آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:30م

فن وثقافة


عادل إمام: الفنان كالطبيب المعالج لأوجاع الحياة ومساعدة الشباب فريضة على كل النجوم

عادل إمام: الفنان كالطبيب المعالج لأوجاع الحياة ومساعدة الشباب فريضة على كل النجوم

الخميس - 27 يونيو 2019 - 06:02 م بتوقيت عدن

-


وأنت تتحدث مع الفنان الكبير عادل إمام، تشعر أنك فى حضرة «زعيم الفن وعراب الشعب وسفير البسطاء»، فهو فنان يهوى اكتشاف نفسه أمام الكاميرا، برع فى العزف على أوتار المشاعر الإنسانية، لم يسابق الزمن وإن كان سجله الفنى يضم عددا من الأفلام التى استشرفت واقعًا نعيشه الآن بكل تفاصيله، فقرر أن يمضى مع الزمن خطواته الفنية ومن ثم التعبير عن وضع كل حقبة عاشها بأفلامه التى تعتبر مرجعًا للأجيال الجديدة والمتعاقبة وكل من يريد أن يطلع على حكاية شعب مصر.

رفض أن يفصل فنه عن أحداث الشارع المصرى، وإن كان سيكلفه ذلك حياته، فخرج من عباءة الكوميديا التى أحبه فيها الجمهور، ليكون المتحدث الرسمى باسم الفقراء والمهمشين والبسطاء، فنقل رؤيتهم وطموحاتهم الكثيرة وآمالهم الضئيلة للمسئولين.

ومع انتشار الفكر الإسلامى السياسى، وظهور الجماعات التكفيرية، اخترق بفنه جميع الخطوط الحمراء، دون أن يخشى أحدًا، وتناول فى أفلامه مثل «الإرهابي» و «طيور الظلام» حيل وتلاعب الاخوان للوصول لحكم مصر، بشكل يتسم بالجرأة ما أثار حفيظة التيارات الدينية، وفى مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين والتى وصلت حد المتابعة القضائية.

فى الوقت الذى كان يبحث فيه فنانو مصر عن فرصة فى السينما الغربية، لاختراق حاجز العالمية، اهتم عادل إمام بقضايا الشارع المصرى الذى كان يرى فيها مادة دسمة لأفلامه التى كسرت إلى حد بعيد تابوهات ثالوث السياسة والدين والجنس. ليصبح العمل معه حلمًا لكل فنان عربى أو أجنبى، بعد أن امتدت شهرته لبلاد ما وراء البحار.

فى سينما الزعيم تجد الجرأة عنوان منهجه الاساسى الذى اعتمد عليه فى مواجهة حيتان الفساد، ومحاربة الإرهابيين، والثأر للمواطن المصرى البسيط. ربما يكون هذا هو السر وراء تربعه على كرسى زعامة الفن حتى الآن.

تعتبر سينما الزعيم أول ما تطرق إلى منطقة أفلام «القوى الخارقة»، دون أن يرتدى خفافيش للطيران أو ملابس سوبر مان، فقد أظهر مفهومًا جديدًا للقوة عندما تتمكن من مواطن بسيط يدعى «مرزوق» لا يملك مالًا ولا جاهًا ولا يحمل فى يده سلاحًا يتحول بين ليلة وضحاها لبطل خارق عندما أدارت الدنيا له ظهرها فى فيلم «سلام يا صاحبي» لينتقم من كل من حاولوا

هدمه ويثأر لصاحبه «بركات»، وأظهر القوة الهائلة الكائنة فى شخصية «سعيد المصري» الضرير فى «أمير الظلام» الذى يدافع عن حقوق المكفوفين، وبكل قوته وجبروته تجده يقف بالمرصاد لمنع عصابة دولية من اغتيال رئيس دولة أجنبية كان يزور مصر.
عندما قرر أن يصب كامل تركيزه على «الدراما»، تساءل البعض باستهجان شديد منهم أنا ما الذى يمكن أن يقدمه الفنان عادل امام للدراما وهو الذى تطرق فى أفلامه لجميع القضايا التى تخص بلده؟، ومنهم من اتهمه بالجنون، وآخرون زعموا أن قرار اقتحامه للدراما جاء من باب الحفاظ على ماء الوجه خاصة بعد أن تقدم بالعمر، لكن أداء الزعيم خيب كل الظنون، فقد رأينا فنانا متسلحا باحساس جديد، يملك رؤى تواكب المشهد الدرامى، ليس من باب المسايرة، وإنما من زاوية التجديد، ليؤكد أنه الزعيم فى كل زمان وفى أى مكان.

