آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-12:02م

منوعات


مشروع للحفاظ على تراث النقد الساخر في مصر

مشروع للحفاظ على تراث النقد الساخر في مصر

الإثنين - 29 يوليه 2019 - 09:07 م بتوقيت عدن

-


يعمل باحث مصري على مشروع طموح لجمع وتوثيق رسوم الكاريكاتير التي صدرت في الصحف والدوريات والكتب العربية والأجنبية بمصر منذ 1878 إلى اليوم لكن بعد أن أنجز مرحلته الأولى يواجه عقبات مالية ولوجستية تهدد المشروع بأكمله بالجمود.


ويعود المشروع الذي بدأ في 2012 إلى الباحث عبد الله الصاوي الذي قادته الصدفة إلى بحث وتقصي تاريخ الكاريكاتير في مصر وتسليط الضوء على رواده الذين كان منهم أجانب جاءوا لمصر وعاشوا فيها وتجنسوا بجنسيتها ليؤرخوا برسوماتهم أبرز الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية‭ ‬في القرنين التاسع عشر والعشرين.

وقال الصاوي (35 عاما) في مقابلة مع رويترز يوم الأحد “أثناء إعدادي للحصول على درجة الماجستير في موضوع الكاريكاتير والحركة السياسية في مصر اطلعت على مواد غاية في الأهمية ونادرة عن بدايات الكاريكاتير في مصر لكنها كانت للأسف مهملة ومعرضة للتلف”.

وأضاف “من هنا ولدت فكرة حفظ أرشيف الكاريكاتير وسيرة أصحابه رقميا وانشغلت بالمشروع لدرجة أني لم أكمل إعداد رسالة الماجستير”.

وتابع قائلا “الكاريكاتير بالنسبة لي ليس رسما أو نكتة لكنه وثيقة يعتد بها في التأريخ لحدث ما أو فترة زمنية محددة”.

وتغطي المرحلة الأولى من المشروع التي استغرقت سبع سنوات الفترة من 1878 حين ظهرت مجلة “أبو نظارة زرقا” ليعقوب صنوع، مرورا بالحقبة الليبرالية المصرية، وصولا إلى ثورة 1952، وشملت أعمال وسيرة مجموعة من رواد فن الكاريكاتير أمثال الإسباني خوان سنتيس والأرمني ألكسندر صاروخان ومحمد عبد المنعم رخا وزهدي العدوي وحسين بيكار وأحمد طوغان من مصر.

وقال الصاوي “رسوم الكاريكاتير والدوريات والمجلات الصادرة خلال تلك الفترة شكلت أولوية قصوى للمشروع خاصة أن الكثير من المؤسسات التي كانت تصدر عنها لم تعد موجودة اليوم والنسخ المتبقية منها نادرة وتوشك على الضياع”.

ورغم جمعه نحو 100 ألف رسم كاريكاتيري في المرحلة الأولى بدعم من الجمعية المصرية للكاريكاتير ودار الكتب والوثائق القومية وأسر بعض فناني الكاريكاتير والمؤسسات الصحفية والأديرة والكنائس وكليات الفنون، يظل التمويل وقلة عدد العاملين أبرز ما يهدد مستقبل مشروع ذاكرة الكاريكاتير.

وقال الصاوي “لا يوجد تمويل حقيقي للمشروع، وأعمل عليه حتى الآن بمفردي لكن لمواصلة باقي المراحل ورقمنة نحو مليوني رسم كاريكاتيري أحتاج لمساعدة حوالي 15 باحثا ودعم مالي لا يقل عن خمسة أو ستة ملايين جنيه”.

وأضاف “قد لا تكون هذه ميزانية كبيرة بالنسبة للمؤسسات أو الهيئات الرسمية لإنجاز مشروع بهذه القيمة، لكن بالنسبة لي كباحث هو رقم ضخم جدا لا أستطيع جمعه”.

وتابع قائلا “ربما ما يزيد من صعوبة الحصول على تمويل للمشروع هو أن فن الكاريكاتير فن مشاكس يوجه دوما سهام النقد للسلبيات لذلك لا يحظى باهتمام المؤسسات الكبرى”.

* صاروخان

على هامش المشروع أقيم يوم الأحد في دار الكتب والوثائق حفل إطلاق وتوقيع كتاب (صاروخان.. البدايات المجهولة) الذي يسلط الضوء على رسام الكاريكاتير الأرمني ألكسندر صاروخان (1898-1977) والذي عاش في مصر قرابة النصف قرن.

يتتبع الكتاب الصادر باللغتين العربية والإنجليزية بدعم من جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة سيرة صاروخان منذ الميلاد في قرية أردانودج التابعة لمقاطعة باطوم، إحدى المناطق الإدارية في إقليم ما وراء القوقاز التابع للإمبراطورية الروسية آنذاك مرورا بانتقاله إلى النمسا لدراسة الفنون وانتهاء إلى استقراره في مصر منذ 1924 وحتى وفاته عام 1977.

كما يرصد الكتاب رحلة عمله في مصر التي شملت صحفا ومجلات عربية وأجنبية منها (روز اليوسف) و(الكشكول) و(صدى الشرق) و(الصرخة) و(آخر ساعة) و(أخبار اليوم) ويتعرض أيضا لأربعة كتب أصدرها صاروخان في مجال الكاريكاتير.

ويضم الكتاب بين دفتيه صورا نادرة لصاروخان في طفولته وسنوات دراسته في فيينا وكذلك لقطات نادرة له في مصر أمام الأهرامات وبالقاهرة إضافة لمجموعة كبيرة من البورتريهات ورسوم الكاريكاتير.

الكتاب من تأليف عبد الله الصاوي وترجمته إلى الإنجليزية سعاد فطيم وتعود معظم مادته إلى المذكرات التي كتبها صاروخان بنفسه عام 1974 تحت عنوان “كيف جئت إلى مصر؟”.

ويأتي الكتاب مصحوبا بنسخة نادرة للعددين الأول والثاني من (الجريدة المصورة) الأسبوعية التي أسسها عام 1924 عبد القادر الشناوي والذي استقدم صاروخان من النمسا خصيصا للعمل بالجريدة.

وفي التعريف بالإصدار الجديد آنذاك قال الشناوي عن صاروخان “وقد أحضرنا من النمسا أحد مشاهير الرسامين الرمزيين، ليضع بين صفحات الجريدة ما لا يمكننا قلمنا الضعيف من وصفه من مختلف المواضع في الحالة الاجتماعية والأخلاقية. ورغما عن قصر المدة التي أقامها في مصر فإن الرسوم التي يراها القارئ هنا رغم بساطتها، تدل عما سيكون لهذا الرسام الشاب من الأثر الحميد في تشخيص ما نستطيع أن نمليه عليه من مختلف الآراء في شكل مصور”.