في تعز .. قصة إبتزاز إخواني على طريقة الحوثيين والسبب المنتخب الإماراتي

نافذة اليمن - ماجد سلطان

لم يتوقع أحد شباب مدينة تعز، أن تكون صورة المنتخب الإماراتي لكرة القدم، المحفوظة في هاتفه المحمول سبباً رئيسياً لإبتزازه، من قبل جنود ينتمون للواء إخواني من المفترض أن مهمته حماية المواطنين لا إبتزازهم .

بدأت الحكاية عندما قرر شباب أن ينهوا زيارتهم لأحد أصدقائهم في في إحدى المناطق المحررة بتعز، ويعودون إلى المدينة خاصة وأن الظلام بدا يخيم على المكان، فأنطلقوا بمركبتهم الخاصة يحثون الخطى نحو منازلهم، وهم يتأملون روعة مدينتهم التي انهكها حصار الحوثيين والإقتتال الداخلي بين رفقاء السلاح طمعاً بالإنفراد بالسلطة .

وبعد أن سلك الزملاء بضعة كيلو مترات بمركبتهم الخاصة كان في إنتظارهم من يعول عليهم الجميع ببسط الطمأنينة والأمان في طريق تلك المنطقة المؤدية الى وسط المدينة، حيث توقف الزملاء عند أول نقطة تفتيش تابعة لحزب الإصلاح في تلك الطريق ، وبدأ المرابطين في النقطة بتوجيه الأسئلة التي كانت عادية نظراً لطبيعة الوضع الذي تعيشه المدينة، ولكنه تحول بعد ذلك إلى حوار متبادل بين الطرفين مصحوب بتهديدات موجهة من أفراد النقطة إلى أولئك الشباب، وجاء كالأتي :

الأفراد: من أين أتيتم والى أين انتم ذاهبون؟

الشباب : أتينا من عند زميل لنا كنا قد قدمنا الى زيارته عصر اليوم والأن قررنا العودة الى مكان سكننا في وسط المدينة.

الأفراد: أعطونا بطائقكم الشخصية وأوراق ملكية السيارة..

الشباب: حسنا..

وبعد تأكد أفراد النقطة من أوراق ملكية السيارة البطائق الشخصية لم يجدوا أي دليل يثبت أن الزملاء أو أحد منهم خارج عن القانون أو لديه سوابق جنائية ، وحاولوا أن يلفقون على الزملاء أي تهمة حتى وإن لزم الأمر أن يقوموا بإصطناعها..

الأفراد: اعطونا جوالاتكم جميعا..

الشباب : تفضلوا..

وأثناء تفتيش الأفراد لجوالات الشباب وهي طريقة إعتادت عناصر الميليشيات الحوثية على إتباعها في الحواجز التي يتمركزن فيها بالطرقات، لم يعثر أفراد النقطة الإخوانية في محادثات الواتساب والرسائل النصية على شي يوقف ضد الشباب، فقاموا بفتح معرض الصور والفيديوهات ووجدوا في جوال احدى الزملاء صورة للمنتخب الاماراتي لكرة القدم ، واعتبرها أفراد النقطة بأنها تعد من المخالفات التي قد تثبت بأن صاحب الجوال يقف ويساند دولة الإمارات.

الزملاء ردوا على الأفراد وهم في إستغراب: صورة المنتخب الإماراتي لاتدل عن إتباع زميلنا للسياسة التي تدور في البلد والرياضة لاشأن لها بالسياسة ونحن لانتبع أي طرف سياسي ومانحن سوى طلاب جامعيين فقط لاغير.

لكن أفراد النقطة أصروا على إعتبارها جريمة وهددوا بإيقاف الشباب وإحتجازهم إلى صباح اليوم الثاني لتحويلهم الى التحقيق في قسم الشرطة التابع للمنطقة.

غير أن الشباب أبلغوا افراد النقطة أن أهالهم بإنتظارهم وهم على علم بتحركهم من منزل صديقهم، وطلبوا السماح لهم بإبلاغ أهاليهم بإحتجازهم حتى لا يقلقوا عليهم، لكن افراد النقطة رفضوا السماح لهم بالتواصل مع أهلهم أو إعادة هواتفهم حتى التحقيق معهم في جريمتهم التي لا يعلمون ما هي .

وبعد وقت من إحتجازهم، قدم أفراد النقطة عرض للشباب مقابل إطلاق سراحهم، وتضمن العرض دفع مبلغ 30 الف ريال مقابل ذلك، لكن الشباب لم يكونوا يمتلكون سوى 5 الاف ريال وهو مبلغ لم يرضي أفراد النقطة الذين إقترحوا أن يذهب أحدهم مع واحد من الشباب إلى منزله لإستلام المبلغ ومن ثم السماح لباقي الشباب بالرحيل إلى منازلهم .

وفعلاً وافق أحد الشباب على دفع المبلغ والإفراج عن زملاءه المحتجزين وذهب مع أحد افراد النقطة لجلب المبلغ وتسليمه لقائد النقطة ليتم بعد ذلك إطلاق سراحهم مع تهديدهم بإن أي محاولة للحديث عن هذا الأمر سيكلفهم حياتهم وأن أسمائهم ورقم سيارتهم مقيدة لديهم .

وذهب الشباب كل الى منزله الخاص وسط حزن وحسرة تراود بالهم وقلوبهم على ماوصلت له تعز من وضع لا تحسد عليه وعلى ما يحل بإبنائها من ذل واهانة من قبل مليشيات تبسط نفوذها في المنطقة وتستخدم التعسف والإكراه في حق المواطنين.