آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:18ص

اخبار وتقارير


6 أعوام من دمار الحوثيين خلفت أجسادا هزيلة بالمشافي

6 أعوام من دمار الحوثيين خلفت أجسادا هزيلة بالمشافي

الأربعاء - 08 يوليه 2020 - 02:45 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - الوطن

سيطر المتمردون الحوثيون في الثامن من يوليو 2014 على عمران شمال صنعاء في أول انتصار عسكري غادر في مواجهة القوات الحكومية التي خلفها النظام القديم دون تجهيزات أو تدريب لينطلقوا بعدها نحو مناطق أخرى فاتحين الباب أمام نزاع على السلطة دفع بملايين السكان إلى حافة المجاعة. 

وأصبح شكل الطفلة مسيرة الخويري وعشرات من الأطفال الآخرين الذين يرقدون بأجساد هزيلة ووجوه منهكة على أسرة في مستشفيات اليمن خاصة مستشفى السبعين في صنعاء، الشاهد على 6 سنوات من الاقتتال في البلد الفقير الغارق في أزمة إنسانية وصحية وغذائية كبرى يفاقمها تهديد فيروس كورونا المستجد، وهم يتنفّسون بصعوبة ويكادون يعجزون حتى عن فتح أفواههم لتناول الحليب، مشهد مألوف في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. 

الطفلة الرضيعة مسيرة الخويري مثال من عشرات الأطفال، تعاني من سوء التغذية الذي يجعل من فتح عينيها يشكل جهدا عليها، بينما تحاول جدّتها إطعامها الحليب بواسطة حقنة طبية على وقع صراخ أطفال آخرين في أروقة طليت جدرانها باللون الزهري في قسم معالجة سوء التغذية في مستشفى يمني. 

ومنذ ولادتها قبل نحو ثلاثة أشهر، لم تعرف سوى أروقة مستشفى السبعين في صنعاء. ويبلغ وزن مسيرة 2 كيلو و400 غرام، وهي تعاني من سوء تغذية حاد تسبّب لها بضمور في الدماغ، حسبما ذكرت جدتها.

وقالت الجدة لوكالة فرانس برس إن الطفلة الرضيعة «تحتاج إلى معاينة وحليب ووجبات وأدوية، وأنها قد لا تجد الأدوية في المستشفى، وقد تضطر أن نشتريها من الخارج. 

موت الأطفال 

والشهر الماضي، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» في تقرير من أن النقص الكبير في المساعدات الإنسانية في اليمن على خلفية وباء كوفيد- 19 يهدّد أعدادا إضافية من الأطفال بالموت جرّاء سوء التغذية. 

في مستشفى السبعين في صنعاء، تبدو تبعات الحرب والمخاوف من الفيروس واضحة على الأجساد الضئيلة وفي تصريحات الأطباء. 

وفي قسم معالجة سوء التغذية الذي تبلغ طاقته الاستيعابية القصوى 25 شخصا، يحذّر الأطباء من المزيد من التدهور خاصة بعد أزمة الوقود التي اندلعت مؤخّرا وجعلت من الصعب على الكثيرين إحضار أطفالهم للمستشفى. 

ويعترف الأخصائي في قسم التغذية هزاع عبدالله الفرح بأن الكثير من اليمنيين يعزفون عن اصطحاب أطفالهم للمستشفى لتلقي العلاج خوفا من الفيروس. ويقول إن الوباء «زاد العبء على الكادر الصحي وعلى المواطنين».

نقص حاد 

يلف الغموض وضع تفشي فيروس كورونا المستجد في صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، بينما تتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا المتمردين بإخفاء الأرقام الفعلية للإصابات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. 

وتحذر المنظمات الإنسانية من كارثة بشرية في اليمن في حال تفشى الفيروس على نطاق واسع. وجمعت الأمم المتحدة الشهر الماضي 1,35 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لليمن في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية، إلا أن هذا الرقم يوازي نحو نصف التمويل المطلوب والبالغ 2,41 مليارا. 

وقال الطبيب أمين العيزري في مستشفى السبعين إنّ الكثيرين «لا يستطيعون الوصول إلى المركز الصحي أو المستشفى أو العيادة بسبب ضعف الحالة المادية»، مضيفا «هناك أيضا نقص حاد في المواد ونقص حاد في الأدوية ونقص حاد في توفير الأغذية». 

وتابع «أطفال اليمن يموتون كل ساعة ودقيقة». انهيار القطاع الصحي يشهد اليمن انهيارا في قطاعه الصحي، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة. 

وكان النزاع قد تصاعد مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 لدعم القوات الحكومية في مواجهة المتمردين المتحالفين مع إيران. ومذاك الحين، قتل آلاف المدنيين بينهم مئات الأطفال في ضربات جوية وعمليات قصف.

ويبدو اليمن المطل على البحر الأحمر وخليج عدن بعيدا جدا عن أي تسوية سياسية، في ظل استمرار المعارك والضربات الجوية رغم تهديد فيروس كورونا المستجد الذي تسبّب بوفاة أكثر من 330 شخصا في بلد يعجز ملايين من سكانه عن الوصول للمياه النظيفة للشرب والاغتسال.