آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-12:59ص

ملفات


خبراء سعوديّون: تويتر.. أخطر وسيلة لانحراف المراهقين

خبراء سعوديّون: تويتر.. أخطر وسيلة لانحراف المراهقين

الإثنين - 12 ديسمبر 2016 - 01:56 م بتوقيت عدن

- إرم نيوز:

تثير دراسات اجتماعية حديثة، القلق حول محتوى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع “تويتر” وتأثيره السلبي على المراهقين في السعودية، ودوره في انحراف الشباب عبر الترويج لوسومات صادمة تتنافى وعادات المجتمع السعودي، أكثر المجتمعات العربية والإسلامية محافظة.

وفي أحدث تلك الدراسات الاجتماعية، نشرت جامعة نايف للعلوم الأمنية، دراسة أكاديمية تؤكد على أن المجموعات الانحرافية تعد الأكبر في تويتر، وتستهدف المراهقين بـ”هاشتاغات” غريبة، مصدرها أشخاص يعانون عقدًا نفسية؛ أبرزها عقدة النقص والبحث عن الشهرة.

مخالفة المعايير الدينية والأخلاقية

ونقلت صحيفة الوطن السعودية الاثنين، عن المرشد النفسي خالد المريط أن “مصدر هذه الهاشتاغات غير معروف لكن من المؤكد أنها تستهدف المراهقين بشكل عام، وفي الغالب فإن مضامين وعناوين هذه الهاشتاغات تكون مخالفة للمعايير الدينية والأخلاقية، من خلال حالة من بث روح الخيال في عقول هؤلاء وتصور أمور مختلفة عن واقعهم وحقيقة حياتهم”.

وقال المريط إن “الهدف من الترويج لتلك الهاشتاغات قد لا يكون بسبب البحث عن الشهرة فقط، وإنما قد يكون التنافس على نشر المعلومات المسيئة”.

البحث عن الغرابة

وذكرت الأستاذة الجامعية عائشة التايب أن “جيل المشاهير الذين يتصدرون المشهد في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم أصبح يفرح بعدد الذين تداولوا تغريداتهم وقاموا بنشرها، وأصبحوا يتفاخرون بعدد المتابعين وغيرها من المؤشرات المستخدمة للتدليل على نجاح ما تم نشره من قبل الشاب”، مؤكدة أنه “يرتبط إلى حدّ كبير بحماس الشباب وبحثهم عن الطرافة والغرابة والنكتة ومحاولة الانتشار وحب الظهور”.

وأضافت التايب أن هؤلاء يتعمدون الإساءة إلى ثقافة المجتمع ومحاولة العبث ببعض الثوابت التي يجمع عليها الناس، موضحة أنه “من الصعب تحديد الجمهور الموجود في تويتر أو فئاتهم العمرية”.

التكنولوجيا أضرت بالتماسك العائلي

وأكدت دراسة محلية أعدها أستاذ علم الاجتماع ومدير مركز البحوث الاجتماعية والإنسانية في جامعة الملك عبد العزيز محمد الغامدي، وتناقلتها صحف محلية الاثنين، على أن “التقدم التكنولوجي الحالي أدى إلى تغيير في جميع مجالات الحياة ومرافقها، منها الحياة الاجتماعية وعمليات التنشئة الأسرية.

وتقول الدراسة إن “هذا التقدم لديه جوانب إيجابية في الحياة اليومية، وعلى النقيض لديه سلبيات في المجتمعات العربية والإسلامية، منها المجتمع السعودي، فالعولمة تؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية”.

وتشير الدراسة إلى أن “83% من المبحوثين يرون أن الحياة الحضرية الحديثة والتطورات الاجتماعية والثقافية والتقنية التي يمر بها المجتمع السعودي أدت إلى التأثير بشكل قوي على علاقات التقارب والتواصل بين أفراد الأسرة، وأضعفت هذه العلاقات، بينما نجد أن 18% من المبحوثين لا يرون أن للتطورات الحضارية الحديثة أي تأثير على العلاقات الأسرية، فهي لا تزال كما هي في السابق”.

تغريدات غير هادفة

ويلاحظ المتابع لآراء السعوديين في موقع التدوين المصغر، أكثر المواقع شعبية في المملكة، أن الكثير من التغريدات المطروحة بين الحين والآخر لا تخرج عن إطار تضييع الوقت، والانحلال الأخلاقي.

وإذا أخذنا عينة من تويتر ، نجد أن الترند السعودي يغص بين الحين والآخر، بوسومات تتسم بالسطحية وغياب الهدف،؛ من قبيل “#السعوديات_ثالث_أجمل_نساء_الكون”، “#أسلوبك_بالغزل”، “#قررت_أحبك_من_جديد”، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ كثيرًا ما تدخل الترند تغريدات مليئة بفاحش القول والشتائم والانحلال الأخلاقي.

ولا ترقى مثل تلك التغريدات لمستوى تغريدات حقوقية سابقة، لطالما حركت الرأي العام وفرضت نفسها بقوة، ووصلت إلى الجهات العليا في المملكة.

المطالبة بقوانين رادعة

من ناحيتها، طالبت الأستاذة الجامعية سامية غزواني بقوانين رادعة، قائلة “نحن نجد الندوات والحملات التوعوية والإعلامية التي تحقق نتيجة على المدى الطويل، لكن على المدى القريب لا بد أن تقوم الجهات المعنية بوضع قوانين صارمة وعليها مراقبة ما يُنشر وحجبه، لكي تحد من هذا الانفلات الكبير”.

وكان الباحث السعودي إبراهيم السحيمي، نشر العام الماضي دراسة تحت عنوان “شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تشكيل جماعات الانحراف بين الشباب” أشار فيها إلى أن “تويتر يُعد المصدر الأول في استخدام الشباب السعودي لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعد المجموعات الانحرافية هي الأكبر، وسجل أعلى المصطلحات المتداولة المرتبطة بالانحراف بجميع أنواعه، وبرز من بين أنواع الانحرافات الانحراف الأخلاقي”.

ورغم أن مواقع التواصل الاجتماعي شكلت خلال الأعوام الأخيرة، فضاء وجد فيه الكثير من السعوديين منبرًا لطرح هواجسهم بحرية، عبر حملات حقوقية وجدت طريقها إلى وسائل الإعلام، واضطرت الجهات الرسمية للتعامل معها ومحاولة معالجتها، إلا أن الأمر لا يخلو من منغصات يرى فيها البعض تجاوزات أخلاقية توجه صفعة للمجتمع المحافظ وبنيته النفسية والاجتماعية.