عملية شبوة .. تكتيك الإخوان لحماية وجود الحوثي في بيحان

نافذة اليمن - خاص

قبل شهر، سيطرت مليشيا الحوثي على بيحان، بمحافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن)، دون قتال، بينما لا تلوح في الأفق، حتى اللحظة، أي بوادر لتحرك فعلي من جانب قوات الجيش، التابعة لحزب الإصلاح الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، لاستعادة السيطرة على المنطقة الاستراتيجية.

وقد كان اللافت بنظر كثيرين، انصراف قيادة القوات التابعة للإخوان والمحسوبة على الحكومة اليمنية في شبوة، إلى الترويج لعملية عسكرية (وهمية)، لاستعادة المديرات الثلاث، في وقت يمضي فيه الحوثيون قدما في تثبيت سيطرتهم على المناطق الواقعة غربي المحافظة.

وفي سبتمبر الماضي، سيطر الحوثيون على (عين والعليا وعسيلان)، بعدما انسحبت القوات الموالية للإخوان، من المناطق الثلاث قبل وصول المسلحين الحوثيين، ليسيطروا عليها دون أي خسائر تذكر.

ومثل استيلاء مليشيا الحوثي على بيحان، تحولاً ميدانياً لافتاً، حيث مكنها لاحقاً من تطويق ثلاث مديريات في محافظة مأرب المحاذية، وصولا إلى إسقاط "العبدية" بعد حصار دام نحو 3 أسابيع، وهي المنطقة التي عجزت عن اجتياحها في عام 2015م وواجهت فيها مقاومة قبلية عنيفة.

ومؤخراً، ادعت وسائل إعلام تابعة للإخوان، إطلاق عملية عسكرية وصفتها بـ"الكبيرة"، في منطقتي "الصفراء وسليم" على أطراف مديرية عسيلان، لكنها تبخرت مع غروب شمس يومها الأول، ليجد اليمنيين أنفسهم وجها لوجه أمام "مناورة إخوانية" جديدة، لا هدف لها غير حماية وجود الحوثيين في بيحان.
 
ومع أن الإخوان حركوا ماكينتهم الإعلامية، لتسويق أخباراً عن مواجهات مع الحوثيين، في شبوة، وكذا عن استعادة مواقع، تحت ضغط السخط الشعبي، على إثر ضلوعهم في تسليم بيحان، إلا أنهم تراجعوا تدريجياً عن تلك المزاعم، لتكتفي الفصائل المسلحة التابعة لهم بقطع الطريق المؤدي إلى عتق عاصمة المحافظة.

لكن العملية وقبلها تصريحات سابقة للمحافظ "ابن عديو" بدت من الوهلة الأولى - بنظر محللين- مجرد "جرعة تخدير" للتغطية على "صفقة"، فتح بموجبها "الإخوان"، الذين يسيطرون على القرار العسكري للقوات الحكومية، ثغرات لعودة الحوثيين إلى شبوة، بعد قرابة 4 سنوات من طردهم.

وباستقراء المعطيات الميدانية على الأرض، وكذا الأجندة الخفية للعملية العسكرية المزعومة، فإنه من المؤكد قطعا عدم وجود توجه جاد لدى جماعة الإخوان، وسلطاتها المسيطرة على شبوة، لمواجهة الحوثيين، بقدر ما تبدو متصالحة مع الواقع الجديد في بيحان.

وتشي التقارير الميدانية، الواردة حتى اللحظة، على الأقل، من المحافظة الغنية بالنفط، إلى أن هناك "تسليما ضمنيا من جانب سلطات الإخوان المدنية والعسكرية، وأيضا قياداتهم في هرم الشرعية، بالواقع الجديد الذي فرضه الحوثيون دون خسائر تذكر".

وكانت مليشيا الحوثي، قد احتلت عديد مناطق بمحافظة شبوة، في أبريل (نيسان) 2015، ومن ضمنها بيحان، لكنها اندحرت تحت ضغط معركة خاضتها المقاومة الجنوبية بإسناد من رجال القبائل والتحالف العربي نهاية عام 2017.

وعادت في 21 سبتمبر الماضي، للاستيلاء على مناطق غربي شبوة، بعد أن أحكمت سيطرتها على محافظة البيضاء، حيث اتجهت شرقاً نحو عقبة "القنذع" التي انسحبت منها قوات الإخوان المنضوية تحت راية "الشرعية"، تاركة وراءها نحو 60 كيلومتراً مربعاً من مساحة المحافظة للحوثيين.