آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

اخبار وتقارير


ياسين سعيد نعمان لا يتوقع أي تغيير في سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط ويكشف الأسباب 

ياسين سعيد نعمان لا يتوقع أي تغيير في سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط ويكشف الأسباب 

الأحد - 08 نوفمبر 2020 - 05:43 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - خاص

أكد سياسي ودبلوماسي يمني أنه لا يتوقع أي تغيير جوهري في السياسة الخارجية الأمريكية بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بإنتخابات الرئاسة، وخصوصاً فيما يتعلق بالشرق الأوسط .

وقال سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، الدكتور، ياسين سعيد نعمان أنه في الحملات الانتخابية الديمقراطية ، بما فيها الرئاسية الامريكية ، هناك أحاديث برامجية ، وأخرى إعلامية استعراضية .. مشيراً إلى أنه إذا دققنا في الاحاديث البرامجية للمرشحين سنجد أنها متقاربة ، بمختلف انتماءاتهم الحزبية ، لا يميزها إلا ما عرف عن الأحزاب من توجهات ثابتة في بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية الداخلية والضرائب وغيرها  .
 
واضاف "أما الاحاديث الاستعراضية فمساحة الترويج فيها أوسع ، وتصاغ بطريقة توحي بأنها ظرفية .. رأينا ذلك في أكثر من موضوع دولي بما في ذلك الموقف من القضايا الملتهبة ، والحروب ، وبيع الاسلحة ، وامتلاك السلاح النووي ، والديمقراطية في بلدان الغير ، والحريات ، وحرية التعبير ، وإقامة نظام دولي عادل ، والتمييز العنصري الذي يعاد بناؤه ، للاسف، بقواعد انتقائية" .
 
وتوقع نعمان أن لا يكون هناك تغيير جوهري في سياسة الولايات المتحدة إذا ما فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة ، اللهم إلا فيما يخص قضايا المناخ ، والبونسكو ، والعودة الى الاتفاقيات الدولية التي يقف الديمقراطيون وراءها والتي ألغاها أو جمدها ترمب ، أو المعارك التي تقيم على أنها ذات بعد خاص بترمب كموضوع تصعيد الصراع مع الصين ، وموقفه من الاتحاد الاوروبي .

وأضاف "أما فيما يخص الشرق الأوسط فإن الحزب الديمقراطي الأمريكي ، على غرار أحزاب " اليسار" في أوربا ، عندما تكون في المعارضة فانها تدمن خطابا يسارياً كالذي وصفه "لينين" بالخطاب الديماجوجي الذي يحرض ولا ينتج فعلاً على الارض ، لأنه باختصار غير واقعي ، وعندما تصل الى السلطة تتخلى عنه بسبب عدم واقعيته" .
  
وتابع "ولتأكيد ذلك فقد أسقط "كوربن" الزعيم العمالي البريطاني من قيادة حزب العمال بالضربة القاضية لأنه ذهب بيساريته بعيداً وخارج المسموح به في حزبه" . لذلك لا أتوقع تغيرات هامة على هذا الصعيد . سينفصل خطابه عن خطاب اليسار عند النقطة التي يتعين عليه فيها أن يتخذ قرارات تخدم المصلحة الوطنية الامريكية من موقعه في السلطة . وبالمقابل فإن القضية اليمنية لن تتأثر بهذا التغيير إلا بمقدار التأثير الذي تحدثه عناصرها الذاتية الداخلية في مسار العملية" .
 
ووفق ما ذكره الدكتور ياسين نعمان في منشور له بالفيسبوك ففي هذه البلدان يتأسس القرار من الأدنى إلى الأعلى ، حيث يبدأ من مراكز البحث المتخصصة thinktanks والتي تقوم بمهمتها على أسس علمية ومن منظور المصلحة الوطنية للبلد ، متجاوزة الاختلافات السياسية ، وهي التي تمد الهيئات بحيثيات ومعطيات القرار بل ومشروعيته . 

وأوضح أن ذلك يعني أن القاعدة الأساسية لاتخاذ القرار غير حزبية في عمومها ، عدا تلك التي تقوم بخدمة سياسات أحزابها .. مؤكداً أن هذا الوضع يؤسس لاستقرار السياسات في هذه البلدان دون تهور بتغييرات دورية درامية . 

وأستطرد "ربما كان ترمب استثناءً في حالات معينة بسبب ، كما قال بعض المحللين ، أنه لم يتوقف بصراعه مع الديمقراطينن عند النقطة التي أصبح فيها رئيساً ، بل واصل خصومته معهم لدرجة أن الرئاسة في عهده اكتسبت صفة حزبية لم تعهدها من سابق ، ناهيك أن حكمه قام على شعار تخطئة ما أسماه السياسات التي أضعفت أمريكا والتي لا يحدها زمن معين ، وقد تمتد الى عهود طويلة سابقة تشمل ديمقراطيين وجمهوريين على السواء" .

ويشير نعمان إلى أن الأيام القادمة كفيلة بتوضيح كثير من هذه الحقائق ، وربما صار الوضع أكثر وضوحاً لو أن ترمب فاز بدورة ثانية ، فإما أن تنضج الظروف قراراته ويعيد مؤسسة الرئاسة إلى عهدها القديم كمؤسسة غير حزبية ، أو يكرس عصراً جديدا يعيد فيه الرئاسة الامريكية إلى النموذج الذي تتخبط فيه كثير من البلدان ، ومعه يتفاقم الاستقطاب الإجتماعي الذي سيفضي إلى انقسامات كبيرة في المجتمع الأمريكي .