آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:07م

عربي ودولي


8 سنوات على اقتحام سفارة أمريكا بتونس.. الإخوان على خطى ايران

8 سنوات على اقتحام سفارة أمريكا بتونس.. الإخوان على خطى ايران

الإثنين - 14 سبتمبر 2020 - 02:19 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - العين الاخبارية

في الذكرى الثامنة لاقتحام قواعد حركة النهضة الإخوانية سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في تونس، لا يزال التنظيم الإرهابي يظهر تقاربا أكثر وأكثر مع النهج الإيراني المزعزع للاستقرار.

وتتجاوز تقاطعات الإخوان مع طهران دائرتي "المرشد الأعلى" و"المرشد العام"، المنصبين الأهم في كيانين عابرين للحدود، بأجندات تخريبية تتجلى نتائجها في ساحات عدة من سوريا شرقا وحتى تونس غربا، بحسب مراقبين.

ففي 11 سبتمبر/أيلول عام 2012 أصدر التنظيم الإخواني أوامره لقواعده في عدد من الدول العربية بالتحرك ضد سفارات واشنطن على خلفية بث فيلم مسيء للإسلام، بدأت في ليبيا ثم القاهرة حتى وصلت موجتها إلى تونس في 14 من الشهر نفسه مكلفة خزينة الدولة 500 مليون دولار، بحسب ما أعلنته الحكومة التونسية سنة 2018.

وتمثلت الحادثة في اقتحام مئات الشباب الإخواني وعناصر أنصار الشريعة مقر السفارة الأمريكية (ضواحي العاصمة) وحرق المدرسة الأمريكية في تونس مما ألحق أضرارا مادية، تحت بصر حكومة حمادي الجبالي الإخوانية.

وفي ذكرى الحادثة قالت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" إن قرار اقتحام السفارة الأمريكية كان بتواطؤ من حكومة الإخوان، التي رفضت قطع الطريق أمام هجوم أنصار الشريعة وشباب الجماعة.

وكانت ثورة إيران في أواخر السبعينيات قد دشنت إطلالتها باقتحام سفارة أمريكا في طهران وأرست نهج الإرهاب لانتزاع مكاسب سياسية، وهي الفكرة التي قادتها لزرع مليشيات لها في دول الإقليم لضمان الهيمنة على القرار الداخلي كما يشهد العراق ولبنان واليمن.

وعلى نحو مماثل يملك التنظيم الإرهابي عناصر في عدد من الدول العربية قادته في مغامرة الربيع العربي لسدة الحكم في عدة أقطار    ، وقد سعت عبر الإرهاب تحقيق مكاسب خاصة.

وفي هذا السياق بينت المصادر أن اتصالات دولية حاولت إثناء حكومة الإخوان عن الاعتداء على السفارة الأمريكية، إلا أن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي آنذاك (والمتهم بالتدبير لتفجير نزل تونسية سنة 1986) رفض إصدار الأوامر لقوات الأمن بالتدخل.

واعتادت الجماعة الإرهابية اللعب على المشاعر الدينية للتمدد في أوساط الشباب العربي وفي الغرب وضم مزيد من المؤيدين لخطابها المتطرف.

يرى متابعون أن علاقة راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، بالإرهاب هي علاقة عضوية، حيث تمثل الضربات الإرهابية التي يقف وراءها الإخوان عنصرا أساسيا في كل مراحل حياته.

ويقول فوزي الصحراوي، أحد الأمنيين الذين حضروا عملية اقتحام السفارة الأمريكية، أن وزير الداخلية في تلك الفترة (الإخواني علي العريض) كان يعلم بخروج آلاف الإرهابيين من أحد مساجد العاصمة التونسية باتجاه السفارة الأمريكية في ضاحية "البحيرة".

وبين الصحراوي في تصريحات خاطفة مع "العين الإخبارية" بأن التعليمات الأمنية لم تتضمن إيقاف الإرهابيين الذين كانوا يحملون أسلحة بيضاء وذخائر ومعدات للحرق.

وتابع قائلا "انطلاق الإرهابيين بدأ من مسجد الفتح الذي كان يشرف عليه الإخواني نور الدين الخادمي".

وأكد الصحراوي بأنه استقال من العمل الأمني منذ عام 2014، مؤكدًا أن الإخوان أكبر خطر مر بالدولة التونسية ومن واجب كل القوى المدنية التصدي له.

ورغم مرور 8 سنوات على حادثة اقتحام السفارة الأمريكية، لا يزال الإخوان على نفس النهج في اعتماد الإرهاب آلية لإثبات الوجود السياسي وأداة لإرهاب الخصوم.

ويعتبر العديد من المتابعين أن تتالي الضربات الإرهابية في الأشهر الأخيرة في تونس، وعمليات تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة هي دليل على أن المد الإخواني خلف ندوبا عميقة في المجتمع التونسي.

 وكانت تونس قد أعلنت، الجمعة، تمكنها من الكشف عن مخطط يهدف لإقامة إمارة إرهابيّة بالجنوب التونسي وإلقاء القبض على 9 تكفيرييّن بمحافظة مدنين (الواقعة على الحدود التونسية الليبية).

وتعتبر هذه الخلية الثانية التي تكتشفها تونس خلال يومين حيث توصلت تونس إلى الكشف في مطلع الأسبوع الماضي عن مخطط آخر يهدف إلى إقامة إمارة إرهابية أخرى بمنطقة "بئر السعد" من محافظة قفصة الجنوبية.

وبين الضربات المنهجية للإخوان في السنوات الأولى لسقوط نظام زين العابدين بن علي، ومحاولات اختراق الدولة وتفكيك المؤسسات المدنية يؤكد أكثر من متابع للمشهد التونسي بأن حركة النهضة هي "السرطان" السياسي الذي أضر بالديمقراطية وأدخل تونس في المجهول.

ومن المنتظر أن يعقد البرلمان التونسي في الأيام القادمة دورة استثنائية للبحث في علاقة الأحزاب السياسية التي حكمت تونس مع الجماعات الإرهابية.

كما أن عددا من المنظمات والأحزاب قررت تنظيم يوم 19سبتمبر/أيلول القادم مسيرة في الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة للتنديد بمسار الإرهاب الذي أرهق تونس واقتصادها ، وقتل من الأمنيين العشرات.