انكشاف المستور .. ثورة تعز غطاء لتحرك إخواني مشبوه لتحقيق أهداف معينة

عدن - نافذة اليمن

تشهد مدينة تعز منذ نحو أسبوعين حراكاً شعبياً معبراً عن الرفض والسخط لما وصل اليه حال المدينة والمناطق المحررة من مشاهد الفوضى والعبث واستفحال للفساد في أجهزة الدولة.

هكذا كانت الصورة مع بداية تحرك الشارع على اثر دعوات من ناشطين بشكل عفوي وغير مسيس للمطالبة بإقالة كافة القيادات الفاسدة مدنية كانت او عسكرية أو امنية.

الا انه وبمرور الأيام بدأت الصورة تختلف كثيراً عن البداية وبات الأمر اشبه بغطاء لتحرك مشبوه تقوده جماعة الإخوان لتحقيق أهداف معينة، وهو التخلص من قيادات معينة وعلى راسها المحافظ نبيل شمسان وفرض محافظ آخر منها.

وتجلى الأمر بشكل واضح ما حصل اليوم من اقتحام متظاهرين، ينتمي أغلبهم لحزب الإصلاح وقيادات وافراد محسوبين على الوية محور تعز، للمقر المؤقت لديوان عام محافظة تعز وسط المدينة، والاعتداء على مكتب المحافظ ونهب وثائق من المكتب.

تفاصيل الحادثة تكشف ان الأمر تم الترتيب له بشكل جيد ، من قبل جماعة الإخوان عبر أدواتها ، فما جرى لم يكن عملية اقتحام فلم يحدث أي اعتراض من قبل الشرطة العسكرية المكلفة بحماية المبنى بل أن عناصرها قاموا بفتح الأبواب امام المتظاهرين.

كما سبق ذلك زيارة قام بها أبرز القيادات الأمنية الإخوانية وهما مدير الأمن العميد منصور الاكحلي وقائد الشرطة العسكرية محمد سالم الخولاني الى خيمة الاعتصام والالتقاء مع المتظاهرين قبل دخولهم مبنى المحافظة وإغلاق مكتب المحافظ بدقائق.

وبحسب نشطاء إخوان تحدثوا عن اللقاء ، فقد أكد الأكحلي والخولاني تأييدهم "مطالب المعتصمين المشروعة وكل مواطن تعزي لمحاربة الفساد والمطالبة بتوفير الخدمات ، بالطرق السلمية".

المعتصمين – وكما قال نشطاء الإخوان – رحبوا بمدير الأمن وقائد الشرطة و" قالوا ان ثورتهم سلمية وستسمر بالطرق السلمية حتى قلع الفساد ، والفاسدين وتغييرهم جميعا واحالتهم للقضاء ".

ويبدوا هذا الترحيب مستغرباً في حين يعد ملف الجيش والأمن من اكثر الملفات فساداً في تعز والذي تسيطر عليه قيادات إخوانية على رأسها الأكحلي والخولاني وخالد فاضل قائد محور تعز.

التطور الهام الذي برز في حادثة الاقتحام اليوم هو حصر المطالب بإقالة المحافظ والوكلاء ، خلافاً للمطالب التي بدأ بها الحراك الشعبي وهي اقالة كافة القيادات الفاسدة بما فيه الأمنية والعسكرية، واحالتهم الى القضاء.

وهو ما يعني ان هذا الحراك قد فرز نفسه بالسيطرة عليه من قبل جماعة الإخوان وبات هدفه واضحاً وهو تغيير المحافظ نبيل شمسان بآخر اكثر ولاء للجماعة ان لم يكن من قيادات الجماعة نفسها، مع انباء تتحدث عن رفع جماعة الإخوان لاسم المرشح البديل الى مكتب الرئيس هادي ، وتسعى لإيجاد مبرر وغطاء لتمريره عبر هذا الحراك المزعوم وتحت لافتة "مكافحة الفساد".

وبات واضحا ان خطاً اخر يقود تغير حقيقا بعيد عن الاخوان عبر التكتل المدني من كل أبناء تعز بتوجههم المدني وتتلخص مطالبهم اجتثاث الفساد في كل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية عكس جماعة الإهوان التي تجرم الحديث عن فساد قيادتها العسكرية والأمنية. 

وما يثير السخرية هو ان احد العناصر الذين اقتحموا مبنى المحافظة ومكتب المحافظ تحت هذه اللافتة وهي مكافحة الفساد هو المدعو منير حميد سيف ، المدير السابق لمديرية صالة.

فالمدعو منير حميد يعد من ابرز القيادات الإخوانية المتورطة في عمليات الفساد، ومحال الى النيابة منذ عام 2010م وهو عضو مجلس محلي كما انه قاد تمرداً مسلحاً ضد قرار إقالته من قبل المحافظ السابق أمين محمود عام 2018م ، وبدعم من مليشيات الإخوان واللواء 22 ميكا التابع للجماعة.

وظل الرجل لأكثر من عامين يمارس عمله كمدير للمديرية بقوة السلاح مانعاً المدير المكلف من المحافظ من مزاولة عمله، واستمر في ممارسة هوايته بجمع إيرادات المديرية بسندات خاصة تذهب لصالحه وجماعته ولا تورد الى البنك وحساب المديرية.

وظل الحال كذلك حتى مع قدوم المحافظ الحالي نبيل شمسان بداية العام 2019 م  وختى نهاية العام رغم مذكرات احالته للقضاء الا ان جهات الضبط المسيطر عليها من الجماعة ترفض ذلك، حتى ضغط الاصلاح وانتزع من المحافظ قرار بتم تعيين مدير آخر للمديرية من قياداتها .

تكشف مشاركة هذا الرجل حقيقة حراكها المزعوم الذي تقوده جماعة الإخوان اليوم بتعز بعد ان فرضت قرارها على مطالب الشارع الحقيقية بإقالة شاملة للفاسدين ، وحولتها الى أداة ضغط لفرض قيادات جديدة على المحافظة أكثر ولاء لها.

اقتحامات متكرر لمرافق الدولة لابتزاز السلطة المحلية وافراغ خزينة الدولة من اموال الايرادات في المحافظة باسم الدعم للجبهات ونفير التحرير والذي يعيه ابناء تعز ان مع هذه القيادة العسكرية لم يتحقق التحرير ولن ينحقق رغم عشرات المليارات التي صرفت لذلك.