اللواء الركن خالد فاضل في مهمة مزدوجة .. تفاصيل جديدة تنشر لأول مرة

نافذة اليمن - خاص

لازالت تحركات قائد محور تعز، اللواء الركن طيار، خالد فاضل، تثير جدلاً واسعاً، خاصة وأنه منذ عودته إلى هذا المنصب الذي أقيل منه في منتصف سبتمبر 2019، توقفت جبهات القتال ضد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً التي تحاصر مدينة تعز من الجهات الشمالية والغربية والشرقية، مقابل تصاعد العمليات العسكرية ضد اللواء 35 مدرع جنوب المدينة، والذي أحكم السيطرة عليه قبل أيام .

وكشفت معلومات جديدة حصل عليها (نافذة اليمن) من قيادات عسكرية بارزة، عن مهمة مزدوجة ينفذها خالد فاضل تخدم حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه، وميليشيا الحوثي الإنقلابية، التي كان يعمل تحت إمرتها حتى وقت صدور قرار تعيينه قائداً لمحور تعز في يونيو 2016م .

وخالد فاضل هو أحد القيادات العسكرية في سلاح الجو، وله ولاء شديد لحزب الإصلاح، ذراع الإخوان في اليمن، وضلع رئيسي في تنفيذ مخططات الحزب المشبوهة، كما أنه المسؤول الأول عن إقصاء كافة القوات والكتائب العسكرية غير الإخوانية التي قاتلت ضد الحوثيين وساهمت في تحرير المدينة وتأمينها، والمتورط الأول في جريمة إغتيال قائد اللواء 35 مدرع الشهيد، عدنان الحمادي .

جرى تعيين خالد فاضل قائداً لمحور تعز أول مرة خلفاً للعميد يوسف الشراجي، أحد أبرز القيادات العسكرية التي ساهمت في تشكيل وتكوين القوات والكتائب التي قاومت وأوقفت الزحف الحوثي نحو قلب المدينة في منتصف العام 2015م .

وتشير المعلومات التي تحصل عليها موقع (نافذة اليمن) إلى أن خالد فاضل، تم تعيينه في هذا المنصب بتوصية من الفريق علي محسن الأحمر، الذي كان أنذاك نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات خاصة وأن هذا القرار جاء بعد أشهر قليلة من تعيين الشراجي في هذا المنصب .

وتؤكد المعلومات الصادرة عن قيادات عسكرية في القوات الجوية، أن خالد فاضل كان في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين عند تعيينه في هذا المنصب، وكان مسؤولاً عن دائرة التموين في وزارة الدفاع، ولم يعترضه الحوثيون خلال توجه من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن لإستلام المنصب .

وخلال الفترة من منتصف 2016 وحتى منتصف 2019، تراجعت وتيرة الإنتصارات التي حققتها قوات الجيش والمقاومة على الحوثيين بإستثناء الإنتصارات التي حققتها قوات اللواء 35 مدرع بقيادة الشهيد عدنان الحمادي في جبهات ريف تعز، والتي توقفت بسبب خلافات مع قيادة المحور وكذا القوات العسكرية المتمركزة في أطراف المدينة والتي لم تتحرك لمساندة تقدمات اللواء 35 مدرع .

ويرى مراقبون عسكريون، ان تعيين خالد فاضل في قيادة محور تعز، كان سبباً رئيسياً في تصاعد الخلافات بين قيادات الألوية الشرعية العسكرية وكذا عدم إستقرار الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة بالمدينة .

ويقول المحلل العسكري، عبدالرقيب المرشدي، لـ(نافذة اليمن) أن تحركات فاضل في تعز كان تخدم الحوثيين مثلما تخدم الإصلاح الذي ينتمي إليه، لافتاً إلى أن إستعراض مسلسل الأحداث منذ توليه قيادة المحور يشير إلى هذه الحقيقة . 

ومثل خالد فاضل، سبباً في تصاعد وتيرة الخلافات بين السلطة المحلية وقيادة المحور، أبان تعيين الدكتور، أمين محمود، محافظاً لتعز في ديسمبر 2017م، بسبب تدخل المحور في شؤون المدينة المحلية وتجاوز فاضل لصلاحيته ومحاولته فرض الوصاية على السلطة المحلية بعد إيقاف الدكتور أمين مخطط الإصلاح لأخونة مختلف القطاعات في المدينة .

ومع تعاظم فساد خالد فاضل، وإكتشاف قيامه بنهب مخصصات علاج جرحى الحرب من الجنود والمدنيين، صدر قرار رئيس الجمهورية في ديسمبر 2018 بإقالته وتعيين اللواء سمير الصبري قائداً لمحور تعز، ومع ذلك ظل خالد فاضل يدير قيادة المحور، وواصل تنفيذ مخططات الإخوان الرامية إلى السيطرة الكاملة على مختلف الألوية العسكرية التابعة للشرعية، بالتزامن مع الهدنة غير المعلنة التي شهدتها مختلف جبهات القتال حول المدينة المحاصرة .

ويرى المرشدي، أن قرار إقالة خالد فاضل، كان مجرد حبر على ورق وحتى لا يتم الإعتراض على قرار إقالة الدكتور، أمين محمود .. مضيفاً أن خالد فاضل لم يغادر وظيفته كقائد لمحور تعز التي عاد إليها في نوفمبر 2019، دون صدور أي قرار من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة .

وتشير المعلومات التي حصل عليها الموقع، إلى أن خالد فاضل برغم قيادة لمحور تعز التابع للشرعية، إلا أنه ظل على تواصل مستمر مع ميليشيا الحوثي عبر نجله شكيب الذي كان وحتى وقت قريب يعمل في دائرة التموين والإمداد التابعة بوزارة الدفاع الخاضعة للحوثيين .

وتؤكد المعلومات أن فاضل قام بتعيين نجله الذي يعمل مع الحوثيين قائداُ لما يسمى بكتيبة الإحتياط التابعة لمحور تعز .

ويعتقد المرشدي، ان تحركات فاضل التي بدأت بإقصاء كتائب أبو العباس السلفية وطردها من مواقعها في المدينة إلى جبهة الكدحة، وصولاً إلى السيطرة الكاملة على اللواء 35 مدرع وإعتقال ضباطه بزعم الخيانة والتمرد، إنما هي أحد فصول مهمة مزدوجة ينفذها خالد، تتضمن شقين رئيسين أولهما السيطرة العسكرية والأمنية والمحلية الكاملة على المناطق المحررة في تعز وجعل ولائها الكامل للإصلاح، وثانيهما القضاء نهائياً على أي قوات يمكن أن ترفض أي تعاون علني متوقع مع الميليشيات الحوثية .

ولم يستبعد المرشدي أن تكون هذه التحركات بدعم ورعاية من دولة قطر التي تعيش حالة عزلة منذ منتصف 2016، بعد إعلان السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية معها .