".
وأكد الصحفي فارس الحميري، مراسل وكالة "شينخوا" في اليمن، أن المليشيا اعتقلت نحو 30 مواطنًا، بعد أن تداوَل نشطاء مقاطع مصوّرة توثق القصف الحقيقي الذي طال حي "فروه" بمديرية شعوب، والذي تبيّن أنه ناجم عن صاروخ دفاعي أطلقته المليشيا من موقع عسكري قبل أن ينحرف ويسقط وسط حي مكتظ بالمدنيين.
وأوضح الحميري أن المعتقلين جرى توزيعهم على عدة مراكز أمنية، بينما يقبع أغلبهم حاليًا في مركز شرطة "حمير" التابع لأمانة العاصمة.
ويأتي هذا التصعيد الحوثي، في أعقاب محاولة الجماعة تضليل الرأي العام، بإعلانها أن الانفجار الذي أودى بحياة 12 مدنيًا وأصاب 30 آخرين ناتج عن "غارات أمريكية"، فيما أظهرت الأدلة المصورة أن الجريمة كانت ناتجة عن صاروخ حوثي سقط بالخطأ في منطقة مأهولة.
من جهتها، دانت الحكومة اليمنية هذه الانتهاكات ووصفتها بـ"جريمة مركبة"، مؤكدة أن المليشيا لا تكتفي باستهداف المدنيين، بل تلاحق وتكمم أفواه من يفضح جرائمها.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن الممارسات الأخيرة تكشف عن حجم الرعب داخل صفوف الجماعة، ومحاولاتها المستميتة لطمس الحقيقة، بعد أن أصبحت الكاميرا سلاحًا بيد المواطنين، يفضح جرائمها أمام العالم.
وأشار الإرياني إلى أن الصور والفيديوهات الموثقة، إضافة إلى المعاينة الميدانية لموقع الانفجار، أثبتت زيف الرواية الحوثية، وأن الحفرة الصغيرة الناجمة عن الانفجار ونوع بقايا الصاروخ، لا يمت بأي صلة للذخائر الأمريكية المتطورة، كما زعمت الجماعة.
وحذر الوزير من أن الاعتقالات المتواصلة بحق المواطنين والصحفيين تُعد تصعيدًا خطيرًا، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين في مناطق سيطرة الحوثي، ووقف آلة القمع والتضليل التي تنتهجها الجماعة.