آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-05:57م

عربي ودولي


تركيا تسحب سفن التنقيب من شرق المتوسط

تركيا تسحب سفن التنقيب من شرق المتوسط

الثلاثاء - 06 أكتوبر 2020 - 02:10 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - العرب

عادت سفينة التنقيب التركية ياووز إلى مينائها الاثنين بعد أن غادرت المنطقة التي كانت تعمل بها جنوب غربي قبرص ووصلت إلى الساحل التركي، في خطوة قد تساعد في تهدئة التوتر في شرق المتوسط.

وكانت البحرية التركية قد أعلنت الشهر الماضي أن السفينة، ستبقى في شرق المتوسط، جنوب غرب قبرص إلى غاية 12 أكتوبر. لكن موقع الرصد فيسل فايندر قال إن السفينة بدأت الانسحاب من المنطقة المتنازع عليها الأحد، ودخلت ميناء تاشوجو التركي في ساعة مبكرة الاثنين.

وتأتي الخطوة الهادفة على ما يبدو إلى خفض التصعيد، بالتزامن مع إجراء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات في أنقرة الاثنين، مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بشأن النزاع مع اليونان وقبرص حول الحدود البحرية وحقوق الطاقة في المتوسط.

ودفعت الضغوط الأوروبية الأميركية تركيا إلى التراجع عن مضض، شرق المتوسط من أجل فتح المجال لتسوية سلمية مع اليونان وقبرص كانت ترفضها في بادئ الأمر.

ويرى مراقبون أن سحب سفينة التنقيب من سواحل نيقوسيا، التي لا تجمعها علاقات دبلوماسية مع أنقرة، خطوة غير كافية لقياس نوايا أنقرة.

ويشير هؤلاء إلى أن تركيا يمكن أن تستأنف أنشطة التنقيب متى أرادت أو متى جاءت حلول تسوية الأزمة سلميا لغير صالحها، إذ تراجعت أنقرة عن تعهدات سابقة مع الاتحاد الأوروبي مثل اتفاق الهجرة ووظفته لخدمة أجنداتها الإقليمية، ما يضعها في خانة الشريك غير الموثوق فيه.

وحكومة القبارصة اليونانيين المعترف بها دوليا في قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي على خلاف منذ فترة طويلة مع تركيا على ترسيم الحدود البحرية وقضايا أخرى. وبدأت سفن تركية التنقيب عن النفط والغاز بالقرب من قبرص العام الماضي.

وأكد زعماء الاتحاد الأوروبي لنيقوسيا الجمعة أنهم سيعاقبون تركيا إذا استمرت في أعمال التنقيب في أجزاء متنازع عليها في البحر المتوسط، بعد أن قاوموا دعواتها لفرض عقوبات على أنقرة.

وحذر القادة الأوروبيون أنقرة من أن بروكسل قد تفرض عقوبات عليها إذا لم توقف سلوكها الأحادي وواصلت أنشطة التنقيب، فيما رفضت أنقرة التهديد بوصفه “غير بناء” لكنها تقيدت في نهاية المطاف بما جاء فيه.

ويرى دبلوماسيون غربيون أن “رضوخ” تركيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لا يعدو أن يكون ربحا للوقت من أجل الحصول على مجال مناورة أرحب بعد أن عمقت الاندفاعة الأميركية صوب أثينا ونيقوسيا عزلتها الدولية.

ويشير هؤلاء إلى أنه في ظل التعنت التركي والتمسك بـ”الحقوق” في مياه المتوسط لن تسفر المفاوضات المرتقبة لحل النزاع على أي نتائج تذكر، إذ تدخل أنقرة المفاوضات بشروط مسبقة لن ترضي بقية الأطراف.

ووصف متحدث باسم الحكومة اليونانية مغادرة السفينة التركية من المنطقة بأنها “خطوة إيجابية”، وقال “المغزى أن تكون هناك استمرارية، ونظرا إلى أن هناك عدم تصعيد للوضع من جانب تركيا، فإن اليونان مستعدة دائما للجلوس إلى الطاولة لإجراء محادثات استكشافية لبحث ترسيم حدود المناطق البحرية”.

