آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:12م

اخبار وتقارير


كيف يسعى الحوثيون لتغيير خارطة اليمن وثقافتها العربية ؟! "الحلقة الثانية"

كيف يسعى الحوثيون لتغيير خارطة اليمن وثقافتها العربية ؟! "الحلقة الثانية"

الإثنين - 22 أكتوبر 2018 - 10:50 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - تقرير خاص - ماجد الدبواني

مع دخول السنة الخامسة من الانقلاب الحوثي واجتياح العاصمة صنعاء ومدن أخرى تتكشف لليمنيين يوما بعد يوم حقيقة هذه المليشيات ليفيقوا على وقائع أحدثت صدمة قوية في وعي المجتمع الذي بدأ يشعر بخطر هذه المليشيات الطائفية المتمردة على كل المكتسبات التاريخية والعقائدية والثقافية والسلوكيات الإنسانية لأبناء المجتمع اليمني.

 

وينشر موقع "نافذة اليمن" الحلقة الثانية من هذه السلسلة التي تتطرق على جانب أخر من الحرب التي تشنها الميليشيات على اليمن واليمنيين

 

المليشيات تحيي شعارات الأمامة :

 

حرصت المليشيات الحوثية منذ نشأتها على خلق نوع من التميز الثقافي كجماعة بديلة للسلطة الشرعية اليمنية من خلال إنتاج الشعارات والألوان والرموز الخاص بها ذات الخلفية التاريخية والفكرية التي تهدف إلى إحداث قطيعة فكرية مع المجتمع والتهيئة النفسية لدى الأتباع والمناصرين والمحايدين بالذات لتقبل القادم الجديد وإحداث قطيعة مع الواقع.

 

كما عمدت إلى استخدام شعار الصرخة بلونيها الأحمر والأخضر بديلاً عن العلم اليمني الجمهوري بألوانه الأحمر والأبيض والأسود وإحياء ألوان المملكة المتوكلية الهاشمية التي قضت عليها ثورة 26 من سبتمبر في عام 1962.

 

ولم تنس المليشيات بعد السيطرة على العاصمة صنعاء إلى تغيير معالم الشوارع والطرقات فعمدت إلى طلائها بلونها الأخضر بدلاً من اللونين السائدين الأصفر والأسود في إطار معركة الألوان والرموز ولم يكن أمراً عادياً أو تصرفاً عبثياً كما تصوره البعض.

 

واعتبر الباحث السياسي "عبدالله المثنى" أن معركة الحوثيين استمرت في اتجاه آخر متمثل في السيطرة على المؤسسات الإعلامية وإفراغها من الإعلاميين المناوئين واستبدالهم بآخرين مؤيدين لها خاصة مؤسسة التلفزيون وصحيفتَي الثورة و26 سبتمبر الرسميتين.

 

وأضاف "المثنى" في حديثه ل"نافذة اليمن" أن المليشيات عملت على نشر أفكار تمجد التشيع في مناسبات عدة كما أغلقت معظم الصحف والقنوات وحظرت أغلب المواقع الإلكترونية المعارضة في المقابل عينت الإعلاميين الموالين لها مناصب إعلامية سيادية ضمن سياسة تكريس سياسة المليشيات الثقافية.

 

ولفت المثنى إلى أن المليشيات حرصت على إسكات الأصوات المعارضة فعمدت إلى تدمير المؤسسات المناوئة وخاضت في سبيل ذلك حرباً ضروساً لأجل تصفية خصومها الفكريين.

 

حوزات وطقوس التشييع في صنعاء :

 

حرصت المليشيات الطائفية على نشر فكر التشيع من خلال إنشاء الحوزات وممارسة طقوس التشيع كالبكاء واللطم وإيفاد أنصارها في دورات فكرية وتثقيفية إلى مدينة قم الإيرانية لصناعة مراجع متخصصة.

 

وتعمد المليشيات إلى نشر ملازم ومحاضرات مؤسس الجماعة التي ركزت على تقديم قراءة خاصة للقرآن تتناسب مع أهدافها إضافة إلى طباعة كتب دخيلة في مضمونها على قيم وعادات وتقاليد المجتمع تزدري فيها الصحابة الكرام وتشرعن للمتعة وغيرها من معتقدات الشيعة.

 

والزائر لصنعاء بعد 4 سنوات من الانقلاب سيجد تغير كبير في ملامح العاصمة ومنها تزين شوارعها بصور ضخمة للإمام علي والحسين والأئمة الاثني عشر حتى تشعر كأنك في طهران أو الضاحية الجنوبية في لبنان ولست في العاصمة اليمنية صنعاء لتقدم للمواطن رسالة للواقع الجديد ومحاصرة وعيه به في كل حركته.

 

المساجد منابر للتشييع بالقوة :

 

سيطرت المليشيات الحوثية على أغلب المساجد خاصة بالعاصمة صنعاء ومنعت الخطباء المعارضين لفكرهم من إلقاء خطبة الجمعة واستبدالهم بخطباء موالين لهم ملتزمين بأدبيات وسياسات الجماعة في الخطاب المنبري بل وصل بهم الأمر إلى ترديد شعار الصرخة أثناء صلاة الجمعة.

 

كما منعت إقامة الدروس والمحاضرات داخل المساجد إلا بإذن مسبق من وزارة الأوقاف التي تتبع المليشيات وملاحقة الدعاة والخطباء واعتقالهم و منعت قيام صلاة التراويح بصورة علنية باعتبارها بدعة عمرية ودخيلة على الإسلام.

 

أهداف حوثية طائفية بعيدة :

 

شهدت معركة المليشيات الحوثية منذ انقلابها وقائع كشفت أهدافها البعيدة ومنها ما قامت به  من مصادرة المكتبة العلمية التي تتبع مركز العمراني العلمي للقاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني مفتي الجمهورية اليمنية وأحد أبرز القامات العلمية والفقهية اليمنية التي لا يختلف عليه اثنان في رسالة واضحة انه لاقبول للطرف المتزن في مذهبهم الطائفي.

 

كما جسدت أهدافها أيضاً بشكل مفضوح بتغيير المناهج الدراسية حيث نشرت صور لكتاب الصف الأول الابتدائي وقد حذف منه اسم عمر المجرد من أي صفة أو كنية واستبداله باسم محمود وحذف مقرر سورة النور من كتاب الصف التاسع لاحتوائه على براءة السيدة عائشة رضي الله عنها الأمر الذي كشف للجميع عن معركة كبيرة تدور بعيداً عن الأضواء وساحاتها الوعي والعقل

 

ودأبت المليشيات منذ البداية على استهداف المناهج المدرسية وضمنت المقررات المدرسية معاركهم المجنونة ضد الصحابة وبالذات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها

 

جدل كبير ومخاوف حقيقية :

 

يبدي محللون يمنيون مخاوفهم من استهداف الحوثيين مناهج التعليم التي رسّخت على مدى عقود قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية وأذابت الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد.

 

وكان هدف المليشيات من تعيين يحيى الحوثي شقيق زعيم المتمردين في وزارة التربية والتعليم تغيير المناهج وتلغيمها بأفكار التشيع وتغذية الطائفية والمذهبية بعد أن أصبحت شبه منعدمة نتيجة الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم خلال العقود الماضية.