آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:13ص

فن وثقافة


غربة.. الخداع يقف حائلا أمام علاقة حب شائكة

غربة.. الخداع يقف حائلا أمام علاقة حب شائكة

الخميس - 24 سبتمبر 2020 - 11:50 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - العرب

منذ آخر ظهور له في مسلسل “ثورة الفلاحين” عام 2018 وحتى منتصف هذا العام لم يُعرض للفنان اللبناني كارلوس عازار أي عمل درامي على الشاشات اللبنانية والعربية، على الرغم من مشاركته في بطولة ثلاثة مسلسلات خلال هذه الفترة، فقد أنهى عازار تصوير مسلسل “خيبة أمل” ومسلسل “حادث قلب” وكذلك المسلسل الكويتي “دفعة بيروت”.

وعلى الرغم من انتهاء تصوير هذه الأعمال الدرامية الثلاثة قبل فترة إلاّ أنها لم تعرض على الشاشات اللبنانية أو العربية حتى الآن لأسباب عدة، لعل أبرزها الخلافات بين شركات الإنتاج والقنوات العارضة لهذه المسلسلات، هذا خلافا للأحداث المتلاحقة التي تعرّض لها لبنان خلال العام الماضي من تظاهرات وأزمات اقتصادية، ثم أخيرا أزمة كورونا وانفجار مرفأ بيروت.

وكلها أحداث ساهمت في تراجع اهتمام الفضائيات اللبنانية بالمحتوى الدرامي وتركيزها أكثر على تغطية هذه الأحداث المتلاحقة، فقد تقلّصت المساحة المُخصّصة لعرض الأعمال الدرامية على الفضائيات اللبنانية خلال هذا العام وحده إلى النصف تقريبا.

ضحية هذا الارتباك قد يكون النجم أحيانا، كما هو الحال مع الفنان اللبناني كارلوس عازار، غير أن عازار المعروف بآرائه الجريئة في الشأن العام اللبناني والعربي يتمتّع بحضور خارج السياق الدرامي، وخاصة في مجال السينما، ما خفّف من وطأة اختفائه على شاشات الفضائيات العربية.

عاد كارلوس عازار أخيرا إلى شاشة الدراما اللبنانية من خلال مسلسل “غربة” الذي يُعرض حاليا على شاشة “إل.بي.سي”.

المسلسل مكوّن من اثنتين وثلاثين حلقة وكتبت له السيناريو ماجي بقاعي وأخرجته اللبنانية ليليان بستاني، وهو من إنتاج شركة “برودكشن” للإنتاج الدرامي، ويؤدّي فيه دور البطولة إلى جانب كارلوس عازار النجمة اللبنانية فرح بيطار، إلى جانب مجموعة من الفنانين اللبنانيين الآخرين من بينهم وسام حنا ورالف معتوق وكميل يوسف وأسعد رشدان.

ينتمي مسلسل “غُربة” إلى نوعية الدراما المحلية، فهو يعتمد على قصة تقليدية تدور أحداثها ووقائعها على أرض لبنان، إضافة إلى اعتماد المسلسل تماما على النجوم وأطقم الفنيين اللبنانيين.

وتعود أحداث المسلسل إلى فترة الخمسينات من القرن الماضي، حول عدد من قصص الحب التي تواجه الصعاب بسبب التقاليد والعادات المتزمتة التي تحكم علاقة العائلات في الضيعات البعيدة عن العاصمة. يستعيد المسلسل أجواء هذه الفترة التاريخية من خلال توظيفه الجيد للملابس والديكورات والمشاهد الخارجية وغيرها من التفاصيل المُصاحبة. ومن بين النقاط اللافتة في المسلسل، مثلا، التوظيف اللافت لطرز وتصاميم الأزياء التي تم استخدامها، وجميعها من تصميم ماجد بوطانوس وهو أحد مصممي الأزياء البارزين على الساحة اللبنانية والدولية أيضا. ونجح بوطانوس في تصميم الأزياء المناسبة لتلك الفترة واقترب بتصاميمه كثيرا من روح الحقبة التاريخية التي تدور فيها الأحداث.

