قراءة في رسائل تصعيد الحوثي الحربي.. هل تنصهر أذرع إيران بالمنطقة؟

عدن - نافذة اليمن - جعفر محمد

تحاول مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، توصيل رسائل سياسية عدة عبر تصعيدها العسكري المفاجىء، رغم تواجدها واستجابتها لحوار الهدنة والسلام مع المبعوث الأممي خلاف محادثاتها مع المملكة العربية السعودية، بالتزامن مع الاتفاق السعودي الإيراني الذي لم يجف حبره على الورق بعد.

عقب الاتفاق الإيراني السعودي بأيام دخلت بعض المناطق الجنوبية والشمالية مربع الحرب مجدداً رغم الهدنة بعد استهداف حوثي سبقته تهديدات من جماعة الحوثي الإرهابية عقب تهديد الناطق باسم المليشيات يحيى سريع، بنسف الهدنة والعودة إلى الحرب في حالة عدم الاستجابة لشروط جماعته.

فيما كان هدد وزير دفاع الحوثي محمد العاطفي في كلمة له ألقاها خلال عرض عسكري أقامته مليشيات الجماعة في محافظة الحديدة بالتزامن مع المناورة في الجوف، باستهداف وضرب الموانئ في دول التحالف العربي التي اتهمها بفرض الحصار على الموانئ الخاضعة لسيطرة الجماعة، حيث لوح باعتماد "معادلة الميناء بالميناء إن اقتضت الضرورة لفك الحصار".

ابتزاز

تحليلات سياسية تضاربت فيما بينها البين حول التصعيد الحوثي اعتبرها البعض تكنيك سياسي إيراني للسيطرة على طاولة الحوار ورضوح المملكة العربية السعودية لأكبر قدر من شروط إيران خاصة وأنها صرحت بأنها ستوقف إمداد الحوثي بالأسلحة ولم تتحدث عن إنهاء الحرب في اليمن، أو ربما تلوح إلى أن هذه الحرب غير مدرجة ضمن الاتفاق السعودي الإيراني وما هو إلا حماية لأي هجوم قد يطال المملكة وحدودها.

رعشة الموت

تحليلات أخذت تيار آخر قالت فيه إن التصعيد الحوثي تخبط وحركات غير مدروسة بعد أن اختنقت خوفاً من إيران التي ربما تتبرم منها وتقدمها كبش فداء مقابل نجاح اتفاقها مع المملكة بعد أن وشكت إيران أن تنهار بدءً من الثورة الحاصلة داخل البلاد والضغط الدولي عليها.

بالمقابل كل تصعيد الحوثي جنوباً قوبل بالفشل دائما بسبب تصدي القوات الجنوبية وقوات العمالقة التي سحقت ذراع إيران في أكثر من جبهة فيما كان سحقها في محافظة شبوة العام السابق تأكيد على أن الجنوب حامٍ جيد لأراضيه وبمجرد التحام جنوبي "شمالي صادق" سيدحر الحوثي في عقر داره وصولاً إلى صنعاء بمساندة التحالف العربي، دون حتى دون نجاح الاتفاق السعودي الإيراني.

كفالة أمريكية

جانب آخر حلل أن صدمة أمريكا من تقارب سعودي إيراني قد يخرجها خالية الوفاض من الشرق الأوسط، فبادرت لأن تكون ظهر مليشيا الحوثي كعون وداعم بديل في حين تخلي إيران عنه، وارجعت اليمن مجددا إلى مربع الحرب بعد الهدنة لزيادة التوتر وإخماد الاتفاق الثنائي. وكانت الأمم المتحدة تتستر دوما على إمداد ايران الحوثي بالأسلحة، وتجاهلت دوما إدانة الحوثي بأي جرائم أو خروقات للهدن المسبقة ما يؤكد أنها شريك فاعل وداعم لاستمرار الحرب في اليمن والشرق الأوسط.

‏يجدر بأن التصعيد الحوثي طال مديرية حريب بمحافظة مأرب، وسبب موجة نزوح للمدنيين، جراء قصف صاروخي ومدفعي على عديد من القرى.

ووفي محاولة اغتيال استهدفت ذراع إيران موكب محافظ تعز نبيل شمسان بقصف قذيفة نجا منها شمسان بأعجوبة.