عندما قررت محاورة الزعيم عادل إمام، وجدت ذهنى حبيس أسئلة عديدة، لا أعرف من أين أسلك طريقى وأحدد دفة الحوار معه، فمحطاته الفنية متشعبة فى كل الفنون من سينما ومسرح ودراما، لكن أراد هو أن يسهل عليّ هذا، فهو لا يحب التحدث كثيرا عن أعماله، فالحوار معه كان قصيرا لكن حرص من خلاله على أن يطمئن جمهوره على حالته الصحية التى طالتها تكهنات عدة، وغذى الشائعات احتجاب عادل إمام عن الظهور فى مسلسلات رمضان هذا العام، بعد أن واظب على الظهور فيها خلال الأعوام السبعة الماضية، وتوقف تصوير مسلسله «فالنتينو» الذى كان سينافس به فى الموسم الرمضانى فجأة..

< سألته فى البداية.. غيابك عن الموسم الرمضانى فتح بابًا من التكهنات بشأن حالتك الصحية ماذا تود أن تقول للجمهور؟

<< اقول للجمهور إننى بخير، ولا داعى للقلق، وفى الحقيقة لا أعلم سر الضجة التى صاحبت عدم مشاركتى فى الموسم الرمضانى هذا العام، فأنا لست أول ولا آخر فنان قرر أن يؤجل مسلسله.

< وبم تفسر حالة الحب والاشتياق التى أعرب بها الجمهور عن تأثرهم بغيابك هذا العام على السوشيال ميديا؟

<< سعيد بتعليقاتهم واشتياقهم لي، فهم الذين منحونى زعامتى واسمى وريادتى الفنية، ومنهم أستمد قوتى للمواصلة على النجاح واستمرارية العمل فى المجال. حب الجمهور أكبر تقدير بالنسبة لي والعوض عن سنوات مضنية فى مجال التمثيل.

< وما حقيقة ما أثير حول مسلسل «فالنتينو» بأن مشكلات تسويقية منعت ظهوره إلى النور؟

<< لا أعلم ما المغزى من وراء هذه الشائعات، لا توجد أى مشاكل مادية أو تسويقية كما ردد البعض، ضيق الوقت كان الأزمة التى اعترضت طريقنا، فقد حرصت منذ بداياتى الفنية على أن اقدم أعمالا تحترم عقول الجمهور، لذا قررت تأجيله، لأننى وجدت أن الاستعجال سيؤثر على جودة العمل.

< وماذا عن مصير مسلسل «فالنتينو» ؟

<< نقوم حاليا بتصوير المشاهد المتبقية من العمل، «اسألوا رامي» عن موعد طرحه فهذه الأمور ليست من اختصاصاتى فهى خاصة بالمنتج ومخرج العمل.

< عادل إمام قدم مختلف الأنماط والشخصيات ما الجديد فى «فالنتينو» ؟

<< أجسد شخصية «نور عبدالمجيد» الشهير بـ «فالنتينو» الذى يملك هو وزوجته سلسلة مدارس خاصة وتدور بينهما بعض الخلافات طوال أحداث المسلسل ومن هنا تبدأ المغامرة والمفاجآت، المسلسل تأليف أيمن بهجت وإخراج رامى إمام.

 

< ماذا تشعر عندما ترى سيناريو أفلامك يتحقق على أرض الواقع بكل تفاصيله؟

<< أشعر بالفخر بسجلى الفنى الذى لا يحوى عملا واحدا يدعو للخجل أو الحياء، فى اعمالى لعبت دور العراف الذى يستشرف المستقبل، والطبيب المعالج الذى يشخص الحاضر ويقدم له روشتة علاجه.

< هل تتابع خطوات نجلك محمد إمام فنيا؟

<< أتابعه وسعيد بخطواته وباختياراته، محمد فنان مجتهد يحضر للشخصية بشكل جيد ويقف على أبعادها النفسية والمادية والاجتماعية.

< عادل إمام بكل تاريخه الفنى ونجوميته اللذين يضمنان له النجاح، لكنه يأبى أن يأخذ العمل لحسابه، فدائما ما يستعين بنجوم مخضرمين وشباب مثلما رأينا فى مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» و «العراف» و «صاحب السعادة» و «عوالم خفية».. ما تعليقك؟

<< هذا أمر طبيعى، الفنان الكبير يجب أن يقدم الصغار ويخرج جيلًا جديدًا من الشباب الموهوبين، فى أعمالى راهنت على مجموعة من الشباب وبالفعل كل واحد منهم نجح فى شق طريق النجومية، اتذكر فى بدايتى الفنية كيف قدمنى الفنان الكبير فؤاد المهندس للجمهور بشكل مهذب ومحترم، مثمنًا على موهبتى فى كثير من حواراته، كما أن تنوع النجوم بين الكبار والصغار يضفى على العمل المزيد من التميز. فأنا أقدر المواهب، وأدعمها، وأحرص على خروج الجميع فى أفضل صورة، وأداء، أمام الكاميرات لأنهم مستقبل الفن.

< هل اهتم الزعيم بالدراما على حساب السينما؟

<< السينما شاهدة على صعودى ونجاحاتى، لم أبتعد عنها يوما، ولكن فى الوقت الحالى لم أجد ما يناسبنى فى السينما لكى أتحمس لتقديمه.