يأتي مسلسل “غربة” ضمن موجة من الأعمال الدرامية اللبنانية التي تعالج فترات تاريخية مختلفة مرّت بها لبنان، ويبدو أن هذه النوعية أصبحت ذات قبول حسن من قبل الجمهور اللبناني خلال السنوات الأخيرة، ما انعكس على زيادة اهتمام شركات الإنتاج بالأعمال التاريخية.

جدير بالذكر أن آخر الأعمال التي شارك فيها كارلوس عازار تعود أيضا إلى فترة تاريخية قريبة من تلك الفترة التي يُعالجها مسلسل “غربة”. وإلى جانب كارلوس عازار يتألق النجم اللبناني وسام حنا في دور رامي وهو شاب رومانسي حائر بين حبه وتطلعاته ورغبته في السفر، وينافس عازار في حبه لبطلة المسلسل فرح بيطار.

يتعرّض المسلسل للصراعات الاجتماعية السائدة في تلك الفترة من خمسينات القرن الماضي، إلى جانب معالجاته لمجموعة من القضايا الاجتماعية المؤثرة وعلاقات الحب المعقدة. تبدأ الأحداث حين يهبط مروان وهو ممثل مسرحي ويؤدّي دوره كارلوس عازار على إحدى الضيعات اللبنانية البعيدة عن بيروت، ويتوجّه مباشرة إلى بيت المختار الذي يؤدّي دوره أسعد رشدان.

يخبر مروان مختار القرية أنه تعوّد على قضاء بعض الوقت من كل عام في إحدى القرى اللبنانية، ويبرّر له ذلك بأن عمله كممثل مسرحي في بيروت يتطلب منه التعرّف على البيئات اللبنانية المختلفة. يتعرّف مروان على عائلة المختار التي تبدو محافظة على التقاليد، وأثناء وجوده في الضيعة تتوطّد علاقته بابنة المختار حلا وتؤدّي دورها النجمة فرح بيطار.

سرعان ما تتطوّر العلاقة بين حلا ومروان وتقع الفتاة في غرامه، ويعترف لها أيضا بحبه. يواجه الحبيبان تقاليد العائلة المحافظة، ويغضب والد حلا بشدة حين يعلم بالعلاقة التي تجمع بين ابنته وذاك الضيف الجديد، ويأمرها بقطع علاقتها معه.

توهم حلا والدها أنها قد قطعت علاقتها بمروان في الوقت الذي يخططان فيه للهرب إلى بيروت بعيدا عن سيطرة أبيها وتحكماته. يعيش مروان وحبيبته في بيروت حياة متوترة حيث تواجه حلا الصراعات الدائرة من حولها، وتجد نفسها مستسلمة لسيطرة مروان تماما.

لا تمر الأحداث طويلا حتى يُظهر مروان وجهه الآخر، إذ يتهرّب من إتمام زواجه بالفتاة ويتلاعب بمشاعرها. تكتشف حلا أخيرا أن مروان يتاجر بعلاقاته النسائية ويستغل الفتيات من أجل إرضاء نزواته وإدمانه على المقامرة، حتى أنه يستغل حلا للنصب على أحد  تجار الذهب من أجل ابتزازه.

في الأثناء يتعرّف رامي الذي يؤدّي دوره وسام حنا على حلا ويُعجب بها لكنها لا تتجاوب معه، فهي ما تزال مخلصة لمروان وتأمل في تغيير سلوكه.

في هذه الأثناء يعلم المختار بأن ابنته تعيش مع مروان من دون زواج فيسقط ميتا من وقع الصدمة. وتشعر حلا بالذنب لموت والدها وتفكّك أسرتها وتحاول الخروج من المأزق الذي وضعها فيه مروان، خاصة بعد تغيّر مشاعرها تجاهه. فهل ستستطيع حلا التخلص من هذا الأسر؟ هذا ما سنعرفه بالطبع خلال الأحداث المتبقية من المسلسل، وهي أحداث لن تخلو بلا شك من التشويق.