آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-10:10م

قالوا عن اليمن


صحيفة دولية توجه هذا السؤال : هل تؤسس "مشاورات الرياض" لعهد يمني جديد؟

صحيفة دولية توجه هذا السؤال : هل تؤسس "مشاورات الرياض" لعهد يمني جديد؟

الجمعة - 01 أبريل 2022 - 07:00 م بتوقيت عدن

- عدن ـ نافذة اليمن ـ اندبندنت عربية

 

تتواصل أعمال مشاورات الرياض "اليمنية- اليمنية"، التي دعا إليها مجلس التعاون الخليجي تحت عنوان "تقييم الوضع الراهن".

وفي هذا الإطار، يعمل المشاركون في المشاورات على تقييم المشهد اليمني من خلال 6 محاور: تقييم الوضع السياسي الذي تناقش فيه النخب اليمنية المسؤولين السياسيين في الحكومة، إضافة إلى الوضع الاقتصادي والتنموي مع مسؤولي الحقائب ذات الاختصاص، والوضع الأمني ومكافحة الإرهاب، والمحور الإغاثي والإنساني، والمحور الاجتماعي، وأخيراً الإعلامي.

وتستمر كل جلسة بالتوازي على مدى 4 ساعات، على أن تتوقف المباحثات يومي الجمعة والسبت، ليعاد استئنافها مطلع الأسبوع، الأحد 3 أبريل (نيسان) 2022، بحيث يناقش كل محور في يوم منفصل، بدءًا من الأحد حتى آخر أيام المشاورات، التي يعلّق عليها ملايين اليمنيين آمالاً عريضة.

مسؤولية تاريخية

وقالت الدكتورة وسام باسندوة التي تشارك في المشاورات إن أعمال المؤتمر مستمرة في يومها الثاني بفاعلية ومسؤولية من جميع المشاركين، الذين يمثلون كل ألوان الطيف السياسي وشرائح المجتمع اليمني، ويدركون الدور واللحظة التاريخية التي تصدّوا لها لوضع حدّ للمأساة الإنسانية التي تعاني منها البلاد.

وأضافت باسندوة في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، أنه "يمكن القول إن الفرق ستناقش جميع المحاور الرئيسة باستفاضة، وسط أجواء إيجابية مشجعة من أجل بلورة رؤية موحدة لدعم المسار السياسي في اليمن، إضافة إلى ما تمثله من جهود حثيثة وصادقة لدول مجلس الخليجي لتفعيل المسار التفاوضي وصولاً إلى حل الأزمة".

تباين واستشعار

عن وجود التباينات السياسية الحاصلة التي اعترت صف الشرعية اليمنية على مدى الأعوام الماضية، وكيف يمكن التعامل إزاءها، أكدت باسندوة أن "التباين حاصل، وهذا أمر طبيعي، ولكن هناك استشعاراً من الجميع للخروج برؤية واحدة تؤسس لعهد وطني جديد على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والإعلامية وغيرها، وهو ما يفسر غياب ميليشيات الحوثي، التي تدرك أنها غير قابلة للاندماج في الواقع اليمني ومحيطه العربي، ولهذا لم تحضر استجابة لإملاءات إيران".

السلام بالسلاح

وفيما كان ملايين اليمنيين الذين يعانون من الحرب، يترقّبون مخرجات واعدة لمشاورات الرياض لوضع حدّ للمأساة الإنسانية، قابل الحوثيون دعوات تحكيم لغة الحوار بخيار التصعيد المسلح. وردّت الميليشيات المدعومة إيرانياً بمزيد من العنف، تحديداً على التخوم الجنوبية لمحافظة مأرب (شرق البلاد) الغنية بالنفط، إضافة إلى استمرار هجماتها المتكررة التي تستهدف الأعيان المدنية والمنشآت النفطية في السعودية.

كما أعلنت الميليشيات، الأربعاء 30 مارس (آذار) انتهاء الهدنة العسكرية التي سبق وحدّدتها السبت الماضي من جانب واحد لمدة ثلاثة أيام، من دون الحديث عن تمديدها، في إشارة إلى عزمها استئناف عملياتها العسكرية، مستغلة قرار تحالف دعم الشرعية وقف عملياته العسكرية في اليمن، الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء.

وتأكيداً على استمرار نهج الخيار المسلح، ذكرت مواقع الجيش اليمني أن ميليشيات الحوثي شنّت هجوماً كبيراً ضد مواقعه في مأرب بمديرية الجوبة جنوب المحافظة، عقب ساعات فقط من إعلان التحالف العربي وقف عملياته العسكرية.

تحديد معوقات الشرعية

من جانبه، قال عضو المشاورات ثابت الأحمدي إن أعمال اللجان تمضي بسلاسة متناهية وسط أجواء أخوية وإيجابية تغلب عليها روح الجماعة الواحدة بين مختلف المكونات.

وأضاف أن "الجميع يعملون بمسؤولية تاريخية وينشدون الدولة اليمنية الجامعة والضامنة لكل اليمنيين، يوحّدهم هدف واحد، هو القضاء على عدو اليمن الأوحد الحوثي السلالي ومشروعه الإيراني، الذي يهدد اليمن والعرب".

وفي توضيح لآلية سير عمل اللجان المنبثقة من المشاورات، التي قُسّمت إلى ست محاور، أوضح الأحمدي أن فعاليات الخميس شهدت بدء ورش عمل ونقاشات جادة حول معوقات العمل التي تواجه الشرعية اليمنية، وكل فرقة في مجالها.

وأشار الأحمدي إلى أن الصياغة النهائية ستتم من قبل لجنة يتوافق عليها الجميع، كما ستتواصل الجلسات الأحد المقبل لوضع الحلول المناسبة إزاء مختلف القضايا والمقترحات الوطنية.

يد ممدودة للحوار

وعلى الرغم من حال التصعيد التي زادت وتيرتها أخيراً، إلا أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف جدد الأربعاء 30 مارس دعوة الحوثيين إلى الحضور والمشاركة في مشاورات الرياض، "وتغليب مصلحة اليمن ورفع المعاناة عن شعبه".

وقال بيان أصدرته الأمانة العامة للمجلس إنه "تأكيداً للدعوة الموجهة إلى الأطراف اليمنية كافة للمشاركة، جدد الأمين العام دعوة أنصار الله للحضور والمشاركة في المشاورات مع إخوانهم اليمنيين، وتغليب مصلحة اليمن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق".

وقف إطلاق النار

وفي مسعى إلى تهيئة الأجواء المثالية لإنجاح المشاورات، التي يعوّل عليها ملايين اليمنيين للخروج بقرارات تضع حدّاً للمعاناة الإنسانية، التي يكابدونها جراء الحرب وما سببته من انهيار اقتصادي، وانعدام سبل المعيشة والخدمات، أعلن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد تركي المالكي، وقف العمليات العسكرية داخل اليمن اعتباراً من الساعة السادسة صباح الأربعاء 30 مارس، استجابة لدعوة مجلس التعاون، "بهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان لصناعة السلام في اليمن".

وأضاف المالكي أن وقف العمليات يأتي دعماً للجهود الساعية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار في سياق المبادرات الدولية، برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والمبادرة السعودية.

ومن المقرر أن تناقش المشاورات اليمنية جملة المحاور السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والإغاثية والإعلامية، خلال جلسات متزامنة.