أثار الاعتداء الذي قام به عناصر جهاز المخابرات الحوثية امس الخميس، على مالك ومدير إذاعة "صوت اليمن" الصحفي مجلي الصمدي، بالضرب الوحشي أمام منزله وسط صنعاء، الرأي العام اليمني والعربي، وسط اتهامات قيادي سلالي حول الجريمة.
واليوم الجمعة أدانت منظمة "رايتس رادار"، اعتداء عصابة مسلحة تتكون من خمسة أشخاص على الصحفي مجلي الصمدي بالضرب المبرح في صنعاء، أثناء عودته إلى منزل ليلاً.
وقالت المنظمة، على حسابها الرسمي بموقع تويتر- إكس- إن "ما تعرض له الصحفي الصمدي اعتداء سافر يضاف لما سبق من الممارسات القمعية التي تستهدف ما بقي من هامش للحريات في مناطق سيطرة جماعة الحوثي".
وأشارت إلى أن مليشيا الحوثي بصفتها "سلطة أمر واقع"، "معنية بالتحقيق فيما تعرض له الصحفي الصمدي وضمان سلامة كل الصحفيين في مناطق نفوذها".
وكان وزير الإعلام في حكومة الشرعية، حمل في إدانته للاعتداء، جهاز المخابرات التابع لمليشيا الحوثي، بالوقوف خلف ضرب مجلي الصمدي بوحشية في صنعاء.
وكان مجلي الصمدي قد انتقد خلال الأشهر الماضية، الفساد في سلطة الأمر الواقع التابعة لمليشيا الحوثي، من خلال منشوراته على مواقع التواصل التي لا تخلوا من المطالبة بالرواتب.
وفي سياق متصل، أتهم القيادي السابق في مليشيا الحوثي، الملحد حالياً علي البخيتي، منتحل صفة نائب وزير الخارجية في حكومة الانقلاب غير المعترف بصنعاء، السلالي حسين العزي، بالوقوف خلف الاعتداء على الصحفي مجلي الصمدي.
وقال علي البخيتي على حسابه بموقع فيس بوك: أعرف الحوثي حسين العزي جيدًا، وأكاد أجزم أنه وراء ما حدث لـ مجلي الصمدي من اعتداء".
وأضاف البخيتي: "في يوم من الأيام -بعد سيطرتهم على صنعاء- أخبرني حسين العزي أنه اختلف مع أحد السياسيين من طرف آخر أثناء جلسة حوار، وكان ذلك الشخص حاد في النقاش معه، وبعدها تتبع مسار طريقه إلى منزله، وأوصى إحدى النقاط التابعة لهم بتوقيفه تحت أي عذر، وقال لي وبشكل واضح (خليتهم كسروا ناموسه)، وبعد ذلك تواصل معه ليطمئن عليه ويعتذر عن تجاوزهم وأن ما حدث خطأ".
وتابع البخيتي: "طبعًا قلت له هذا تصرف غير لائق بل واعتداء، وكنت مصدوم من كلامه، لكنه استمر بالتفاخر به وكأنه عمل انجاز، وأتحدى حسين أن ينكر ذلك ويقسم بالله في تغريدة أني كاذب وأنا مستعد أن أعتذر".
وأكد البخيتي أن "ما حدث لمجلي يشابه تمامًا تلك القصة، وحسين على الأغلب بطلها، لم أرى في حياتي أوقح من سلطة الحوثي، يهددون مخالفيهم علنًا، يضربونهم ويفتخرون بذلك يتحاذق غبي ومفضوح، وهذا واضح في تغريدته".
وفي سياق متصل، لمح منتحل صفة نائب وزير الخارجية في حكومة الانقلاب بصنعاء، القيادي السلالي المدعو حسين العزي، بوقوف مليشياته خلف الاعتداء على الصحفي مجلي الصمدي في صنعاء.
وزعم العزي أن جماعته الانقلابية تسمح بانتقادها، و أن حماية الصحفيين والنشطاء الذين ينتقدون الفساد والاستغلال الطائفي للجماعة تفوق قدرتهم وقدرة البشر والجن مجتمعين.
تصريح حسين العزي اعتبره النشطاء تهديد صريح لجميع الصحفيين والناشطين الذين ينتقدون الفساد واستغلال مليشيا الحوثي للموارد المالية والتجارية وأموال المواطنين بشكل عام.
ويشكو الصحفي مجلي الصمدي، من ممارسات قمعية من مليشيا الحوثي بينها منع إذاعته من استئناف العمل رغم صدور قرار قضائي بذلك بعد شهور طويلة من اقتحام مقر الإذاعة ومصادرة أجهزتها.