آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:15ص

عربي ودولي


الطيران الحربي السوري يستهدف قوات حليفة للولايات المتحدة رغم تحذيرات واشنطن

الطيران الحربي السوري يستهدف قوات حليفة للولايات المتحدة رغم تحذيرات واشنطن

الأحد - 21 أغسطس 2016 - 01:44 م بتوقيت عدن

-

واصلت الطائرات الحربية السورية السبت20 آب ـ أغسطس 2016، التحليق في سماء مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا برغم تحذيرات واشنطن لدمشق بعدم شن أي غارات جديدة ضد حلفائها الأكراد من شأنها أن تهدد سلامة مستشاريها العسكريين.

وتحدثت تركيا، التي تخشى توسع الأكراد بالقرب من حدودها، السبت بإيجابية عن الغارات السورية، معتبرة أن دمشق فهمت أخيرا أن الاكراد يشكلون "تهديدا" لسوريا أيضا.

وتدور معارك عنيفة منذ ليل الأربعاء بين المقاتلين الأكراد من جهة وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة ثانية في مدينة الحسكة التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها منذ العام 2012.

وتصاعدت حدة هذه الاشتباكات مع تنفيذ الطائرات السورية الخميس والجمعة غارات على مواقع للأكراد في الحسكة للمرة الأولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل أكثر من خمس سنوات. وهي المرة الأولى أيضا التي تتدخل فيها الطائرات الأميركية لحماية مستشاريها على الأرض من الطائرات السورية.

فقد أعلنت الولايات المتحدة الجمعة إرسال طائرات مقاتلة لحماية قواتها التي تقدم الاستشارة العسكرية للمقاتلين الأكراد، بعد الغارات السورية على مواقع كردية في الحسكة.

ونفذت طائرات حربية سورية السبت طلعات جوية في أجواء مدينة الحسكة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وصحافي متعاون مع وكالة فرانس برس في المدينة. وأكد الصحافي عدم شن الطائرات السورية أي غارات.

وبعد معارك عنيفة تواصلت طوال ليلة الجمعة وحتى صباح السبت، أفاد الصحافي عن هدوء حذر في المدينة بعد ظهر السبت تزامنا مع اجتماعات برعاية روسية لحل الأزمة.

وقال مصدر حكومي سوري رفيع المستوى لفرانس برس إن "عسكريين روسا حضروا إلى مدينة القامشلي ويجرون حاليا اجتماعات منفصلة بين الطرفين بهدف التوصل إلى تهدئة".

ويسيطر الأكراد على ثلثي مدينة الحسكة، فيما تسيطر قوات النظام السوري على الجزء المتبقي منها.

الدفاع عن النفس

ومنذ اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012، انسحبت قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات في المدن الكبرى، ولا سيما في الحسكة والقامشلي.

وأوقعت المعارك في الحسكة منذ الأربعاء ما لا يقل عن 41 قتيلا بينهم 25 مدنيا من ضمنهم عشرة أطفال، وفق المرصد.

ويقول الخبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن فابريس بالانش "من الواضح أن الأكراد يريدون السيطرة على كامل المدينة"، فيما تسعى قوات النظام لضمان بقائها في هذه المحافظة.

وأعلنت وحدات حماية الشعب في بيان السبت نيتها حماية مدينة الحسكة من قوات النظام.

وقالت "استغل النظام انشغال وحدات حماية الشعب في جبهات منبج والشدادي (جنوب الحسكة) بشكل خسيس ومنحط"، مؤكدة "إننا في وحدات حماية الشعب كما حررنا المنطقة من إرهاب داعش وجبهة النصرة وحافظنا عليها، سنقوم بحمايتها من إرهاب النظام أيضاً".

وكان الجيش السوري اتهم بدوره الأربعاء من وصفهم بـ"الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني"، الذي يخوض تمردا ضد أنقرة، بالاستمرار "في ارتكاب جرائمهم بهدف السيطرة على مدينة الحسكة".

وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية إذ تعتبرها القوة الأكثر فعالية في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتشكل الوحدات حاليا العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية التي تحظى بدعم جوي من التحالف الدولي وتمكنت من طرد الجهاديين من مناطق عدة.

ودفعت الغارات السورية ضد الأكراد الولايات المتحدة الجمعة إلى إرسال طائرات مقاتلة لحماية قواتها التي تقدم الاستشارة العسكرية للمقاتلين الأكراد، ما اعتبر التدخل الأميركي الأول ضد النظام السوري.

وقال الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون الجمعة "سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن أنفسنا".

وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عدم وجود قوات خاصة أميركية في المدينة، لافتا إلى أنها "موجودة في القواعد الأميركية الواقعة على مسافة حوالى ستة كلم إلى الشمال".

دور تركي

وتحول النزاع في سوريا مع مرور السنين إلى نزاع متشعب الأطراف تدخلت فيه دول عدة من روسيا والولايات المتحدة إلى تركيا وإيران ودول الخليج.

وتدعم تركيا الفصائل المقاتلة ضد قوات النظام، فيما تعارض بشدة وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها "إرهابية" وتعتبرها جزءا من حزب العمال الكردستاني.

وتخشى تركيا إقامة حكم ذاتي كردي في سوريا على حدودها، خوفا من أي يؤدي ذلك إلى تشجيع النزعات الانفصالية للأكراد داخل حدودها.

وفي أول رد فعل على الغارات السورية، قال رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم "من الواضح أن النظام (السوري) فهم إن البنية التي يحاول الأكراد تشكيلها في شمال (سوريا) بدأت تشكل تهديدا لسوريا أيضا".

وأكد يلدريم أن تركيا ترغب في لعب دور أكبر في الأزمة السورية خلال الشهور المقبلة، معتبرا في موقف جديد أن الرئيس السوري بشار الأسد "هو أحد الفاعلين" في النزاع "ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية" ولكن ليس من أجل مستقبل سوريا، قبل أن يضيف على الفور أن "هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا".

وفي جبهة أخرى في شمال سوريا، وثق المرصد السوري مقتل 333 مدنيا خلال ثلاثة أسابيع من القصف المتبادل في مدينة حلب والذي يتزامن مع معارك عنيفة مستمرة بين قوات النظام من جهة والفصائل المقاتلة والجهادية من جهة أخرى في جنوب غرب المدينة.