آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:15ص

اخبار وتقارير


الزي الشعبي اليمني تراث متجدد

الزي الشعبي اليمني تراث متجدد

السبت - 31 أكتوبر 2020 - 01:41 ص بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن

 

يُمثل التّراث الشعبي اليَمني نموذجاً مميزاً لم يندثر عبر الزمن وخصوصاً الأزياء التقليديّة والشعبيّة التي تؤكد بعراقة المُوروث الشعبي في اليَمن وتوحي بإرتباط المواطن اليمني بالمكان وحفاظه على التاريخ والتقاليد المتوارثة منذ قرون حيث ظلت الأزياء الشعبية اليمنية هي الأجمل تنوعاً وأناقة وتصميماً، وقد كانت أزياء الحُلل والبُرود اليمانية والمَصَانِف التهاميّة والأنسجة الحضرميّة واللحجيّة والعقود السَحوليّة هي أشهر سِلع الأزياء اليمنيّة في الأسواق العربية التي تنافس مختلف المنتجات الأخرى.

وعلى الرغم من تقدم وتطور الصناعات المتعلقة بالملابس والازياء والعُروض التي تتم على مستويات متعددة إلا أن الأزياء التقليديّة اليمنيّة ظلّت حاضرة حتى اليوم وما زالت تحظى بشعبيّة كبيرة داخل اليَمن وعند كل من عَرَفهَا أو رأى الطابع الجَمالي لتلك الأزياء ومَهارة العمل عليها واتقان صناعتها جعلها ثروة تتمتع بالديمومة وتنافس مختلف الأزياء، فنجد فيها من الرقي والمظهر ما لا نجده في الأزياء الأخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن الإختلافات البسيطة بين تلك الأزياء من محافظة لأخرى حيث تتعدد الأزياء الشعبية في اليمن التي تصل أشهرها إلى حوالي 120 زي شعبي منها للرجال وأغلبها للنساء، وترتبط تلك الأزياء بروح وتاريخ المكان التي صنعت فيه فهي تتنوع من منطقة لأخرى التي تشكلها البيئة الاجتماعية والمناخ والأذواق بل إنها في بعض المناطق تنوعت بين قرية وأخرى، وتتنافس فيها الحرفية في المشغولات من حيث الشكل وجودة التطريز والنقوش والزخارف التي عليها والملحقات أو الإضافات التي تكمل جمال تلك الأزياء.

 كما تختلف الأزياء التي يتم لبسها في الجلسات الاجتماعية العامة عن أزياء المناسبات والأعياد عن أزياء الأعراس.

وتمتاز الأزياء الشعبية الأصيلة بكثرة التطريز ومهارة العمل اليدوي عليها خاصة النسائية منها بالخيوط المعدنية والقطنية واستخدام خيوط الفضة في واجهة الزي وفي الأطراف، مع أن التطريز الآلي أصبح منتشراً الآن ويقدم نفس الشكل والمظهر والجودة وبأسعار منافسة أقل من أسعار المشغولات اليدوية.

إن تنوع الموروث الشعبي ومظهره الجمالي يساهم في زيادة الجذب السياحي كونه يُعبّر عن تاريخ وأصالة اليمن ويبرز التنوع القائم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والموارد الموجودة في اليمن في كل منطقة منها تؤكد انتماء كل زي منها إلى تلك مكان معيّن، ومع ما ذكرته بعض الكتب التاريخية عن الملابس التقليدية اليمنية إلا أنه لا يوجد تفاصيل دقيقة بشأنها حيث هناك ندرة المراجع والتوثيق للتراث الشعبي المعني بالأزياء، غير أنه ومع النزاع الجاري في اليمن شَعَر بعض الناس المهتمين بالحنين إلى الماضي وضرورة الحفاظ على الموروث فأعادوا إبراز تلك الأزياء وظهورها بقوة وتنوع سواءً بمشاريع فردية أو من خلال مبادرات إحياء التراث الشعبي للأزياء وإن كانت قليلة لكنها أعطت نَفَساً متجدداً جميلاً للتراث التقليدي اليمني وساعدت في تحسين الوضع الاقتصادي للعاملين في هذا المجال.

والجدير ذكره هنا أن إحدى المبادرات قامت بعمل عرض للأزياء الشعبية النسائية عبر النت ، وعلى الرغم من وجود عدد ممن حافظوا على مهنة التطريز ومهارات العمل على المشغولات اليدوية للأزياء الشعبية إلا أن القصور يظل قائماً فيما يتعلق بتوثيق وتجميع المعلومات عن الموروث الشعبي للأزياء التقليدية وإجراء مراجعات حقيقية لتطور العمل عليها وربطها تاريخياً وتصنيفها حسب المناطق والموارد بقراءة عميقة لهذا المنظور.