بعث البرلماني الإخواني حميد الأحمر رسالة إلى العميد طارق صالح، قائد المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، وصفها سياسيون بالملغومة .. لافتين إلى أنها تدين الأحمر وحزب الإصلاح أكثر مما هي رسالة لشق الصف الجمهوري الذي لوح به العميد طارق.
وأجرى المحرر السياسي مقارنة لخطاب الأحمر بالواقع على الأرض خاصة عند محاولته توجيه اتهامات واهية للعميد صالح، بأنه لم يقبل بالدفاع عن مأرب ويحمله أسباب سقوطها، بعد أن فشل الإخوان وسلموا 12 مديرية للحوثي.
وفي نص من نصوص الرسالة قال حميد الأحمر: "وبحسب علمي فإن قيادة الدولة كانت قد وافقت قبل حوالي العام من الآن على مقترح التحالف بأن تشارك بعض الوحدات التي تقودها انت في معارك الدفاع عن مأرب وتمت الموافقة على تخصيص جبهة مستقلة لهذه القوات للمشاركة، غير انه ولإسباب لا أعرفها شخصيا وبرغم أن المقترح كان في الاساس من التحالف وبعد الموافقة الرسمية من قيادة الدولة ، إلا انه لم يتم تفعيل ذلك على أرض الواقع وهذا بحسب المعلومات التي وصلتني ".
وفي 9 أبريل عام 2020، كشف رئيس المكتب السياسي لـ"المقاومة الوطنية اليمنية" طارق صالح أن "المقاومة" عرضت على حكومة عبد ربه منصور هادي المشاركة في الدفاع عن مأرب ضد الحوثيين العام الماضي لكن العرض رفض.وقال: "عرضنا تحريك بعض القوات واتخاذ محاور معينة للدفاع عن مأرب لكن الجواب لم يكن إيجابيا". ما يدل على أن ارتباك الإخوان ظهر جلياً على رسالة الأحمر.
وفي نص آخر من الرسالة: "ما أغرى الحوثي لهذه الحملة الشرسة ضد مأرب التي يزج فيها قسرا بالآف اليمنيين من مناطق سيطرته الى المحارق، هو أنه آمن في بقية الجبهات والمناطق".
لا يخفى على أحد خيانات الإخوان في كل الجبهات ومنها الجوف وحجور والبيضاء وشبوة ومأرب مؤخراً، فقرة الرسالة تلك تدين الإخوان لأنهم هم المسيطريين الوحيدين على الجبهات بدعم عسكري رفيع وإسناد من التحالف فأي إخفاق وجبهات باردة طالها الحوثي المسؤول الأول والأخير عنها هي شرعية الإخوان.
نص آخر: "وهنا علينا ان نعي ونستحضر ان الوطن الذي يغتصبه الحوثي ليس محصورا بالدائرة الضيفة المحيطة بمأرب ولكنه موجود في مناطق سيطرة الحوثي بتعز وإب والبيضاء والحديدة وحجة وغيرها من المناطق، وان المعركة مع الحوثي في الأساس يجب ان تكون مشتعلة في جميع هذه المناطق، وأن من هو حريص على رفد ومعاونة مأرب فما عليه سوى مواجهة الحوثي في مناطق وجوده ويوسع من رقعة المناطق المحررة و يقلص من رقعة سيطرة الحوثي أرضا وإنسانا".
يظهر النص تخادم الإخواني الأحمر بالدفاع بشكل مبطن عن مليشيات الحوثي، وتشتيت الرؤى إلى محافظات أخرى سقطت، في حين تعد معركة مأرب هي الرئيسية وتعتبر آخر معاقل الشرعية في الشمال، لجعل المجال مفتوحاً للحوثي لإسقاط آخر مديريتين من مأرب، بعد أن قدمت قوات الإخوان المدعوة بالجيش الوطني، مديريات بيحان الثلاث للسيطرة والانقضاض على عبدية مأرب لتتوالى بعدها انتصارات الحوثي بباقي أجزاء المحافظة.
نص آخر: "إن من يدعي اليوم وقوفه ضد الحوثي ويزعُم حِرصه على مأرب الحرة والمحررة والثابتة، عليه تحريك قواته بصدق لتحرير اقرب المناطق إليه، فتحرير شبر من أرض الوطن في اي محافظة كانت هو دعم لمأرب، وهو واجب وطني وديني تجاه ابناء تلك المناطق التي ينكل بها الحوثي ".
