آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:18ص

اخبار وتقارير


اليمن يجابه آثار السيول ويستنجد باليونيسكو لحماية تراثه

اليمن يجابه آثار السيول ويستنجد باليونيسكو لحماية تراثه

الخميس - 06 أغسطس 2020 - 11:08 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - عدن

في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة اليمنية والسلطات المحلية مجابهة آثار السيول والأمطار غير المسبوقة التي عمت أرجاء البلاد، أطلقت عبر مندوبها لدى منظمة اليونيسكو دعوة استنجدت فيها بالمنظمة الأممية لحماية المواقع المدرجة ضمن لائحة التراث الإنساني.

وكانت السيول والأمطار أدت إلى وفاة أكثر من 20 يمنيا خلال أسبوع في أكثر من محافظة وأصابت العشرات، فضلا عما ألحقته من دمار بعشرات المنازل والمزارع والحواجز المائية، إلى جانب تهديدها بتهدم منازل تاريخية في صنعاء القديمة وشبان وزبيد.

وذكرت المصادر الرسمية أن سفير اليمن لدى اليونيسكو الدكتور محمد جميح قال في رسالة بعثها إلى المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) السيدة أودوراي أوزولاي إن «الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدها اليمن أدت إلى دمار طال عدداً من المواقع الأثرية في البلاد، وعلى وجه الخصوص المواقع الثلاثة المسجلة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي في صنعاء القديمة وزبيد وشبام حضرموت».

ودعا جميح في رسالته المجتمع الدولي واليونيسكو على وجه الخصوص إلى سرعة تقديم الدعم اللازم للتغلب على الآثار الناجمة عن الفيضانات والأمطار، وبكل وسيلة ممكنة.

وأكد المندوب اليمني على ضرورة لجوء اليونيسكو إلى «صندوق طوارئ التراث العالمي لتسريع عمليات مواجهة الآثار المترتبة على الأمطار الغزيرة التي يشهدها اليمن، والتي أثرت على معظم مواقع التراث الإنساني في البلاد، وليس على المواقع المسجلة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي».

وأشاد بجهود المنظمة في حماية التراث العالمي في اليمن، داعياً إياها إلى مواصلة دعم اليمن في هذه الفترة العصيبة من الحرب والفيضانات، والتي تتطلب تكاتف المجتمع الدولي لحماية ذلك التراث الذي يتعرض للدمار بفعل عوامل متعددة.

في غضون ذلك دشنت السلطات المحلية في محافظة مأرب (شرق صنعاء) أمس الأربعاء، بدء تنفيذ الأعمال والتدابير الخاصة بمواجهة أضرار سيول فيضان بحيرة سد مأرب، والتي تنفذها اللجنة الفرعية للطوارئ في مديرية الوادي والمنبثقة عن لجنة الطوارئ في المحافظة.

وأكدت المصادر الرسمية أن اللجنة شرعت في أعمال فتح الطرق المغلقة وإنشاء الطرق والمجاري ومصدات المياه المتدفقة بعيدا عن مساكن ومزارع المواطنين للحد من أضرار السيول.

وكانت السيول تسببت في خسائر جمة في محافظة مأرب جراء تدفقها من السد الذي فاض لأول مرة من عقود إلى الطرقات العامة والفرعية ومزارع ومساكن المواطنين وتسببها بنزوح عشرات الأسر من الأماكن التي غمرتها المياه. 

وجاء هذه الأعمال الميدانية في المحافظة بعد يوم من اجتماع استثنائي للجنة الطوارئ ناقشت فيه الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة أضرار السيول والعواصف التي شهدها عدد من المديريات.

وأمر العرادة - بحسب ما أفادت به المصادر الرسمية - بتشكيل لجان فرعية للجنة الطوارئ في جميع مديريات المحافظة، وأقر تشكيل لجنتي طوارئ في مديريتي صرواح ومأرب الوادي بشكل عاجل، تتكون من المكاتب المختصة والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين ومديري المديريات لمواجهة الأضرار الناجمة عن تدفق مياه السد بعد المفيض.

وتحدث المحافظ العرادة في الاجتماع عن التبعات المتوقعة الناجمة عن فيضان مياه سد مأرب والمخاطر التي قد تحدث في حال استمر فيضانه، مشددا على ضرورة تنفيذ معالجات آنية وأخرى استراتيجية لتفادي وقوع الكارثة بدءاً من إغاثة المتضررين وفتح ممرات وطرق آمنة، وعمل مصدات للسيول، وصيانة الطرق المتضررة، والانتقال إلى إنشاء جسور على الطريق الدولية التي تمر عبرها مياه السد.

وتضمنت توجيهات العرادة إنشاء قنوات مفيض إضافية تتوزع من خلالها المياه الخارجة وتخفض من مستوى الضغط الناجم عن تدفقها باتجاه مجرى واحد كما هو الحاصل الآن، بالإضافة إلى تنفيذ عدة مشاريع استراتيجية للاستفادة من الوفر المائي في السد بما يعود بالنفع على المخزون المائي، وتوسع القطاع الزراعي والغطاء النباتي في المحافظة.

في السياق نفسه، أفادت المصادر الرسمية بأن محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر دشن أمس (الأربعاء) أعمال شفط مياه الأمطار وردم المستنقعات والبؤر الناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة وتدفق السيول في مناطق مختلفة من مديريات المحافظة المحررة، وتسوية الشوارع والطرق.

وأثنى المحافظ في تصريحات رسمية بالدور الذي يوليه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من خلال برامج الاستجابة الطارئة التي تنفذها مؤسسة طيبة للتنمية، ومنها الاستجابة لشفط مياه الأمطار وردم المستنقعات من أحياء وشوارع ومخيمات مدينة الخوخة، ضمن برامج الاستجابة الطارئة لمشروع المياه والإصحاح البيئي المنفذ في مديرية الخوخة ومخيمات النازحين للحد من تفشي الأمراض والأوبئة.

وكانت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أوضحت في تقرير سابق أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظات مأرب وأبين والضالع والمصحوبة بالرياح، تسببت بأضرار جسيمة في مخيمات النازحين، وأدت إلى جرف كلي أو جزئي في مساكن 2242 شخصا كإحصائية أولية في المحافظات الثلاث.

وفي الساحل الغربي، حيث محافظتا الحديدة وحجة، كانت أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تغريدة على «تويتر» بأن «‏الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها المحافظتان تسببت بأضرارٍ طالت أكثر من 9 آلاف عائلة».

وعلى وقع استمرار هطول الأمطار، أفادت في وقت سابق هيئة الآثار الخاضعة للحوثيين في صنعاء بأن مباني المدينة القديمة التي صمدت لمئات السنين تكاد تنهار في أي لحظة، جراء استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي نتج عنها انهيار شبه كلي لعدد من المباني مأهولة بالسكان، وانهيارات جزئية للجدران الحاملة والأسقف بسور مدينة صنعاء الشمالي والجنوبي.