آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:20ص

منوعات


تجميد البويضات: فرصة لممارسة الأمومة في عمر متقدم

تجميد البويضات: فرصة لممارسة الأمومة في عمر متقدم

الأحد - 08 سبتمبر 2019 - 06:54 م بتوقيت عدن

- نافدة اليمن / بي بي سي

كثرت التساؤلات حول عملية تجميد البويضات بعدما أفصحت شابة مصرية عبر صفحتها على موقع فيسبوك عن إجراء العملية منذ عامين.

وتقول ريم مهنا إنها لجأت إلى ذلك حتى لا تكون مجبرة على الزواج من أي شخص بغرض الإنجاب. وإن هذه العملية تمنحها المزيد من الحرية للاستثمار في حياتها المهنية.

وتتشابه العملية في إجراءاتها مع عملية التخصيب المجهري، لكن بدلا من تخصيب البويضة وإعادة زرعها في الرحم، تُجمّد بتقنية معينة ويمكن الاحتفاظ بها لعقدين أو ثلاثة.

ونشرح هنا المراحل المختلفة لعملية تجميد البويضات، بداية من اتخاذ القرار وحتى حدوث الحمل.

من يُنصح بإجراء العملية؟

بالطبع يمكن لأي امرأة أن تختار الاحتفاظ ببويضاتها، لكن ثمة فئات تُنصح بضرورة إجراء هذه العملية وهي:

  • من يعانين من أمراض وراثية أو أمراض في الدم من شأنها التأثير على عدد وجودة البويضات، أو تسبب العقم.
  • المصابات بالسرطان اللاتي يخضعن للعلاج الكيميائي، إذ يمكن لهذا النوع من العلاج التسبب في الإصابة بالعقم.
  • كبديل لعملية تجميد الأجنة (أي تجميد بويضات مخصبة بحيوان منوي) التي يرفضها البعض لأسباب عقائدية أو أخلاقية.
  • المتحولون جنسيا من إناث إلى ذكور، بحيث يصبح بمقدورهم الإنجاب لاحقا.
  • النساء اللاتي يخشين التقدم في السن وتراجع فرصهن في حدوث حمل طبيعي.

اختبارات

تخضع الراغبات في إجراء هذه العملية لنوعين من الاختبارات، الأول متعلق بالأمراض المنقولة جنسيا، وأمراض الدم والكبد الوراثية.

أما الاختبار الثاني فهو تحليل مخزون البويضات، لقياس أعداد وجودة البويضات المتبقية لدى من تخضع للعملية. ويرتبط هذا العدد بهرمون الخصوبة، أو ما يُعرف بهرمون "المضاد لمولر".

ويُجرى التحليل عن طريق سحب عينة من الدم، بحيث كلما زادت نسبة الهرمون، كان ذلك دليلا على كثرة عدد وجودة البويضات.

الاستعداد للعملية

بدءا من هذه المرحلة، تستغرق العملية مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، حسبما ذكر موقع الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.

الخطوة الأولى: إيقاف الدورة الشهرية الطبيعية، ليتمكن الأطباء من التحكم في عملية إفراز وإنضاج وجمع البويضات. وفي هذه الخطوة، تتلقى المرأة أدوية مخصصة لهذا الغرض في شكل حقن يومية، أو بخاخ للأنف، لمدة حوالي أسبوعين.

الخطوة الثانية: تُحقن المرأة بجرعات يومية من هرمون الخصوبة الذي يحفز عمل المبيض، لمدة حوالي عشرة أيام. والهدف من هذه الخطوة هو زيادة عدد البويضات المفرزة، وبالتالي التي يمكن جمعها وتجميدها.

الخطوة الثالثة: متابعة تطور عملية إنتاج البويضات، بحيث تخضع المرأة لعمليات مسح بالموجات فوق الصوتية لمتابعة المراحل المختلفة لنضج البويضة، والوقت المناسب لجمعها.

جمع البويضات

وهو الإجراء الأخير قبل عملية التجميد، ويستغرق ما بين 15-20 دقيقة، غالبا ما تخضع خلالها المرأة للتخدير العام.

وتُجمع البويضات الناضجة إما عن طريق المهبل، أو عن طريق فتحات دقيقة في البطن، بحيث تنفذ إبر إلى كل مبيض وتسحب البويضات.

وفي المتوسط، يمكن جمع حوالي 15 بويضة في العملية الواحدة. إلا أن العدد قد يكون أقل في بعض الحالات، بحسب إحصائيات هيئة الإخصاب وعلم الأجنة البريطانية.

طريقة التجميد

فور جمع البويضة، توضع في سائل للتجميد لحمايتها، وتُجمد إما بشكل سريع أو تدريجي، وإن كانت الأبحاث ترجح أن التجميد السريع أكثر أمانا وفعالية. وأخيرا، تُوضع في حافظات، ثم في نيتروجين سائل.

كيف يحدث الحمل لاحقا؟

عندما تقرر صاحبة البويضات استخدامها، تُستخرج من حالة التجميد، وتفحص كل منها لمعرفة ما يصلح للاستخدام.

وتُستخدم بنفس طريقة الحقن المجهري، إذ تخصّب البويضة بحيوان منوي، ثم تُزرع في الرحم ليبدأ الحمل.

ولا ترتبط عملية التخصيب بسن معين، إذ لا يتأثر الرحم بالسن، وإنما المبيض.

مخاطر محتملة

ثمة مخاطر ضئيلة، لكنها موجودة، ترتبط بالمراحل المختلفة للعملية.

هرمون الخصوبة الذي يحفز إنتاج البويضات يتسبب في انتفاخ المبيض، وأحيانا الإصابة بالدوار والقيء وآلام في البطن. وفي حالات نادرة، قد يتطور الأمر إلى مخاطر تهدد الحياة.

الإبرة المستخدمة في جمع البويضات قد تتسبب في إحداث عدوى، أو جرح المثانة أو الحوض أو الأوعية الدموية. وقد تعاني المرأة من نزيف لبعض الوقت في أعقاب العملية.

لا ضمانة للإنجاب

تمنح العملية قدرا كبيرا من الأمل للراغبات في الاحتفاظ بفرصهن في الإنجاب دون التقيد بسن معين، لكنها لا تضمن نسبة نجاح عالية.

وتتراوح نسب النجاح ما بين 30-60 في المئة، اعتمادا على سن المرأة عند جمع البويضات، والفترة التي تخضع فيها للتجميد.

التكلفة

تتراوح تكلفة تجميد البويضات في المملكة المتحدة ما بين سبعة وثمانية آلاف جنيه استرليني.

فتكلفة الأدوية والهرمونات قد تصل إلى 1500 جنيه استرليني، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف أخرى تكلفة جمع وتجميد البويضات.

أما عملية الحفظ، فتتراوح تكلفتها ما بين 125 و350 جنيهاً استرلينياً في العام.

ولاحقا، عند الرغبة في الحمل، يتم الحقن المجهري مقابل 2500 جنيه استرليني.

وما زالت هذه العملية غير منتشرة في الدول العربية، ولا توجد مراكز أو بنوك حفظ خاصة بها. لكنها تُجرى أحيانا في مراكز الحقن المجهري التي قد تكون مجهزة بالأجهزة المخصصة لحفظ البويضات.