آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:13ص

اخبار وتقارير


الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق الماهية الحقيقية للأحزاب السياسية

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق الماهية الحقيقية للأحزاب السياسية

السبت - 13 يوليه 2019 - 06:32 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

 

القراء الكرام..

إنه وبدون الدخول في جدلية وتفاصيل التعاريف المختلفة للأحزاب السياسية وذلك وفقا لمنابعها الفكرية أو العقائدية أو الايدلوجية. ..الخ ,وبدون الدخول في كيفية إنشائها وتنظيمها من وجهة النظر القانونية والدستورية, أقول ,بدون الدخول في ذلك كله فإن الشئ الوحيد الذي يجب بأن تكون عليه تلك الأحزاب السياسية في أي بلد من البلدان أو أي مجتمع من المجتمعات هو دورها الإيجابي في تلك المجتمعات ورسالتها التي يجب بأن تقوم به تجاه مجتمعاتها ألا وهو التعبير الحقيقي والصادق عن المجتمع بطموحات وآماله..وسعيه الدؤوب من أجل العيش بحياة حرة كريمة أمنة ومستقرة بحيث تكون هي الأداة التي بواسطتها يتم له ذلك...وذلك إما بالحفاظ على بقاء واستمرارية الدولة المدنية الحديثة في حالة وجود تلك الأحزاب السياسية فيها وجزءا أصيلا من تركيبتها وإما بالعمل الدؤوب والمستمر والنضال السلمي من أجل قيام وبناء تلك الدولة المدنية الحديثة ومن ثم الحفاظ على بقائها واستمراريتها في حالة عدم وجود تلك الدولة المدنية الحديثة خاصة في تلك المجتمعات المتخلفة والجاهلة الواقعة تحت سيطرة وجبروت وقهر واستبداد وإستعباد الأنظمة الاستبدادية التسلطية الشمولية......

وعليه :

فإن أي حزب سياسي مهما كان منبعه الفكري أو العقائدي أو الايدلوجي. ..الخ لا يمثل الوطن جميعا بأرضه وإنسانه ويغلب مصلحته العليا على كل المصالح الضيقة. ..ولا يعبر عن طموحات وآمال ساكنيه دون أي تمييز. ..ولا يؤمن إيمانا حقيقيا, وعيا وسلوكا, قولاً وعملاً, بمبدأ السلمية في إدارة خلافاته مع الآخرين وبمبدأ التداول السلمي للسلطة في إطار التعددية الحزبية والسياسية والقبول بمبدأ الشراكة الحقيقية في إتخاذ القرارات المهمة التي تخص الوطن بأرضه وإنسانه مع الآخرين ,سواء كان حاكما أم معارضا ولا يقوم على أسس وطنية ويربي ويثقف منتسبيه ومناصريه وفقا لذلك, وأن يكون ولائه الأول والأخير للوطن بأرضه وإنسانه وأن يكون جزءًا أصيلا من التركيبة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ....للوطن بأرضه وإنسانه. ............إلخ

أقول :

بدون ذلك كله وأكثر منه ,مما لا يتسع المجال هنا لذكره, لا يمكن لذلك الحزب بأن يكون حزبا سياسيا معبرا عن الوطن جميعا بأرضه وإنسانه وإنما يصبح في هذه الحالة حزبا إما تابعا لفرد ومعبرا عنه وإما حزبا تابعا لطائفة أو لفئة أو لمذهب أو حتى لمنطقة جغرافية محددة في إطار جغرافية الوطن وحدوده ومعبرا عنها ,عندئذ لن تستقيم الحياة في الوطن ولن تعرف الأمن والاستقرار ومن ثم الرقي والتقدم

 وستظل الحياة في الوطن قائمة على أساس الصراعات.... والعداء والتناحر بين أفراده ومكوناته بمختلف انواعها وتنوعها الفكري والعقائدي والايدلوجي والجهوي....إلخ

......

#الخلاصة :

إن الحزب السياسي الحقيقي هو ذلك الحزب الذي يقام وينشأ على أسس وطنية حقيقية ومدنية وتحديثية معبرا وممثلا, وعيا وسلوكا, قولاً وعملاً, عن الوطن بأرضه وإنسانه دون تمييز بينهم....ومدافعا حقيقيا عنه ومناضلا من أجله بكل ما يتاح له وبكل ما يملك عبر كل الوسائل السلمية المتاحة وبالتعاون مع جميع القوى الوطنية الحقيقية,  من أجل الوصول إلى الهدف والغاية الذي ارتضى لنفسه القيام به .

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

........

#نعم_للدولة_المدنية_الحديثة

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة