آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:44ص

اخبار وتقارير


العرب: شح التمويل يسدّ آخر شرايين الرعاية الصحية في اليمن

العرب: شح التمويل يسدّ آخر شرايين الرعاية الصحية في اليمن

الأربعاء - 26 أغسطس 2020 - 11:55 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - عدن

تزداد حياة اليمنيين صعوبة في ظل التقلّص المستمر للخدمات العمومية من رعاية صحية وصرف صحي وكهرباء، فضلا عن صعوبة الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب، بسبب النقص الحاد في التمويل الضروري لمواجهة أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقالت الأمم المتحدة مؤخّرا إنّ 12 من 38 برنامجا إنسانيا رئيسيا توقفت أو قلصت أعمالها بينما يواجه 20 برنامجا الإغلاق أو تقليص الأعمال بين أغسطس الجاري وسبتمبر القادم.

وتتفاوت معاناة اليمنيين جزئيا من تلك الظروف، حيث توجد فئات أكثر عرضة من غيرها لتحمّل وطأتها، وعلى رأسها فئة النازحين الذين اضطروا إلى ترك مناطقهم بحثا عن الأمان من الحرب والجوائح الطبيعية.

ونقل تقرير لوكالة رويترز نماذج عن معاناة تلك الشريحة من ضمنها نازح يدعى أحمد منصور اضطر مع زملاء له إلى العمل ثمانية أشهر دون أجر في مركز صحي في مخيم نازحين باليمن بدافع القلق على مرضى من عوائلهم وأقاربهم حتى أغلق المركز أبوابه هذا الشهر.

وقال منصور، وهو موظف إداري، “هذا يكفي، لا يمكننا المواصلة”. ويعول منصور أسرته وأسرة شقيقه المتوفى وكان راتبه يبلغ نحو 180 دولارا شهريا.

وفي مخيم المهربة للنازحين في محافظة حجة دأبت فتحية جابر، إحدى المقيمات في المخيم، على الذهاب إلى العيادة المحلية لمعرفة إن كانت فتحت أبوابها مجددا. وهذه العيادة هي خيمة مطبوع عليها شعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”. وقالت “ابني مريض، يعاني من ضيق في التنفس.. نعيش في وضع غير مستقر ونريد مستشفى يعمل”.

ودمرت خمسة أعوام من الحرب الاقتصاد والنظام الصحي في اليمن. ولم يحصل الكثير من موظفي الرعاية الصحية وغيرهم من العاملين بالحكومة على أجورهم منذ ما يصل إلى ثلاثة أعوام.

وتحاول منظمات الإغاثة الحفاظ على استمرارية الخدمات الحيوية بدفع أجور بسيطة للعاملين، لكن هذا الدعم يتهاوى الآن في ظل شح التمويل.

وفي صورة مصغرة لما يحدث في أنحاء اليمن أغلقت أربع عيادات تدعمها يونيسف وشركاء آخرون أبوابها مؤقتا. ويعمل في هذه العيادات نحو 119 موظفا في مخيمات نازحين في حجة، إحدى أكثر المناطق فقرا في البلاد.

وقال شيرين فاركي ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في اليمن “دعم منظمات الإغاثة للخدمات الحيوية مثل الصحة والتغذية يتقلص تدريجيا بسبب نقص التمويل”. وأضاف أن يونيسف ينقصها 64 في المئة من إجمالي احتياجاتها لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية.

ويعاني اليمن من نقص شديد في تمويل عمليات الإغاثة هذا العام بفعل ظهور متطلبات جديدة مثل التصدي لجائحة كورونا وقلق المانحين المستمر بشأن تدخل السلطات المحلية في توزيع المساعدات.

وقال يان إيغلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين لرويترز “لا يزال اليمن ضمن أسوأ بيئات العمل، نواجه عراقيل مثل التدخل والقصف والجائحة العالمية. لكن المشكلة الأهم في اليمن الآن هي التمويل”.