آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-12:59ص

ملفات


أمريكا في عهد ترامب.. عودة لعنصرية اللون

أمريكا في عهد ترامب.. عودة لعنصرية اللون

الثلاثاء - 13 ديسمبر 2016 - 11:25 ص بتوقيت عدن

- وكالات:

منذ فوز الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يوم الـ8 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تكتسب حركة “اليمين البديل”، وهي آخر تجليات القوميين البيض في الولايات المتحدة، مزيدا من القوة، معتمدة خطابا يقوم على تفوق العرق الأبيض وكراهية الأجانب.

وأصبحت حركة اليمين البديل، التي تدعي أن الولايات المتحدة هي للبيض فقط، تظهر بشكل أكبر للعيان بعد فوز ترامب (70 عاماً) بالرئاسة، على حساب منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

ويمثل الإيمان بتفوق العرق الأبيض، وكراهية الأجانب، الأسس الرئيسة لأيديولوجية هذه الحركة، التي تستخدم رموز النازيين الجدد، وتتخذ مواقف صريحة ضد الأقليات، ولا سيما المسلمين، في الولايات المتحدة.

ما هو “اليمين البديل”؟

استخدم رئيس معهد السياسة الوطنية (غير حكومي)، اليميني المتطرف ريتشارد سبنسر، عام 2010 تعبير “اليمين البديل”، للمرة الأولى أمام الرأي العام.

ويطلق هذا المصطلح على القوميين الأمريكيين البيض، الذين يعتبرون التيار القومي المحافظ الحالي غير كافٍ، ويعتقدون بضرورة تطوير خطاب أكثر قوة.

وأصبح معهد السياسة الوطنية، الذي أسسه عام 2005، اليمينيان المتطرفان، وليام ريجنري وصامويل فرانسيس، مقصدا للقوميين الأمريكيين البيض خلال الأعوام الأخيرة.

وخلال الأعوام من 2010 إلى 2015، حاولت حركة “اليمين البديل” لفت نظر الرأي العام عبر شعارات من قبيل “أمريكا دولة للبيض”، و”لا مكان للأقليات” و”البيض الذين يمثلون 60% من السكان لا يلقون الاهتمام الكافي”.

واعتبرت الحركة أنها عثرت على داعم قوي منذ أن أعلن ترامب خوضه سباق الترشح للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة.

 في واشنطن.. تحية للنازية

بقوة، عادت جدالات “القومية الأمريكية البيضاء” إلى ساحة النقاش في الولايات المتحدة، بعد أن أدى المشاركون، في اجتماع حضره سبنسر ومؤيدوه في واشنطن الأسبوع قبل الماضي، التحية للنازية، ورددوا هتافات: “فليحيا ترامب، ليحيا الشعب، ليحيا النصر”.

وبعد أيام، قال سبنسر في اجتماع مشابه في تكساس: “لقد انتصرنا، علينا الآن أن نعيد تعريف أمريكا. في النهاية فإن أمريكا هي للبيض”.

رئيس مركز دراسات اليمين بجامعة كاليفورنيا بركلي، لورنس روزينثال، قال: “إن ما ردده ترامب حول اعتزامه طرد 11 مليون مكسيكي خارج الولايات المتحدة، وما قاله بخصوص المسلمين، جعل حركة اليمين البديل تعتقد أنها وجدت من يتحدث لغتها”.

روزينثال مضى قائلا: “إن جزءا من الخطاب الذي يستخدمه ترامب شجع على صعود الحركات العنصرية البيضاء، التي تمتلك تاريخا طويلا في الولايات المتحدة، وشعار ترامب القائل أمريكا للأمريكيين، منح كثيرا من الشجاعة للمجموعات العرقية البيضاء المتطرفة”.

وأثار اختيار ترامب للمدير السابق بموقع “برايتبارت” الإخباري، اليميني المتطرف، ستيف بانون، في منصب كبير المخططين (المستشارين) الإستراتيجيين في البيت الأبيض، كثيرا من ردود الفعل داخل الحزب الجمهوري وخارجه.

ويمتلك بانون (62 عاما) معتقدات يمينية متطرفة، وهو معروف بتعصبه القومي للأمريكيين البيض، ولديه علاقات وثيقة مع حركات اليمين المتطرف الأوروبية.

وبذلك التعيين، وفق روزينثال خطا ترامب خطوة في تجاه إضفاء الطابع المؤسسي على مجموعات اليمين المتطرف، إذ ستحقق تلك المجموعات خلال شهور ما كانت تطمح له منذ عام 1920، بأن يصبح لها امتداد في البيت الأبيض عبر بانون.

إلا أن روزينثال يرى أنه من غير الصحيح اعتبار ترامب يمينيا متطرفا بسبب تعيين قام به، ورغم ذلك يشعر أبناء الأقليات، إضافة إلى الليبراليين، بالقلق والانزعاج لوجود شخص مثل بانون في البيت الأبيض.

ويتهم سياسيون حاليون وسابقون وفنانون ورياضيون وكتاب وغيرهم ترامب بأنه عنصري معاد للمسلمين والأقليات والأجانب والمهاجرين والنساء وأتباع الديانات الأخرى، وهو ما شجع، على حد قولهم، العديد من الجماعات العنصرية على تبني خطابه.

وخلفا لإدارة الرئيس الحالي (الديمقراطي)، باراك أوباما، تتسلم إدارة ترامب الحكم، إثر تنصيبه رسميا يوم الـ 20 من يناير/ كانون الثاني المقبل، ليبدأ ولاية رئاسية من أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة.