آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:18ص

فن وثقافة


مسرحية "طروف" مقاربة مختلفة للقضية الفلسطينية

مسرحية "طروف" مقاربة مختلفة للقضية الفلسطينية

الجمعة - 18 سبتمبر 2020 - 12:49 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - صحيفة العرب

شهدت قاعة الفن الرابع بتونس العاصمة عرض مسرحية “طروف”، وهي من إخراج مشترك بين التونسي غازي الزغباني وكريس وايت.

المسرحية عبارة عن مجموعة من المشاهد المركبة، تتناول لقطات وأجزاء من حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي غزة وفي الضفة الغربية. السينوغرافيا التي اختارها مخرجا العمل تتمثل في ميكروفونين على جانبي الركح وصناديق المشروبات الغازية في الخلفية، ما يوحي بمسألة البيع والشراء، وهو ما تتعرض له القضية الفلسطينية منذ سنوات، من الداخل والخارج.

الشخصيات كثيرة في العمل، ومتنوعة أغلبها بلا أسماء، أما البقية فكل منها يؤدي مشهدا، مثل البائع الذي يحاول أن يتدبّر تصريحا للعبور من غزة إلى الضفة الغربية للتجارة، ومثل مجموعة المهرّبين لمواد غذائية ومحروقات إلى قطاع غزة المحاصر.

كثيرة هي التفاصيل التي يقحمنا فيها العرض وكثيرة هي الشخصيات، نجد إيحاءات كثيرة مثل المرأة الإسرائيلية من أصل تونسي وعلاقتها بالموسيقى التونسية، ولقاؤها بامرأة أخرى يتبيّن أنها حفيدة المغني التونسي الهادي الجويني، دون أن تعرف أن جدّها مغن وموسيقي مشهور في تونس وخارجها.

نجد مقطعا آخر يحكي فيه معمر فلسطيني من مواليد عشرينات القرن الماضي عن التهجير الذي تعرض له الفلسطينيون، ونجد رجلا آخر قادما إلى تل أبيب يريد الوقوف على أطلال قريته التي تبعد أكثر من مئة كيلومتر، احتفاء بيوم الأرض، وفق ما تسمح به سلطات الاحتلال.

العمل في جملته مركب ولهذا ربما سماه مخرجاه باسم “طروف” وتعني الأجزاء. يمكن تركيب الأجزاء والشخصيات لصناعة سردية متشابكة حول النكبة الفلسطينية وما تعرض له الشعب الفلسطيني طيلة هذه السنوات.

الجديد في العمل أنه لم يتناول القضية الفلسطينية من باب المقاومة التقليدية، بل توغل في حياة فلسطينيي الداخل أو ما يسمّون بـ“عرب الـ48” أو “عرب الداخل” أو “فلسطينيو 48” وهي التسميات الشائعة في العالم العربي للعرب الفلسطينيين الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل. حياة الفلسطينيين وبعض الشخصيات اليهودية الإسرائيلية تبدو على نوع من التذبذب بين الصدام، وهو ما نراه مثلا في مداهمة الشرطيين لفتيات جالسات في نزهة، وبين الوفاق وهو ما نراه في الحوارات بين سائق التاكسي وزبائنه من العرب.

خطاب العمل المسرحي بدوره متذبذب بلا ملامح واضحة، وربما هذا ما برّر عنونته بـ”طروف” لتجنب تقييمه على أساس بنائه الدرامي الغائب، كما أن الموضوع الذي يخوض فيه العمل شائك للغاية، وربما هذا مبرّر ثان لتجنب الوضوح في الخطاب.

ونذكر أن المسرحية من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بنابل بالتعاون مع فضاء الأرتيستو والمجلس الثقافي البريطاني، وهي من تمثيل كل من ناجي القنواتي ومحمد حسين قريع وأمينة الدشراوي وشاكرة رماح ومأمون الشيخ.