يوم عن آخر تتكشف فضائح التنظيمات الإرهابية في اليمن، وهي جماعات الحوثي والقاعدة، والتي اتخذت من الدين غطاء لقتل اليمنيين ونهب قوتهم وتدمير حاضرهم ونسف مستقبل أبنائهم بالأعمال الدموية.
اليوم الاثنين، اثبتت القوات المشتركة التي تنفذ عملية سهام الشرق في محافظة أبين، ارتباط فرع القاعدة باليمن - أحد أخطر أجنحة حزب الإصلاح الإخواني- بمليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، بفيديو قصير، لعبوة ناسفة زرعها التنظيم في طريق رئيسي قبيل دحره اليوم.
وأظهر الفيديو الذي أعاد نافذة اليمن نشره، عبوة ناسفة، كان قد زرعها تنظيم القاعدة في الطريق الرئيس بمديرية الوضيع بأبين ، وبجانبها خبير هندسي يشرح تفاصيل دقيقة عن العبوة، والاجزاء المكونة لها، والتي تظهر وكأنها جزء من الطبيعة الجغرافية للمنطقة.
واثبت الفيديو الذي وثق شكل ولون وحجم، ارتباط فرع القاعدة في اليمن بمليشيا الحوثي، ووجود تنسيق عسكري كبير، بين الطرفين، كذلك واحدية الأسلوب المستخدم بعمليات الحرب للقاعدة والحوثي.
وفي عمليات تحرير مناطق الساحل الغربي، سابقا، كانت المليشيات الحوثية تستخدم العبوات الناسفة وتقوم بتشكيلها بشكل الأحجار واجذاع النخل، حيث تكون مشابهة جدا للجغرافيا على الأرض، وتقوم بزراعتها بكثافة، لتعطيل عملية تقدم القوات العسكرية ولكنها فشلت في كل مرة.
واليوم تنظيم القاعدة في محافظة أبين، يستخدم ذات العبوات الناسفة التي استخدمها عناصر الحوثي في الساحل الغربي، مموهة بلون الطبيعة وهيكلها الخارجي على شكل حجر جبلي بركاني.
واستخدم القاعدة في محافظة أبين، أسلوب الحوثي في كل عملية عسكرية، إذ قام بزراعة العبوات الناسفة في مديرية الوضيع، لعرقلة تقدم القوات المشتركة التي تهندس عملية سهام الشرق.
وفي تفاصيل أدق، تمكنت القوات المشتركة في محافظة أبين ضمن عمليات معركة سهام الشرق لتطهير المحافظة من خطر الإرهاب، من ضبط عبوة ناسفة مصنوعة محلياً على أحد الطرقات الرئيسية في مديرية الوضيع بهدف استهداف القوات المتقدمة صوب المديرية.
وبحسب المصادر الأمنية لـ"نافذة اليمن" أن قوات الحزام الأمني في الوضيع أبطلت مفعول عبوة ناسفة مصنوعة محلياً ، وهي عبوة مشابهة لما تصنعه ميليشيا الحوثي الانقلابية وتستخدمها في حربها.
وأشارت المصادر إلى أن العبوات تكشف حقيقة التنسيق المتبادل والمصنع الواحد لكل الطرفين ويرجح أنه يتواجد في محافظة البيضاء المجاورة لأبين ، وهي المحافظة التي يتشارك فيها الحوثيون والقاعدة ويعيشون فيها بسلام وفق اتفاقيات أبرمت بين الطرفين.
وفي سياق متصل، بعملية سهام الشرق، حصل نافذة اليمن، على فيديو، يوثق الحملة العسكرية المشتركة، التي استهدفت أوكار التنظيمات الإرهابية في مديرية مودية بأبين، اليوم الاثنين، بعد أن أتخذت من الأودية والشعاب مقراً لها.
والحملة المشتركة هي بين قوات أمن أبين والحزام الأمني وقوات الجيش وقوات المجلس الانتقالي بقيادة العميد أبو مشعل الكازمي والعميد مختار النوبي والعميد عبدالقادر الجعري والقائد ابو مصعب الشمسي والقائد علي عوض المحوري والعميد يوسف العاقل، وتهدف الى تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في محافظة أبين.
وهي عملية عسكرية نوعية انطلقت صباح اليوم لمحاصرة واقتحام مدينة مودية إحدى المعاقل التي كانت تستخدمها العناصر الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة للتنقل بحرية في مناطق محافظة أبين.
العناصر الإرهابية حاولت جاهدة إعاقة تقدم القوات صوب مركز مودية عن طريق عمل كمائن بعبوات ناسفة تم صناعتها محلية في معسكرات تدريب في أبين وخارجها وتحديدا في محافظة البيضاء المجاورة الخاضعة لسيطرة الحوثيين الحليف الأبرز والرئيسي لتنظيم القاعدة في اليمن.
وأفادت المصادر لـ "نافذة اليمن" أن قوات الحزام الأمني وقوات أمنية أخرى مشاركة معها تعرضت لكمين في الطريق العام بوادي عويمران حيث فجرت العناصر الإرهابية عدد من العبوات الناسفة لحظة مرور القوات المتجهة صوب مركز مديرية مودية، اعقبها اشتباكات عنيفة بين القوات والعناصر الإرهابية التي كانت تتمركز في محيط الجبال المطلة على الوادي قبل أن تتمكن القوات من صدهم وإجبارهم على الفرار إلى شعاب جبلية محيطة بالمدينة.
وأشارت المصادر إلى أن القوات واصلت تقدمها صوب مركز المدينة ، وأثناء مرورها في مفرق القوز شرق مودية قامت العناصر بتفجير عبوات ناسفة ما تسبب في أحتراق طقم عسكري وتضرر مدرعة عسكرية وسقوط عدد من الجرحى في صفوف الجنود.
وبحسب المصادر أن عدد العبوات الناسفة التي جرى تفجيرها صباح اليوم وحتى الظهيرة بلغت نحو 5 عبوات ناسفة ، مشيرة إلى أن الجرحى نقلو إلى مستشفى لودر العام.
وأكد مصدر في مستشفى لودر العام وصول عدد من الجنود الجرحى جراء التفجيرات العنيفة التي هزت مودية والطرق المودية لها ، موضحين أن هناك حالات حرجة سيتم نقلها إلى مستشفيات العاصمة عدن.
ولم تثني التفجيرات العنيفة التي استهدفت القوات المتقدمة من تحقيق أهدافها في اقتحام مدينة مودية وإعلان تطهيرها من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي ، حيث خرج العشرات من المواطنين من أبناء المديرية إلى الشوارع للاحتفاء بوصول القوات.
وعبر الكثير من المواطنين عن سعادتهم بهذا الإنجاز الأمني الكبير مطالبين بسرعة عودة الأجهزة المحلية والحكومية للمدينة ومباشرة مهامها بحرية ودون قيود لتقديم الخدمات للمدينة.
وقال قائد قوات الطوارئ بإدارة امن محافظة ابين العميد علي عوض المحوري ان الحملة المشتركة التي اطلقتها قوات امن محافظة ابين وقوات الحزام الأمني في محافظة ابين لن تتوقف الا بتطهير كامل تراب المحافظة من نشاط الجماعات الإرهابية.
وأشار المحوري في تصريح صحفي له ان ابطال قوات امن محافظة ابين وابطال الحزام الأمني يقفون اليوم صفا واحدا في مواجهة هذه الجماعات الإرهابية ، مشيدا بحجم التنسيق بين كافة القوات الأمنية مؤكدا ان الجميع متفق على ضرورة استمرار الحملة حتى انجاز كافة أهدافها.