آخر تحديث :الإثنين-12 مايو 2025-02:46ص
اخبار وتقارير

مأساة النازحين في ظل البرد القارس: التدخل الإنساني في اليمن يتراجع

مأساة النازحين في ظل البرد القارس: التدخل الإنساني في اليمن يتراجع
الجمعة - 08 ديسمبر 2023 - 08:10 م بتوقيت عدن
- عدن - نافذة اليمن - خاص

تعاني اليمن من إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يواجه العديد من الأشخاص النزوح القسري بسبب حرب مليشيا الحوثي الارهابية، ذراع ايران في اليمن. يعيش النازحون في ظروف قاسية وتتفاقم معاناتهم خلال فصل الشتاء البارد والعاصف.

تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 3 ملايين نازح داخلي في اليمن، يعيشون في مخيمات مؤقتة أو منازل مهجورة أو حتى في العراء. وتعد هذه المجموعة الضعيفة من الناس أكثر عرضة للتأثر بالظروف المناخية القاسية.

تتميز الشتوية في اليمن بأمطار غزيرة ورياح قوية وانخفاض درجات الحرارة، مما يؤدي إلى سيول غزيرة تقضي على مخيمات النازحين. تفتقر معظم المخيمات والملاجئ التي تستضيف النازحين إلى البنية التحتية اللازمة لمواجهة تحديات الشتاء، مثل العزل الجيد والأسقف المتينة والتدفئة الكافية.

تعاني النساء والأطفال الصغار بشكل خاص من قساوة الشتاء في اليمن. يعيش العديد من الأطفال في ظروف غير صحية، مما يؤثر على صحتهم ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا والتهاب الرئة. بالإضافة إلى ذلك، فإن النساء الحوامل والنساء الرضاعات يواجهن خطرًا أكبر للمضاعفات الصحية في ظل الظروف القاسية.

لتخفيف معاناة النازحين في فصل الشتاء، تحتاج اليمن إلى تعاون دولي وتوفير تمويل كافٍ لتحسين الظروف المعيشية في المخيمات وتوفير الحماية والمساعدة الطبية والتغذية اللازمة. يجب أيضًا تعزيز الجهود لإعادة بناء المنازل المدمرة وتوفير سبل التدفئة الآمنة والكفيلة بتوفير الحماية من البرد.

علاوة على ذلك، يجب تعزيز الوعي بأهمية التخطيط الاستعدادي لمواجهة الكوارث وتعزيز مهارات النازحين في التعامل مع تحديات الشتاء. يمكن توفير برامج تثقيفية وتدريبية للنازحين لمساعدتهم على اتخاذ إجراءات وقائية وتطبيق التدابير اللازمة للحد من المخاطر المرتبطة بالطقس البارد.

إحصائيات

وفي إحصائية في عام 2021، احتلت اليمن المركز الرابع من حيث عدد النازحين داخليًا على مستوى العالم، وأظهر مسح نُشرت نتائجه في ديسمبر/ كانون الأول 2021 أن 649,387 طفلًا دون سن الخامسة يعيشون في مخيمات للنازحين في 14 محافظة يمنية، منهم 194,496 تقل أعمارهم عن عام واحد، فضلًا عن 73,000 من النازحات الحوامل.

وكشف التقرير الذي جاء تحت عنوان “الاحتياجات الإنسانية للنازحين 2023″ـ، عن وجود ما يقارب ثلاثة مليون نازح ‏يتوزعون في 13 محافظة، هي عدن، لحج، الضالع، ابين، تعز، الجوف، مأرب، شبوة، حضرموت -. المهرة، سقطرى، الحديدة وحجة، وينتشرون في ‏646 مخيماً و927 تجمعا سكاني في 105 مديريات.

وتشمل احتياجات النازحين التي يغطيها التقرير، المأوى والمواد غير الغذائية واحتياجات المياه ‏والاصحاح البيئي واحتياجات الصحة والتعليم والحماية.
ويكشف التقرير عن أن عدد النازحين في المحافظات المحررة بلغ 486572 أسرة ‏و3,078,336 فرداً يتوزع منهم 483,330 نازحاً في ‏المخيمات، 2,604,006 نازحاً في المنازل، احتلت محافظة ‏مأرب المرتبة الأولى حيث يتواجد فيها 2274453 نازح وبنسبة ‏‏73.67% من اجمالي النازحين في المحافظات المحررة.‏

وبلغت عدد الاسر في المخيمات التي يعتمد الاطفال فيها في مساعدتها في ‏كسب العيش 50086 وبنسبة 63% من اجمالي الاسر في المخيمات، ‏وتتوزع تلك الاسر على 309 مخيمات من اجمالي 646 مخيم وبنسبة 62% ‏من اجمالي المخيمات. وكشفت النتائج أن 39493 طالباً في المخيمات في سن التعليم ومحرومين الالتحاق ‏بالتعليم.

ودعا التقرير إيجاد الية لمساعدة حالات الضعف خصوصا النساء من النازحين ‏في المخيمات والمنازل حيث أظهرت النتائج بان هناك ‏‏(295,837) وبنسبة 9.8%، كما دعا إيجاد الية لمساعدة الاسر النازحة التي يعولها أطفال حيث بينت ‏النتائج بأن عدد الاسر التي يعولها أطفال (9,305) اسرة منها ‏‏(7,474) اسرة يعولها طفل (ذكر) و(1,831) أسرة يعولها طفل ‏‏(انثى).‏

وأوصى التقرير بإيجاد الية لمساعدة حالات الضعف خصوصا النساء من النازحين ‏في المخيمات والمنازل حيث أظهرت النتائج بان هناك ‏‏(295,837) وبنسبة 9.8%.‏

يجب على المجتمع الدولي والجهات الإنسانية المعنية العمل بشكل مشترك لتوفير المساعدة اللازمة وتحسين الظروف المعيشية للنازحين، وضمان حقوقهم الأساسية وسلامتهم خلال هذه الفترة الصعبة.