آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:44ص

مجتمع مدني


بعد مرور مئة عام "سايكس-بيكو" جديدة بأياد عربية

بعد مرور مئة عام "سايكس-بيكو" جديدة بأياد عربية
رؤية جديدة رائدتها الولايات المتحدة، للقضاء على أي حلم للعرب بالوحدة العربية

الأحد - 22 مايو 2016 - 05:53 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن

في الذكرى المئوية الأولى لعقد اتفاقية "سايكس-بيكو"، فالفرصة مناسبة, لمعرفة  مصدر تسمية هذه الاتفاقية حيث جاءت التسمية نسبة لاسم السير مارك سايكس، المستشار الدبلوماسي البريطاني، وفرانسوا-جورج بيكو، السكرتير الأول في السفارة الفرنسية في لندن.

ولا ينسى المحللون والكتبة الإشارة إلى دور بطرسبورغ ووزير خارجية القيصرية الروسية سيرغي سازونوف في هذه الاتفاقية، التي سميت بادئ الأمر باسم "اتفاقية القاهرة السرية"؛ حيث تم التوصل إليها بعد اجتماعات في القاهرة، لتستمر المفاوضات في مدينة بطرسبورغ، وتسفر عن اتفاقية سايكس-بيكو-سازونوف الثلاثية، التي حددت مناطق نفوذ كل من الدول الثلاث في غرب آسيا من تركة "الرجل المريض"، كما سمى القيصر الروسي نيكولاي الأول الخلافة العثمانية.

وتتحدث المراسلات المحفوظة في المكتبة البريطانية عن "المعاهدة"، وتشير إلى "مناقشات مع الحكومة الروسية بشأن المعاهدة، واستعدادهم (الروس) لقبولها شريطة أن يُسمح لروسيا بضم أرضروم وطرابزون وفان وبدليس..".

ومع أن الاتفاقية عُدلت بعد ذلك غير مرة، فإنها سمحت بتقسيم البلاد العربية بين المنتصرين. لكن الظروف تغيرت بالنسبة إلى بطرسبورغ بعد اندلاع الثورة البلشفية، فلم تعد تطالب بحماية الأرثوذكسيين في فلسطين، ولم تَعُد تستشار في أمورها، ولم تُضم إليها أرضروم وطرابزون وبدليس. وهي لم تشأ ذلك بعد اندلاع ثورة أكتوبر البلشفية، بل ونشر البلاشفة السوفيات نص الاتفاقية.

بيد أن العرب أدركوا أنهم خُدعوا، وأن بريطانيا استغلت توقهم للاستقلال عن الخلافة العثمانية لمحاربتها بأيديهم. وأن الشريف حسين، الذي قاد الثورة العربية الكبرى، وتحالف مع البريطانيين لنقل الخلافة إلى العرب، لم يكن إلا أداة لمحاربة الأتراك، تُخلي عنه عندما انتفت الحاجة إليه.

وكان ضابط الاستخبارات البريطاني لورانس  الدور الاكبر في خداع العرب , والمتابعون للأمور في هذا الصدد يؤكدون أن تقسيم المقسم آت، وإن أجلته إلى حين العملية الروسية العسكرية في سوريا، وأنه سيكون وفق رؤية جديدة تكون رائدتها هذه المرة الولايات المتحدة، للقضاء على أي حلم للعرب بالوحدة، والذي رفعهما الناصرية وحزب البعث وغيرهما.

ويتذكر الجميع تصريح مدير الإدارة العامة للأمن الخارجي في فرنسا (الاستخبارات الفرنسية) برنار باجوليه، العام الماضي في مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان، بأن: "الشرق الأوسط الذي نعرفه، انتهى إلى غير رجعة"؛ مشككا في أن يعود مرة اخرى.