آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-05:18ص

غرفة الصحافة


اليمن: الارهاب يدمي مدينة عدن غداة مشاورات دولية لإنعاش السلام

اليمن: الارهاب يدمي مدينة عدن غداة مشاورات دولية لإنعاش السلام
© يمنيون يتجمعون أمام مستشفى حيث يوجد جنود مصابون في تفجير انتحاري استهدف أمنيين (رويترز)

الأحد - 18 ديسمبر 2016 - 05:36 م بتوقيت عدن

- عدن | عدنان الصنوي

 

الارهاب يضرب عنيفا في مدينة عدن بهجوم ثان في غضون اسبوع خلف نحو 50 قتيلا وعشرات الجرحى قبيل اجتماع دولي مرتقب في العاصمة السعودية الرياض للدفع بمسار السلام المتعثر في اليمن.

وقتل نحو 49 جنديا على الاقل واصيب العشرات بتفجير انتحاري تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" استهدف فجر الاحد 18 كانون الأول ـ ديسمبر 2016، تجمعا لأفراد من القوات الامنية الحكومية في محيط قاعدة الصولبان العسكرية، ومطار عدن الدولي شرقي مدينة عدن جنوبي غرب البلاد، حسب ما ذكرت مصادر امنية في مدينة عدن لمونت كارلو الدولية.

ووقع الهجوم بينما كان هؤلاء الجنود، ينتظرون دورهم لاستلام مرتباتهم من لجنة حكومية شكلت لهذا الغرض بتمويل سعودي اماراتي.

وهذا هو ثاني هجوم انتحاري على تجمعات لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بهما دوليا في مدينة عدن خلال اسبوع، والخامس من نوعه منذ استعادة المدينة الجنوبية في يوليو العام الماضي.

وقتل 48 جنديا السبت الماضي بهجوم مشابه تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، على قاعدة الصولبان العسكرية، في اختراق كبير للاجراءات الامنية الحكومية المدعومة من قوات التحالف بقيادة السعودية.

وفي اغسطس اب الماضي، سقط 64 قتيلا على الاقل عندما اخترقت سيارة مفخخة يقودها انتحاري مركزا مؤقتا للتجنيد في مديرية المنصورة.

كما قتل 13 جنديا على الاقل، واصيب 52 اخرين، عندما فجر انتحاري نفسه بحزام ناسف، وسط طابور لطالبي التجنيد، امام بوابة معسكر راس عباس في مديرية البريقة، غربي مدينة عدن في مارس الماضي، فيما سقط 36 قتيلا على الاقل ونحو 100 جريح، بهجوم مماثل على مركز لاستقبال مجندين في مديرية خور مكسر شرقي مدينة عدن في مايو الماضي.

وجاء الهجومان الاخيران في وقت يتواجد فيه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته في مدينة عدن وسط تحديات امنية كبيرة.

ومنذ استعادتها من الحوثيين وقوات الرئيس السابق، بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية منتصف يوليو 2015، شهدت مدينة عدن، سلسلة اغتيالات وهجمات بسيارات مفخخة، استهدفت شخصيات عسكرية وامنية، وقيادات ميدانية ومقرات حكومية.

وتتهم الحكومة في العادة خلايا من جماعات مسلحة مرتبطة بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالوقوف وراء هذه التفجيرات وموجة الاغتيالات التي طالت عشرات القادة العسكريين والامنيين في المحافظات الجنوبية، لكن مواقع جهادية نسبت غالبية هذه الهجمات الى تنظيم الدولة الإسلامية

سياسيا .. يبدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الاحد زيارة رسمية الى العاصمة السعودية الرياض تستمر يومين، للمشاركة في اجتماعات لجنة رباعية تضم ايضا وزراء خارجية السعودية وبريطانيا والامارات، لدعم جهود السلام في اليمن وفقا لخطة اممية-اميركية تتضمن انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وتسليم اسلحتهم البالستية "لطرف محايد" مقابل المشاركة في حكومة وحدة وطنية.

ويرفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الخطة التي تتضمن ايضا نقل صلاحياته الى نائب توافقي، ويطالب وحكومته، تعديلات جوهرية تضمن عدم المساس بالشرعية القائمة حتى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.

وقبيل الاجتماع الوزاري المشترك، شهدت العاصمة السعودية حراكا دبلوماسيا مكثفا حول الملف اليمني، قاده المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد، ومساعدة وزير الخارجية الاميركية آن باترسون، دعما لمسار السلام المتعثر في اليمن.

وعلى مدى اليومين الماضيين اجرى الوسيط الدولي، والمسؤولة الاميركية مشاورات منفصلة مع وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي ووسطاء دولييين واقليميين، لبحث فرص التهدئة العسكرية ودفع الاطراف المتصارعة للانخراط في جولة مفاوضات جديدة مع المتمردين الحوثيين.

وكان اجتماع مشترك لوزراء خارجية امريكا بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي في نهاية اغسصس الماضي، اعلن تبنيه خطة جديدة لحل الازمة اليمنية تتضمن تزامنا للمسارين الامني والسياسي.

وتقضي الخطة التي وصفها وزير الخارجية الأميركي جون كيري انذاك بانها"واضحة المعالم"، بانسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها مختلف الأطراف اليمنية.

وتلزم الخطة الاميركية، الحوثيين بتسليم السلاح الى طرف ثالث محايد، كما تعطي اولوية كبيرة لأمن المملكة السعودية.

وتمارس الامم المتحدة والقوى الكبرى في مجلس الامن الدولي ضغوطا كبيرة على الاطراف المتحاربة من اجل الانخراط في جولة مفاوضات قصيرة من عشرة أيام، للتوصل الى "اتفاق نهائي" في ظل تدهور مريع للوضع الانساني على نحو كارثي.

وفشلت اربع جولات سابقة من المفاوضات بين اطراف النزاع اليمني برعاية الامم المتحدة في سويسرا، والكويت منذ اندلاع هذه الحرب نهاية مارس العام الماضي، في احراز اي اختراق توافقي يضع حدا للصراع الدامي الذي خلف اكثر من 10 الاف قتيل على الاقل وثلاثة ملايين نازح، حسب تقديرات اممية.


المصدر : إذاعة مونت كارلو الدولية