تعيش المناطق المحررة في محافظة تعز منذ أسابيع أزمة خانقة جراء سياسة النهب والتهريب الممنهجة التي تمارسها سلطة الإخوان الحاكمة في المحافظة.
ويصطف مئات الآلاف من المواطنين في انتظار دورهم لاستلام اسطوانة غاز واحدة إلا أن وكلاء الغاز وبعضهم موالون للإخوان يقومون بالتلاعب بالكمية الواصلة إلى المحافظة وتهريبها إلى مناطق سيطرة الحوثيين لبيعها بأسعار مضاعفة ، ناهيك عن عمليات الجباية التي تقوم بها قيادات عسكرية لوكلاء الغاز عبر النقاط التفتيشية المنتشرة على طول الطريق الواصل إلى المناطق المحررة.
خلال الأيام الماضية شهدت عدد من المناطق وتحديدا أمام محطات الغاز أو محلات الوكلاء أعتداءات بين مواطنين للحصول على أسطوانة واحدة بعد انتظار أسابيع ، الأمر الذي عكس حالة الأزمة الخانقة التي يعيشها الأهالي جراء سياسة التدمير الإخوانية التي تفتعل الأزمات لأجل إفشال تطبيع الأوضاع ورفع معاناة المواطنين في ظل الحصار الخانق على المدينة من قبل الميليشيات الحوثي.
لم يشفع الحصار الخانق الذي يفرضه الحوثيين على أهالي تعز منذ قرابة 7 سنوات والتي عكست على مستوى الحياة بشكل عام ، بل زاد الطين بله أعمال الجبايات والنهب التي تمارسها السلطات المحلية والعسكرية الموالية للإخوان داخل المناطق المحررة الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى الخروج للشارع لرفض هذه السياسة التدميرية التي تهدف إلى تركيع المواطنين وإخضاعهم لسطلتهم.
مع تزايد الاحتجاجات على مدى الثلاثة الأشهر الأخيرة ومطالبة المتظاهرين بإنهاء حكم العسكر الإخواني ، كان الرد على المتظاهرين من قبل الإخوان سريعا بدء من افتعال الأزمات في الخدمات خصوصا الكهرباء التي أصبحت قطاع خاصة لقيادات إخوانية بعضها ينتمي لمحور تعز العسكري وصولاً إلى افتعال أزمة غاز ونشر نقاط جباية على الطرق الرئيسي الوعرة التي تربط مدينة تعز بالمناطق المحررة حيث باتت تلك النقاط تجبر سائقي الشاحنات والناقلات على دفع أتاوات كبيرة للسماح لها بالمرور دون المبالاة بحمولة تلك الشاحنات من مواد غذائية واستهلاكية ومحروقات.
مواطنون أكدو لـ "نافذة اليمن" أن أزمة الغاز المنزلي في مدينة تعز أعادت السكان إلى زمن الخشب حيث بات السكان يتسابقون إلى الأشجار للحصول على حطب لاستخدامه في إعداد الطعام في ظل عدم توفر أسطوانات الغاز في أماكن التوزيع الحكومية وتوفرها بأسعار خيالية في السوق السوداء.
وأضاف المواطنون : نبحث عن اسطوانة غاز منذ اسابيع ولا نجد أجابة صريحة عن أسباب انعدامها بشكل مفاجئ ، كما أننى لم نلمس أية اهتمام أو متابعة من الجهة الحكومية المعنية بذلك وهي شركة الغاز .. سؤال يطرح نفسه أين تذهب حصة تعز من الغاز المنزلي كل شهر والأهالي لا يجدون أسطوانة واحدة.
مع تصاعد الاحتجاجات وأزمة الغاز المنزلي أطل وكيل أول محافظة تعز عبدالقوي المخلافي والمحسوب على الإخوان بتصريحات تؤكد أن حصة المحافظة من الغاز المنزلي والبالغ (7000) اسطونه موجودة ، وأن كميات كبيرة ستصل المحافظة قريبا .
محذرا في الوقت نفسه من التلاعب بأسعار الغاز وأن السلطة المحلية ستتخذ إجراءات صارمة بحق المخالفين .
هذه التصريحات لم تلقى صدى لدى المواطنين الذين لا يطالبون بسرعة الكشف عن المتلاعبين بهذه المادة وأين تم أخذ حصص المحافظة خلال الأسابيع الماضية وحرمان الأهالي من حقهم.