ويؤكد القادة الأتراك في كل مرة على أن “تركيا لن تتنازل عن شبر في مياهها” وهو ما يجعل آمال الوصل إلى تسوية ضعيفة.

ويختلف البلدان بشدة حول حقوق السيادة على الموارد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط استنادا إلى وجهتي نظر متباينتين حول امتداد الجرف القاري لكل منهما في المياه التي تنتشر فيها جزر معظمها يونانية.

وتريد أثينا ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة قبالة سواحل جزيرة كاستيلوريزو، الواقعة على بُعد 120 كلم شرق رودس و520 كلم من البر الرئيسي لليونان.

وأصبحت الجزيرة التي لا تتعدى مساحتها 10 كلم ويسكنها 500 شخص، نصفهم من عناصر القوات المسلحة، في الأشهر الأخيرة مصدر المواجهة بين الجارتين، ومركز أحداث دولية.

وتتّهم تركيا اليونان بمحاولة استبعادها من فوائد اكتشافات النفط والغاز في بحر إيجة وشرق البحر المتوسّط، مشدّدة على ضرورة تقسيم الحدود البحريّة للاستثمار التجاري بين البرّ الرئيس لكلا البلدين، وعدم تضمين الجزر اليونانية على قدم المساواة. وتؤكّد أثينا أن موقف تركيا هو انتهاك للقانون الدولي.

وبدأت السفينة ياووز العمل أول مرة شرقي قبرص في يوليو 2019. وجرى تمديد أحدث مهامها إلى الجنوبي الغربي من الجزيرة حتى 12 أكتوبر، في خطوة وصفتها اليونان، حليفة قبرص، بأنها استفزازية.

ورحب متحدث باسم المفوضية الأوروبية بالنبأ وقال إن رحيل السفينة “خطوة أخرى مرحب بها باتجاه خفض التصعيد في شرق المتوسط ونأمل في خطوات أخرى مماثلة في هذا الاتجاه” وقال في إفادة دورية “إنها إشارة مهمة”.

واحتدم التوتر في المنطقة منذ تصادم خفيف بين فرقاطتين إحداهما تركية والأخرى يونانية في أغسطس قرب سفينة تنقيب تركية لكنها هدأت بعد اتفاق تركيا واليونان على استئناف “المحادثات الاستكشافية” التي توقفت في 2016.

وأثارت اليونان وتركيا العضوان في الحلف، قلق التحالف العسكري عندما قامت كل منهما بمناورات عسكرية منفصلة في أغسطس دعما لمطالبهما المتعلقة بالحدود والطاقة. وخفت حدة التوتر عندما وافقتا الشهر الماضي على استئناف مفاوضات مباشرة في إسطنبول للمرة الأولى منذ 2016. ولم يتم الإعلان عن موعد لتلك المحادثات.

والشهر الماضي سحبت تركيا سفينة المسح الزلزالي عروج ريس بعد مهمة استمرت أكثر من شهر، قرب جزيرة يونانية ودعمتها بسفن حربية. وقال أردوغان آنذاك إنه إذا سحبت تركيا السفينة “فإن ذلك يعني أن نعطي فرصة للدبلوماسية”.

والأسبوع الماضي ساعد حلف شمال الأطلسي البلدين الجارين على إقامة خط عسكري ساخن لتفادي وقوع اشتباكات عرضية. وفي إعلانه الخميس عن “آلية تجنب الاشتباك” قال ستولتنبرغ إن ذلك “سيساعد على تأمين المساحة اللازمة للجهود الدبلوماسية للتعامل مع النزاع، ونحن على استعداد لتطوير ذلك بدرجة أكبر”. وسيزور ستولتنبرغ الثلاثاء أثينا لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.