آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

اخبار وتقارير


الحوثي آلة حرب همجية هجرت الآلاف ليواجهوا رحلات هرب محفوفة بالمخاطر

الحوثي آلة حرب همجية هجرت الآلاف ليواجهوا رحلات هرب محفوفة بالمخاطر

الجمعة - 16 يوليه 2021 - 12:26 ص بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن - خاص

يُنظر الآن إلى فصل اللاجئين في المخيمات، غير القادرين على العمل والاعتماد على المساعدات، على أنه أمر قاسي ومهدر لأي شيء بخلاف الإصلاح قصير المدى لنزوح جماعي كبير.

 

تعيش المحافظات اليمنية التي تشهد حروب وجبهات حالة من عدم الاستقرار، وحتى مناطق النزوح منها، أوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن "بعض الأسر نزحت للمرة الرابعة والخامسة جراء استمرار واتساع رقع القتال، وتزداد معاناتها في ظل انعدام المساعدات المنقذة للأرواح، فهؤلاء أكثر من يتضرر من تداعيات الحرب".

 

وقد أجبر الصراع القائم أربعة ملايين يمني على النزوح من ديارهم، وتعرض البلاد للدمار، إضافة إلى إضعاف خدماتها الصحية وإمداداتها الغذائية، تاركاً 66 بالمائة من السكان متكلين على المساعدات الإنسانية.

 

وفي الوقت الذي لا تزال فيه مدينة الحديدة تشهد بعضا من أشرس المواجهات على طريقة حرب العصابات في القتال بين القوات المدعومة من السعودية وجماعة الحوثي الموالية لإيران، اضطر عدة آلاف إلى المغادرة، واستقر الكثير منهم في العاصمة صنعاء.

 

وفي عام 2018، قال نازح من الحديدة لـ "وكالة رويترز"، يدعى محمد هادي "لا غاز ولا مفارش ولا حتى غطاء من المطر، وها نحن نعاني أشد المعاناة ونناشد جميع المنظمات الدولية بلفت النظر إلينا، ونحن خمس أسر عايشين لا نعرف حتى نأكل، ماكلنا ومشربنا كله طلاب (نطلبه) من الناس".

 

وقال نازح آخر يدعى أحمد أمين "كنا ساكنين في الحديدة نزحنا بسبب الحرب، الآن ساكنين بصنعاء، بسبب الحرب، حرب قصف ومواجهات (بالحديدة)، والآن سجلنا في عصر (مركز استقبال النازحين) بس لحد الآن ما جابوا لنا شيء ولا جابوا لنا أي حاجة، والآن إحنا نعاني هنا بالسكن بكل شيء بالمواد الغذائية..."

 

ويشكو النازحين، من العيش والنوم والأكل والطهي في خيام مبللة جراء الأمطار، دون وجود بطاطين أو مدافئ، في سطور ملخصة يعاني النازحون من" الجوع والمرض والفقر". فيما يشكو البعض من انتشار الثعابين بجانب المخيمات التي قد تؤذي حياتهم.

 

وأفاد نازحون في سنة 2019، للمركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة: بأن ميليشيات الحوثي أجبرتهم على النزوح من خلال تصرفاتها العنجهية المتعمدة في مضايتقهم وتعكير صفو حياتهم حيث يقوم عناصر من الميليشيات بإجبار النساء على طهي الطعام لهم بقوة السلاح وتهديد أزواجهن بالقتل إن هن رفضن ذلك!.

 

وقالت إحدى النازحات: إن عناصر ميليشيات الحوثي وعند دخولهم إلى قريتهم أجبرت النساء التي تجاور منازلهن مواقع التماس على طهي الطعام لهم في منتصف الليل عبر إجبار أزواجهن بذلك، وأضافت: أنهم يضعون السلاح على رأس زوج من ترفض طهي الطعام ويقولون له إجعل زوجتك تطهو لنا أو نقتلك.

 

وليس هذا هو السبب الوحيد الذي جعل الكثير من سكان الحديدة مجبرين على النزوح فقد أفاد أحد النازحين: بأن ميليشيات الحوثي تتعمد إتخاذهم كدروع بشرية هم ومنازلهم ويلجؤون للإختباء في بعض المنازل مما يجعلهم في خطر بحيث تضطر ألوية العمالقة لإيقاف إطلاق النار عليهم.

 

وتستمر ميليشيات الحوثي في همجيتها ورفضها لكل الطرق المؤدية إلى السلام حتى يتمكن النازحين من العودة إلى منازلهم التي نزحوا عنها مكرهين.

 

وفي وقت سابق، قالت الصحفية عفاف الأبارة، في إحدى تصريحاتها الإعلامية إن أوضاع النازحين في اليمن بالغة الصعوبة والسوء، خصوصا النساء والأطفال.

 

وتضيف الأبارة: "هناك الكثير من النساء اللواتي يعشن محنة الجوع والمرض، فيما رحلت أخريات عن الحياة بسبب ولادة متعسرة جراء انعدام الخدمات الصحية أو انتشار الأمراض".

 

وتابعت: "هناك حوالي 2 مليون امرأة نازحة يمنية، يتجرعن مرارة وقسوة تجربة النزوح ويعيشن على أمل انتهاء الحرب والعودة إلى منازلهم".

 

فيما قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الاجئين، بعد أكثر من 7 سنواتٍ من الصراع، تبقى الأزمة في اليمن أكبر أزمةٍ إنسانيةٍ في العالم، مع وجود الملايين من اليمنيين النازحين الذين يعيشون على شفير المجاعة.

 

الهجرة والنزوح لا يتعلقان بالأرقام فقط. كما أنها تعكس الطبيعة المتغيرة للأزمات الإنسانية، أصبحت حرب الحوثي أكثر تعقيدًا وتدويلًا وبالتالي يصعب إنهاءها، لتصبح اليمن هشة تنتقل من أزمة إلى أخرى، مع نزوح المزيد من الناس، ولفترات أطول، لا يمكن لميزانيات المساعدات مواكبة ذلك.