يتعرض قطاع غزة للأسبوع الرابع على التوالي، لقصف وحصار إسرائيلي وحشي، فيما تعمل إيران التي لطالما استثمرت القضية الفلسطينية، على تقديمها قرباناً على طاولات مفاوضاتها مع القوى الدولية الكبرى، مقابل تطمينات خاصة حصلت على جزء منها في غمرة العدوان على القطاع.
و لا يمل النظام الإيراني ومليشياته في المنطقة من ترديد شعاراتهم الفضفاضة بخصوص القضية الفلسطينية، مستغلين بذلك العاطفة الشعبية الجياشة الرافضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وسط استمرار آلة القتل الصهيونية في حصد الأبرياء في قطاع غزة، لقرابة شهر، تغض دولة الملالي وعصاباتها الطَرْف، وتكتفي برفع شعارات لا تجد لها طريقاً لإيقاف نزيف دم أهالي غزة وتوفير العلاج والمأوى للمشردين.
واخذت المزايدة الإيرانية بالقضية الفلسطينية منحى متصاعداً منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى وكثرة التصريحات والتهديدات من القادة الإيرانيين، يأخذها المراقبون على محمل السخرية كعنتريات تخفي خلفها مشروع تصفية القضية الفلسطينية وإغراق المنطقة بأزمات يصعب حلها.
ويرى مراقبون أن الظاهرة الصوتية لطهران، هي استكمالاً لفصول مؤامراتها على الدول العربية عبر تقديم القضية الفلسطينية قرباناً للغرب مقابل حصولها على تطمينات بخصوص ملفها النووي ورفع العقوبات عنها، وهو ما تحصلت على جزء منه مؤخراً في خضم العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
و جرّت إيران الخراب إلى الدول العربية عبر إنشاء جماعات متطرفة سعت منذ تأسيسها لمحاولة نزع الوطنية والقومية والانتماء الحضاري للأمة العربية، لصالح استعادة إرث الإمبراطورية الفارسية، ومع هذه الحقائق الماثلة على الأرض يكون النظام الإيراني ومليشياته آخر من يحق لهم الحديث عن مظلومية الفلسطينيين وإن نطقوا فهو افتراء ويجب أن يُقرأ على أساس حذر.