هل ينتهي الصداع الحوثي.. قراءة بأحداث الاتفاق السعودي الإيراني

نافذة اليمن - جعفر محمد

شتت استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية وإعادة فتح السفارات والممثليات، أفكار وآراء الجميع وحصدت تحليلات عدة منها المتفائل والمندد والرافض، وربما تعيد هذه العلاقة رسم خريطة التحالفات في المنطقة.

وباستمرار الصراع بين الدول صدم الأغلبية من هذا الاتفاق متناسين ما هو مفهوم كلمة السياسة؛ فهي تعد أعلى درجة في ترتيب الأهمية، أي "القيام على الشيء بما يصلحه". وتعني الترويض والتدريب على وضع معّين، وليس استمرار النزاعات الذي يفيض إلى إسالة المزيد من الدماء.

وكانت إيران والمملكة العربية السعودية أعلنت، الجمعة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وفق ما أفادت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية نقلًا عن بيان مشترك للبلدين اللذين قطعا العلاقات عام 2016.

تفاؤل حذر يسود المنطقة بعد أن أعربت الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.

رصانة جنوبية

بالنسبة لجنوب اليمن تعامل مع الإتفاق الثنائي برصانة سياسية ولكن بتفاؤل حذر مرحبين كونهم ينشدو لدولة جنوبية وكان لابد أن يمر بمنعطفات ومخططات دوليه خبيثة وأزمات داخلية كالذي يمر بها الجنوب، آملين أن ينجر هذا الاتفاق للرضوخ لمليشيات الحوثي وتنفيذ مطالبها بناءً على افتوافق والسياسيات الجديدة التي تحدو إليها المملكة.

وفيما سبق كان رئيس المجلس الانتقالي عضو المجلس الرئاسة، عيدروس قاسم الزبيدي، شجع في مقابلة تلفزيونية جلوس السعودية وإيران على طاولة واحدة مؤكداً بأنه سيزول 50٪‏ من التوتر في منطقة الشرق الأوسط بعد الجلوس على الطاولة مباشرةً، وستنتهي مصالح تجار الحروب التي تستمدها من الصراع في المنطقة.

اعتقد محللون إن استئناف العلاقات الدبلوماسية خطوه بالاتجاه الصحيح وحنكة سعودية بإدراكها بإنّ هنالك مصلحه أمريكية وإسرائيلية في إطالة أمد الصراع في اليمن وسوريا، وتضخيم نفوذ إيران فالمنطقة من أجل إجبار الدول العربية في التطبيع مع إسرائيل، رغم بإنّ إيران سببت بإسالة الدماء في اليمن وسوريا، بدليل صدمة أمريكا التي عبرت عنها عقب إعلان الإتفاق الثنائي.

فيما إيران ترى على نفس الصعيد أن الوصول إلى اتفاق مؤقت سيخرحها من كم هائل من المشاكل التي حاصرتها مؤخرا على المستوى الدولي والمحلي خاصة بعد اندلاع فتيل الثورة. بالطرق السلمية، بعدما رأت خلال السنين الماضية، بإنّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد حليفاً وشريكاً يعتمد عليه، لأنّ الولايات المتحدة الأمريكية، يهمها مصلحتها العليا أولاً، ما أدى إلى اندفاع الدولتين نحو روسيا والصين، كشريكيين موثوقيين في آسيا والعالم.

صداع حوثي

بالنسبة للملف اليمني وبعد تعثر إنهاء الحرب في اليمن عقب 8 سنوات ربما تكون خطوة إعادة العلاقات لتخلص السعودية من الصداع الحوثي الذي يعتبر ذراع إيران الرسمي في اليمن والمهدد الأول للحدود السعودية ومزعزع أمنها بعد أن تلقت ضربات صواريخ في أهم منشئاتها الاقتصادية.

وكانت دول التحالف خسرت دعم هائل في حكومة اليمن السابقة مع الرئيس السابق عبده ربه منصور هادي، بعد أن أهدرت الشرعية اليمنية التي كانت تحت سلطة تنظيم الإخوان كل ذلك الدعم بقتال وهمي وتمكين الحوثي من كل مناطق الشمال بعد انسحابات من أراضي المعركة سُجلت كتعاون منها بامتداد ذراع إيران حتى يبتلع الجنوب بعد الشمال.

قبول إيران بالجلوس مع السعودية بدعم صيني بعيداً عن أمريكا والمشاكل التي تمر بها ربما يمت بعض الأمل بقبول الشروط السعودية لإنهاء الحرب في اليمن. ولكن يخشى البعض أن تتمخض عن هذا الاتفاق أمور قد لا تقبلها حكومة اليمن الشرعية والمجلس الانتقالي خاصة بعد أن تفردت السعودية مع مباحثات مع مليشيا الحوثي دون إشراكهم.

مخاوف يمنية

ومن بعض ما يخشاه اليمنيون الرضوخ بتنازلات للحوثي وتمكينه شمال اليمن بقبول شروط تسليم المرتبات بعد أن سهلت لها مسبقا بتمرير سفن النفط عبر ميناء الحديدة ورغم كل الإيرادات الهائلة التي يملكها الحوثيين من عدة أماكن منها الاتصالات الخ..

قد تقف الحرب في اليمن إلا أن عبث الحوثي بالمواطنين نساء ورجالا واطفالاً في المناطق المسيطر عليها من يضمن انتهائه، حيث أن الوضع حاليا يعتبر قاسيا وغير إنسانيا بعد أن وثقت كل التقارير الدولية والمحلية منها كل أصناف العذاب والاضطهاد التي تمارسها ذراع إيران.

الجدير بالذكر بأنه وحسب بيان ثلاثي، فقد جرى الاتفاق السعودي الإيراني بمبادرة من الرئيس الصيني لتطوير علاقات حسن الجوار بين الرياض وطهران. كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما،الموقعة في 2001 والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة في عام 1998.