تواصل المليشيات الحوثية تصعيدها الطائفي ضد شعائر المسلمين وعباداتهم في مناطق سيطرتها، إذ أقدم عناصرها أمس الجمعة، على اقتحام الجامع الكبير بقرية القابل في مديرية بني الحارث، شمال العاصمة صنعاء بعد صلاة العشاء ومنعوا إقامة صلاة التراويح.
وأفادت مصادر محلية باقتحام عناصر مسلحة تنتمي لمليشيا الحوثي المصنفة إرهابية، الجامع الكبير، عقب الانتهاء من صلاة العشاء.. مشيراً إلى مطالبة الحوثيين، المصلين بالمغادرة، استعدادا لتشغيل محاضرة الحوثي عبدالملك.
وفي سياق حرب الجماعة للعبادات، تعرض أمس الأول الأهالي في حي "نقم" شرق صنعاء، لترويع وترهيب، جراء اقتحام مسلحين حوثيين بقيادة المدعو "محمد الدرويش" مسجد "الإيمان" لفض المصليين بالقوة أثناء أداء صلاة التراويح ومنعهم من مواصلة الصلاة.
وأكد شهود عيان، أن القيادي الحوثي "الدرويش" والذي ينتحل رتبة عقيد في التوجيه المعنوي التابع للميليشيا تهجم على المصلين وقال لهم "سمحنا لكم بصلاة الوتر؛ أيش عاد باقي لكم"، مشيرين إلى محاولتها طرد الإمام الأمر الذي تسبب بفوضى عارمة داخل المسجد.
نشطاء على مواقع التواصل، تداولوا فيديوهات تظهر استنكار ورفض المصليين لاقتحام المسجد ومنعهم من أداء الصلاة، واستبدالها بخطب ودروس عنصرية وطائفية.
وتعليقا على الفيديوهات المتداولة شبه نشطاء الهجمات الحوثية المتكررة على "بيوت الله" باقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصليين.
الاقتحام الحوثي لجامع "الايمان" جاء بعد أيام فقط من اقتحامهم مسجد "أحمد ناصر" في شارع هائل (وسط صنعاء)، بينما كان المصلون في الركعة الرابعة، واقتحام جامع "الشهداء" في باب اليمن أثناء الصلاة ايضاً.
وكانت ميليشيا الحوثي قد اقتحمت أحد المساجد مطلع شهر رمضان المبارك، في حي الوايتات بمنطقة المطار شمال صنعاء، بينما كان المصلين يؤددن صلاة التراويح، وتسبب الاقتحام بمقتل اثنين اشخاص من المصليين واصابة سبعة اخرين، حسب مصادر محلية.
كما حولت المليشيات الحوثية العديد من مساجد صنعاء، إلى أماكن لتجميع عناصرها لمضغ "القات"، وتداول دروس طائفية وسماع كلمة زعيمهم اليومية من الساعة 8 وحتى الساعة 11 مساءً.
وقالت مصادر محلية، في سياق متصل، إن ميليشيا الحوثي اقتحمت يوم الخميس مركز "دار القرآن الكريم" في مديرية السلفية بمحافظة ريمة.
وأكدت المصادر أن القيادي الحوثي "عبدالملك حنتوس" المعين من قبل المليشيات مديراً للتربية و"عبدالرحمن مراد" و"عادل الواحدي" اقدمو على "اقتحام مبنى مركز تحفيظ ب السلفية ومن ثم عبثوا بمحتوياته وإشعال النيران بداخله واغلاقه".
وفي تعليق حكومة المجلس الرئاسي، أدان وزير الإعلام معمر الارياني "الحملات التي تشنها مليشيا الحوثي الارهابية التابعة لايران، لمنع إقامة صلاة التراويح، وتحويل المساجد الى مقار لتعاطي القات والاستماع لمحاضرات سيدها، وآخرها اقتحام مجاميع مسلحة بقيادة المدعو محمد الدرويش جامع الإيمان في منطقة نقم بالعاصمة المختطفة صنعاء".
وأوضح الارياني، أن "هذه الممارسات الاجرامية امتداد لمحاولات مليشيا الحوثي الارهابية فرض افكارها ومعتقداتها الطائفية الدخيلة المستوردة من ايران في المناطق الخاضعة لسيطرتها بالإكراه وقوة السلاح، واستهداف التنوع المذهبي، ونسف مبدا التعايش بين اطياف المجتمع اليمني والتي سادت لقرون".
ودعا وزير الاعلام منظمة العالم الإسلامي والعلماء والدعاة في اليمن والدول العربية والاسلامية، ومنظمات حقوق الإنسان "لإدانة اعتداءات مليشيا الحوثي على المساجد ومنع المصلين من اداء صلاة التراويح، وغيرها من الشعائر، في انتهاك سافر وغير مسبوق لحق العبادة وحرية الدين والمعتقد".
ومنذ انقلابها على الحكومة الشرعية وسيطرتها على صنعاء ومدن أخرى اقتحمت ميليشيا الحوثي العشرات من المساجد ودور العبادة، وفرضت أئمة وخطباء تابعين لها بالقوة، كما قامت خلال السنوات الماضية بتفجير العديد من المساجد ومدارس التحفيظ في تلك المناطق.