تناسى حميد في هذه الفقرة واجب الجيش الوطني الجرار الذي يتفاخر فيه إخوان الشرعية، حيث أن المتواجدين في سجلات الجيش لا يتجاوزوا 50 % بشكل وهمي، في الوقت الذي يترك مدراء الأمن الإخوان الجنود في المنازل ويتقاسموا معهم المرتبات، تاركين ظهر الجبهات خالية بعمليات كر وفر حتى استوعب الحوثي كل مناطق الشمال .
وبكل فشل جديد يلجأ الإخوان إلى ضحية جديد ليلصقون فشلهم عليه، كما رموا بفشلهم باتجاه السعودية التي ما طالبوها بشيء على مدار سبع سنوات الا ووفرته منذ البداية من المعبر الى المرتب الى الطائرة الى المدفع”.
"أعلم أخي العزيز انك اخترت منذ خروجك من صنعاء أن تكون مرتبط بالإمارات، ولكن حان الوقت الآن طالما وقد أعلنت إنطوائك في إطار الشرعية ان ترتبط بدولتك وقيادة هذه الدولة ، وإذا كانت الإمارات صادقه معك فستدعمك للدفاع عن وطنك وتحرير شعبك من سطوة مليشيا ايران الكهنوتية والثأر لعمك ، أما دعمهم لك اعلاميا فقط ، وانت ملزم من قِبلهم بالبقاء في معسكرات التدريب لسنوات فهو أمر أعتقد غير لائق بك".
فبعد أن سعت مليشيات الإخوان لخروج دولة الإمارات الداعمة في الجبهات والتي حققت انتصارات متوالية، وحمت مأرب بدفاعاتها حيث فشل الحوثي بالتنكيل بأهلها أو المساس بهم، في حين كانت العائق الأكبر أمام الاخوان وخياناتهم وعدم قدرتهم دعم الحوثي بشكل واضح كما يحصل الآن في كل الجبهات، ليتناسى حميد كل ذلك ويحصر دور الإمارات التي قدمت قوافل من الشهداء بأن دعمها إعلامي فقط، يكشف الستار عن مدى الحقد الدفين الإخواني لدولة الإمارات الشقيقة بعد أن كسرت شوكة خياناتهم.
وشاركت القوات المسلحة الإماراتية البرية وحرس الرئاسة والعمليات الخاصة بجميع وحداتها بأكثر من خمسة عشر ألف جندي في خمس عشرة قوة واجب في مختلف مدن ومحافظات اليمنِ"، بلغ عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة بجميع أنواع طائراتها، أكثر من مئة وثلاثين ألف طلعة جوية وأكثر من نصف مليونِ ساعة طيران على أرضِ العمليات". ووصل عدد قتلى قواتهم في اليمن إلى 108عسكري.
ماذا استفاد الوطن من حميد الأحمر ؟
«الأحمر»، رجل أعمال قادت أسرته شبكة الإخوان في اليمن، وبعدما تركوا العاصمة صنعاء، في 2014، وفروا إلى أحضان «أردوغان»، واستغلها الرئيس التركي، كوسيط للتأثير على السياسة في اليمن وفلسطين، وبدعم سياسي ومالي من الحكومة التركية الحالية، قام «الأحمر» برعاية شبكات على مستوى العالم، إضافة إلى مساعدة «أردوغان» في تأصيل الفكر المتطرف في الشباب التركي.
وفي عام 2019، ذكر موقع «نورديك مونيتور» السويدي الذي يقدم تقارير عن التطرف والإرهاب والجريمة والسياسة الخارجية والأمن والمسائل العسكرية، أن «الأحمر» وصف الاحتفالات في تركيا في 31 مارس 2016، كتذكير بسنوات الخلافة، عندما ادعى العثمانيون اللقب، وهذه هي ساحة المبيعات بالنسبة للرئيس التركي، الذي يرى نفسه زعيمًا لكل المسلمين.
وحزب الإصلاح، أسسه والد الأحمر «عبد الله» مع الداعية الدينية، عبدالمجيد الزنداني الذي أدرجته وزارة الخزانة الامريكية في فبراير 2014 ضمن قائمة الإرهاب، وقالت : إن الزنداني «من الموالين لأسامة بن لادن ومؤيد لتنظيم القاعدة»، كما كان بمثابة جهة اتصال لـ«أنصار الإسلام» وهي منظمة إرهابية مقرها الأكراد مرتبطة بالقاعدة، وفقًا للولايات المتحدة.