في عمق التماسي والأمسيات

 

القراء الكرام....
مساكم الله بالخير جميعا أينما وكيفما كنتم وجمعتكم مباركة.

أما بعد :
يقول الفيلسوف والروائي والباحث الإيطالي الراحل / أمبرتو إيكو:
إن وجود البعد الأخلاقي مرتبط بظهور الآخر، والغاية من قاعدة أخلاقية أو حقوقية هي تنظيم العلاقات بين الأفراد.
ويقول المؤرخ والمفكر التونسي الدكتور / هشام جعيط:
إذا كان الشر ملازما للمجتمعات الإنسانية في الحياة العادية، وقد يتخذ أشكالا جديدة وقاسية في مجتمعات الحداثة، فإن ما يمكن وما يجب إبطاله هو عنف الدولة، وعنف حركات التمرد، والجماعات المفرطة في العدوان باسم السياسة ، والدين والطوائف، والاستغلال الشنيع للأهواء ، وكذلك العنصرية الملتهبة.
وعليه :
فإنني أقول :
مساءنا جميعا :
# بنيانا قويا لمنظومة أخلاقية وتنويرية حداثية تخرجنا جميعا من دوامة العنف والعنف المضاد بكل أشكاله وأنواعه وصوره وبكل رموزه ومنابعه ومصادره، أفرادا كانوا أم جماعات أم طوائف وفئاتا وأعراق وأديان ومذاهب وأحزاب وايدلوجيات...الخ، وتضمن لنا عدم عودته مجددا، مرتكزة ومبنية ومؤسسة وقائمة على "الوعي الأخلاقي " لنا جميعا وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا له..
# تسامحا حقيقيا فيما بيننا جميعا، وعيا وسلوكا وثقافة وقولا وعملا وتصرفا وألفاظا وتلفظا، يخرجنا جميعا من ظاهرة العدائية المفرطة تجاه بعضنا البعض ومن ذلك "الوعي النمطي السلبي " متمثلا بالصورة النمطية السلبية تجاه بعضنا البعض..، مرتكزا وقائما ومبنيا ومؤسسا وقائما على "وعي التسامح" متمثلا بالقبول بالآخر والاعتراف به وبأحقيته في الحرية والعدالة والاختلاف والتعايش السلمي والعيش المشترك....الخ.
#الخلاصة :
قال تعالى في كتابه الكريم :

(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ؛ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ؛ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
وقال أيضًا يخاطب رسوله الكريم(ص):
( وإنك لعلى خلق عظيم )
صدق الله العظيم
وقال عليه الصلاة والسلام :
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) صدق رسوله الكريم(ص).
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق
................

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة